مسيرة تجوب شوارع بيروت ضد تردي الأوضاع المعيشية و"سرقة المدخرات"

05 يوليو 2022
خلال الاعتصام اليوم في بيروت (حسين بيضون/ العربي الجديد)
+ الخط -

نفذت مسيرة راجلة في بيروت اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وسرقة المصارف لمدخرات المواطنين، والغلاء الفاحش الذي طاول مختلف الخدمات والقطاعات، آخرها الاتصالات، عبر رفع التعرفة أضعاف ما كانت عليه في الماضي.

وانطلقت المسيرة التي شارك فيها بعض النواب من "كتلة التغييريين" عند الساعة الخامسة عصراً بتوقيت العاصمة اللبنانية من وزارة الطاقة مروراً بشركة الكهرباء، حيث أطلق المحتجون هتافات معترضة على سياسات الفساد في أكثر قطاع يشهد هدراً للمال العام وينفق عليه من جيب المواطنين الذين لا يتلقون في المقابل ساعة كهرباء واحدة في النهار.

ولفت المحتجون إلى أنهم يتكبّدون مبالغ كبيرة لقاء الحصول على خمسة أمبير من المولدات الخاصة، وبفعل أزمة الدولار وارتفاع أسعار المحروقات واستغلال أصحاب المولدات أصبحت الكلفة تفوق المليون ليرة لبنانية.

ومرّت المسيرة بحسب الجدول المعدّ لها من مجموعات مدنية منبثقة من "انتفاضة 17 تشرين" من جمعية المصارف، حيث أموال المودعين محتجزة في البنوك اللبنانية، ومحرومون من الحصول عليها بقيمتها الكاملة، وهتف المحتجون بشعارات طاولت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة داعية إلى محاسبته.

كذلك، دق المحتجون على أبواب جمعية المصارف تعبيراً عن غضبهم، قبل أن تنتقل المسيرة إلى وزارة الاقتصاد وسط هتافات رافضة للإذلال الحاصل أمام الأفران وطوابير الخبز التي لم يشهدها لبنان في أسوأ فتراته.

وقد سجل بعض الإشكالات بين المتظاهرين والعناصر الأمنية لدى محاولة الطرف الأول الدخول إلى وزارة الاقتصاد، في مشهدٍ تكرّر أيضاً لدى محاولة المحتجين الدخول إلى شركة الاتصالات الخلوية "تاتش" التي أطلقت رزمة أسعارها الجديدة يوم الجمعة بارتفاع كبير للتعرفة.

وفي السياق، تقول المحامية دينا أبو زور، من "رابطة المودعين" في لبنان، المشاركة في المسيرة، إن التحرك يأتي استكمالاً لسلسة تحركات مطلبية، سواء مرتبطة بودائع الناس أو أزمة الكهرباء والمياه المقطوعة منذ فترة عن منازل المواطنين، ولا سيما في بيروت، عدا عن تلك المرتبطة بارتفاع كلفة المعيشة وسعر صرف الدولار والغلاء الفاحش وسط تفلت واضح وغياب رقابي فاضح.

وتشير أبو زور إلى أنه "لم يعد هناك ما نخسره، الوضع إلى الأسوأ، وقد تفاقم عمّا كان عليه عام 2019، وطوابير الخبز أكبر دليل على الدرك الذي وصلنا إليه، والشارع نقطة أساسية لتحريك العجلة والدفع باتجاه الحلول والخروج من النفق المظلم".

وتشير إلى "فقداننا أي سبيل أو خيار في المواجهة، رغم العمل الحاصل برلمانياً، وبالأخص تشريعياً من قبل نواب يشبهوننا، ولكن هناك دائماً أطراف موجودة للتعطيل".

من جهة ثانية، ترى أبو زور أنه "لا يجب لوم الناس على عدم النزول إلى الشارع، فالمسؤولون ألهوا المواطنين بكمٍّ هائلٍ من المصائب التي نزلت كالصاعقة على رؤوسهم في السنوات الثلاث الماضية، وبوتيرة أسرع في الأشهر القليلة الماضية، بحيث بات همّ الناس حرفياً تأمين ربطة الخبز، من دون أن ننسى الأعداد الكبيرة التي تركت البلاد، ومعظمها من جيل الشباب الذي كان من أبرز المشاركين في التحركات المطلبية والاحتجاجات وانتفاضة 17 تشرين".

المساهمون