مخاطر إمدادات القمح الروسي تقلق السودانيين

24 مارس 2022
يتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنوياً (فرانس برس)
+ الخط -

بلغ التأثير الاقتصادي جراء الصراع الروسي الأوكراني ذروته فيما يتعلق بإمدادات القمح للسودان الذي يعتمد على استيراد نحو 95% من مخزونه من دول البحر الأسود وروسيا. 
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنوياً، فيما يتراوح إنتاج البلاد بين 12 و17% من احتياجاته.

وتوقع اقتصاديون أن تمتد تأثيرات حرب أوكرانيا على السودان، وأكدت مصادر في قطاع الغلال تطبيق زيادة جديدة على الدقيق وصلت نسبتها إلى 30% بالتزامن مع ارتفاع أسعار القمح عالميا جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتدني قيمة العملة المحلية في السودان.

وأشار مختصون إلى أن أزمة روسيا وأوكرانيا ستؤثر مباشرة على السودان، خاصة في أسعار القمح حيث يستورد السودان أكثر من 95% من القمح من تلك المنطقة ويعتمد بشكل كبير على القمح الروسي، ويستورد نحو 46% من روسيا وحدها.

ولا تزال المخاوف سائدة من حدوث شح في الدقيق خلال الأيام القادمة مع ارتفاع تكاليف الاستيراد واستمرار الحرب، الأمر الذي ينعكس على زيادة أسعار الخبز رغم وصول 20 ألف طن من القمح الروسي، في إطار منحة مقدمة للسودان من روسيا.

وانعكس ارتفاع أسعار القمح بدوره على أسعار الخبز في الأسواق المحلية، حيث ارتفع سعر الرغيف 42% إلى 50 جنيهاً مقارنة مع 35 سابقاً. 

ومنذ العام الماضي، طبق السودان سياسة تحرير الخبز دون الإعلان عنها، بعد أن تم حجب توزيع الدقيق المدعوم على المخابز. 

ولا تتوافر أسعار ثابتة للخبز ومشتقاته في السوق السودانية، وتتباين تبعاً لتطورات العرض والطلب، وأنواع الدقيق المستخدم في صناعة الخبز. 

وتبيع بعض المخابز 3 قطع من الخبز بسعر 100 جنيه، لكنها اضطرت لتخفيض تلك الحصة مع زيادة أسعار الدقيق، في وقت يصف أصحاب المخابز الأوضاع الحالية بالضبابية خاصة مع تدني قيمة العملة المحلية التي حدثت مؤخراً بتعويم العملة.

ويشهد الجنيه تدنيا مريعا منذ أسابيع إذ يجري تداول متوسط البيع للدولار الواحد بـ610 جنيهات في السوق السوداء. مع توقعات بارتفاعات جديدة عقب التحرير الكامل لسعره دون تدخل من البنك المركزي، في وقت يعاني البنك المركزي من عدم وجود احتياطي عملات صعبة للتحكم في أسعار الدولار.

ورغم وفرة الدقيق حالياً، لكن كافة التوقعات تشير إلى زيادات أًخرى قريباً مع ارتفاع أسعار القمح عالمياً.

وقال الناطق الرسمي باسم تجمع أصحاب المخابز عصام الدين عكاشة لـ"العربي الجديد" إن زيادة أسعار الخبز كبيرة وتفوق طاقة المواطن، موضحاً أن سعر جوال الدقيق قفز من 20 ألف جنيه إلى 26.5 ألفاً خلال أسبوع، والخميرة من 19 ألفا إلى 21 ألفا، والزيت من 12 إلى 22 ألفا، إضافة إلى ارتفاع أجرة العامل من 700 جنيه إلى 1200 جنيه للجوال، فيما رفعت الدولة يدها تماماً وأصبح كل الدقيق تجارياً. 

ولا يستبعد أصحاب المخابز زيادة جديدة  في أسعار الخبز، لأن الشركات تستورد دقيق القمح بالأسعار الجارية للدولار، وكذلك أصحاب المخابز تواجههم صعوبات لتغطية المصروفات جراء الزيادات التي طاولت صناعة الخبز. 

وتشهد مخابز الخرطوم حالة من الكساد وتراجع مشتريات المواطنين اليومية من الخبز، ما أدى إلى تراجع إنتاجه، خاصة عقب تحرير أسعار الدقيق وتركه لقوى العرض والطلب. 
وفيما تفاقم زيادة المحروقات الأخيرة مشكلة ارتفاع أسعار الدقيق والخبز، يرى أستاذ الاقتصاد محمد إبراهيم في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الحرب الروسية ستؤثر في اقتصاد السودان سلباً بزيادة أسعار السلع والخدمات، خاصة القمح والدقيق والخبز للمواطنين، كما تؤثر في حركة التبادل التجاري لأن السودان يستورد من روسيا معظم احتياجاته، لكنه لا يصدر إليها شيئاً.

المساهمون