أسعار النفط تهبط بفعل مخاوف بشأن الطلب الصيني

30 يوليو 2024
وزارة الطاقة الأميركية ستشتري 4.65 ملايين برميل من النفط، يوتا 24 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انخفاض أسعار النفط وتأثير الاقتصاد الصيني**: تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو، حيث بلغ خام برنت 79.86 دولاراً للبرميل، متأثراً بتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وانكماش نشاط الصناعات التحويلية للشهر الثالث على التوالي.

- **التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها على أسعار النفط**: انخفضت أسعار النفط بنسبة 2% بعد أن أشارت إسرائيل إلى رد محسوب على هجوم صاروخي من حزب الله، مع جهود دبلوماسية أميركية لتقييد الرد الإسرائيلي.

- **الولايات المتحدة وزيادة المخزون الاستراتيجي**: أعلنت وزارة الطاقة الأميركية عن شراء 4.65 ملايين برميل للاحتياطي البترولي الاستراتيجي، بعد سحب قياسي في 2022، مما يعكس "صفقة جيدة لدافعي الضرائب".

انخفضت أسعار النفط  قرب أدنى مستوياتها منذ أوائل يونيو/ حزيران الماضي اليوم الثلاثاء، ومواصلة الخسائر من الجلسة السابقة، على خلفية المخاوف بشأن الطلب الصيني وتعهد الحكومة الصينية باتخاذ تدابير سياسية للاقتصاد مع توقعات بانخفاض مخزونات النفط الخام والمنتجات النفطية في الولايات المتحدة، وانحسار القلق في الأسواق من احتمالات تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. 

ووصلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى 79.86 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 08.05 بتوقيت غرينتش. وكان قد تراجع خلال جلسة اليوم إلى 79.34 دولاراً، وهو أدنى مستوى منذ العاشر من يونيو/ حزيران. وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 12 سنتاً أو 0.2% إلى 75.69 دولاراً للبرميل. وقال تاماس فارجا من شركة "بي في إم" للوساطة النفطية "لا تزال عوامل الاقتصاد الكلي تُشكل ثقة المستثمرين... فالاضطرابات الاقتصادية في الصين من بينها تباطؤ النمو وانخفاض واردات النفط الخام لا تزال قوة دافعة رئيسية لسوقنا". 

وأثرت موجة من التطورات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، بالسلب على أسعار السلع. كما أحدثت هزة بالأسواق في الآونة الأخيرة. وترجح نتائج استطلاع أجرته وكالة رويترز، نشر أمس الاثنين، أن نشاط الصناعات التحويلية في الصين انكمش للشهر الثالث في يوليو/ تموز. وأمس الاثنين أيضاً، خفض "سيتي" توقعات نمو الصين إلى 4.8% من 5% بعدما جاء نموها دون تقديرات المحللين في الربع الثاني من العام، مشيراً إلى أن النشاط الاقتصادي ازداد تباطؤاً في يوليو.

ورغم أن القادة الصينيين تعهدوا بتعزيز دعم الاقتصاد، كانت التوقعات بشأن حجم هذه التدابير الداعمة محدودةً منذ المؤتمر الوطني الثالث في منتصف يوليو/ تموز، والذي لم يعلن أيَّ تغييرات كبيرة في السياسات الاقتصادية القائمة. وأثارت بيانات صادرة في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أظهرت أن إجمالي واردات الصين من زيت الوقود انخفض بنسبة 11% في النصف الأول من عام 2024، مخاوف بشأن مستقبل الطلب على نطاق أوسع في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.

ومن المقرر أن يجتمع كبار وزراء مجموعة أوبك+ إلى جانب حلفاء بقيادة روسيا يوم الخميس لمراجعة أوضاع السوق ووضع خطة لبدء التراجع التدريجي عن بعض تخفيضات الإنتاج النفطي اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول. ولكن في الوقت الحالي، لا يتوقع حدوث أي تغييرات في سياسات إنتاج النفط. 

وانخفضت أسعار النفط 2% في الجلسة السابقة بعدما أشارت إسرائيل إلى أن ردها على هجوم صاروخي زعمت أن حزب الله شنه على هضبة الجولان السورية المحتلة يوم السبت، بينما نفى الأخير ذلك، سيكون محسوباً لتجنب الانجرار إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط. ودعمت ذلك جهود دبلوماسية أميركية تهدف إلى تقييد رد إسرائيل ومنعها من ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو أي بنى تحتية مدنية رئيسية رداً على ذلك. وأثار التوتر مخاوف المستثمرين بشأن التأثير المحتمل على إنتاج الخام في أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، لكن الإنتاج لم يتأثر حتى الآن. 

أميركا تشتري النفط الخام لزيادة المخزون الاستراتيجي

في السياق، قالت وزارة الطاقة الأميركية، الاثنين، إنها أبرمت عقدا لشراء 4.65 ملايين برميل من النفط الخام للاحتياطي البترولي الاستراتيجي للتسليم إلى موقع بايو تشوكتاو في لويزيانا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام. وأضافت الوزارة أنّ "إكسون موبيل" ستوفر 3.9 ملايين برميل من العقد، بينما ستوفر "ماكواري كوموديتيز تريدينغ" الباقي. وأفادت الوزارة بأن متوسط سعر شراء النفط يبلغ نحو 76.92 دولاراً للبرميل. 

وهذه هي أحدث عمليات الشراء التي تهدف إلى إعادة ملء مخزون الطوارئ النفطي في الولايات المتحدة بعد سحب قياسي بلغ 180 مليون برميل في 2022. وكان هذا البيع محاولة للسيطرة على أسعار البنزين التي ارتفعت إلى أكثر من خمسة دولارات للغالون بعد غزو روسيا لأوكرانيا. لكنها خفضت أيضاً احتياطي البترول الاستراتيجي إلى أدنى مستوى له في 40 عاماً. 

وقالت وزارة الطاقة إنها أعادت منذ ذلك الحين شراء ما مجموعه 43.25 مليون برميل بسعر متوسط يقارب 77 دولاراً للبرميل، بعدما باعت النفط بنحو 95 دولاراً للبرميل في 2022، وهو ما يعكس ما سمّته "صفقة جيدة لدافعي الضرائب".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون