وقفة في ميناء غزة رفضاً لتشديد الحصار البحري

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
13 يونيو 2021
وقفة في ميناء غزة رفضاً لتشديد الحصار البحري
+ الخط -

لم يتبق للصياد الفلسطيني فهد بكر أي مصدر دخل يمكنه من توفير احتياجات عائلته المكونة من ثلاثة عشر فردًا، بعد أن أعطبت البحرية الإسرائيلية قوارب عمله، إلى جانب احتجاز الموتور الخاص بقاربه، في محاولة لمنعه من مزاولة مهنته. 

ويقول بكر على هامش وقفة احتجاجية نظمتها هيئة كسر الحصار وإعادة الإعمار في ميناء غزة، اليوم الأحد، بمشاركة نقابة الصيادين الفلسطينيين، لـ"العربي الجديد"، إنه يعمل في البحر منذ 35 عامًا، ولم يشهد أسوأ من الأيام الحالية، التي يغرق فيها بالديون بسبب فرض بحرية الاحتلال حصارًا مشددًا على البحر، علاوة على إطلاق النار والملاحقة المستمرة في المساحة الضيقة المسموح بها. 

وشارك إلى جانب بكر عدد من الصيادين في الوقفة التي تأتي رفضًا للحصار البحري الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع للعام الخامس عشر على التوالي، وقد رفعوا أعلام فلسطين ويافطات تطالب بالرفع الفوري للحصار البحري المفروض على غزة، كانت من بينها "من حقي التنقل بحرية"، "كسر الحصار أو الانفجار"، "نعم لكسر الحصار الكامل عن غزة"، "يجب على العالم أن يتحرك بشكل فوري من أجل كسر الحصار عن غزة". 

الزوارق الإسرائيلية لا تزال تحاصر الصيادين، وتلاحقهم وتصادر مراكبهم وتواصل تضييق مساحة الصيد من 15 ميلاً إلى 3 أميال، وتمنع الصيادين من النزول إلى البحر

من ناحيته، قال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش إن الزوارق الإسرائيلية لا تزال تحاصر الصيادين في عرض البحر، وتلاحقهم وتصادر مراكبهم، ولا يزال محتجز لديها ما يزيد عن 27 قاربًا و60 موتوراً، إلى جانب مواصلة تضييق مساحة الصيد من 15 ميلاً إلى 6 أو 3 أميال، أو منع الصيادين بشكل كامل من النزول إلى البحر. 

ويبيّن عياش، في كلمته خلال الوقفة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح بالصيد إلا لمسافة 6 أميال بحرية لما يزيد عن ألف قارب و4500 صياد يعيلون 50 ألف نسمة، مشددًا على أن الاحتلال يحارب شريحة الصيادين في أرزاق أسرها، علاوة على إلحاق أضرار جسيمة في معدات الصيادين في الموانئ، من حرق شباك وإعطاب قوارب وتخريب مكن خلال فترة العدوان، إلى جانب قصف ورش تصليح المكن. 

وطالب عياش المؤسسات الدولية والمحلية بدعم الصيادين، عن طريق مشاريع تساعدهم في تثبيتهم في هذه المهنة كي يستطيعوا كسب رزق أسرهم، فيما دعا المؤسسات الحقوقية إلى رفع دعاوى ضد الاحتلال لدى المحافل الدولية على ما يقوم به من ممارسات في عرض البحر، ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف وقفة جادة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبدون تحيز. 

بدوره، شدد الناطق باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار أشرف زايد على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن استهداف مناحي الحياة على كافة الصعد، وذلك بتشديد الحصار برًا وبحرًا وجوًا، وإغلاق المعابر، واستمرار مُلاحقة الصيادين في قوت أطفالهم.

واستعرض، خلال كلمته، معاناة الصيادين الفلسطينيين بفعل المُلاحقة والممارسات الإسرائيلية، التي جعلتهم مُلاحقين في بحرهم ومطاردين في لقمة عيشهم، حيث "ما زالت بحرية الاحتلال ترتكب الفظائع بحقهم، عبر مصادرة المراكب، وتقييد الحرية،  والمنع من مزاولة العمل، علاوة على اعتقالهم وإطلاق النار عليهم". 

بحرية الاحتلال ترتكب الفظائع بحق الصيادين، عبر مصادرة المراكب، وتقييد الحرية، والمنع من مزاولة العمل، بل واعتقالهم وإطلاق النار عليهم

وأكد ضرورة جعل مساحة الصيد مفتوحة أمام الصيادين، من دون التقيد بالحدود التي يفرضها الاحتلال، داعيًا المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية إلى ضرورة الوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية، والعمل الجاد لرفع الحصار البحري عن غزة، مستنكرًا فرض الحصار البحري على مدينة ساحلية. 

وطالب زايد وسطاء الهدنة، وعلى رأسهم جمهورية مصر العربية، بالتدخل السريع لإيقاف جرائم الاحتلال المتكررة بحق الصيادين، ومنع التعرض لهم أو الاعتداء عليهم، مؤكدًا ضرورة منح الصيادين حقهم الشرعي والإنساني في ركوب البحر، وممارسة حقهم الطبيعي في الصيد وتوفير لقمة العيش الكريم.

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
مرفأ الإسكندرية، 31 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

قدمت السلطات المصرية روايات متضاربة حول السفينة كاثرين التي تحمل متفجرات لإسرائيل. فبعد نفي لمصدر مصري استقبال السفينة صدر بيان لوزارة النقل يثبت وجود السفينة.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
المساهمون