ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم أن وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وصل إلى أذربيجان أمس، ليبحث مع قادة أذربيجان الذين تربطهم علاقات جيدة مع دولة الاحتلال سبل تزويدها بمواد خام ضرورية، لا سيما النفط والحبوب والديزل.
وبحسب الصحيفة، فإن ليبرمان المولدافي الأصول، سيوظف علاقاته الشخصية مع قادة أذربيجان لضمان توفير المواد المذكورة لدولة الاحتلال، خصوصاً بعد الاضطراب الذي طرأ على استيراد هذه المواد من أوكرانيا وروسيا، حيث التقى ليبرمان مع الرئيس الأذري ووزيري المالية والاقتصاد.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن أذربيجان تستورد هي الأخرى الحبوب والقمح من أوكرانيا، إلا أن باكو، بحسب مصادر في السفارة الإسرائيلية في أذربيجان، تتجه إلى تنفيذ مشروع ضخم لزراعة القمح، بما يفيض عن حاجتها وبالتالي انتقالها من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة، على أن تزود إسرائيل أذربيجان بتقنيات وتكنولوجيا، بحيث يكون بمقدور الاحتلال خلال عامين إلى 3 أعوام استيراد القمح والحبوب منها.
وعلمت الصحيفة من مصادرها أن وزير الزراعة الإسرائيلي عوديد فورير سيتجه هو الآخر بعد أسبوعين إلى أذربيجان، برفقة مجموعة من الخبراء في مجال الزراعة حتى "تضمن إسرائيل لنفسها مصدرا ثابتا لاستيراد القمح لسنوات طويلة".
ووفقاً للصحيفة، رفضت السفارة الإسرائيلية في باكو الرد على سؤال بشأن الجوانب والأبعاد الأمنية والعسكرية للزيارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوساط مجال الطاقة واستيراد الحبوب أبدت دهشتها حيال الزيارة السرية التي قام بها ليبرمان، لأن "الدول لا تشتري النفط والحبوب من الدول الأخرى وإنما من الشركات الخاصة، لكن على الدولة توفير مناخ دبلوماسي سياسي مريح للعلاقات التجارية، خصوصاً على ضوء الأزمة العالمية في سوق السلع والطاقة والقمح".
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إن أحد أهداف زيارة ليبرمان توفير مناخ دبلوماسي بين الدولتين يمكن من مواصلة استيراد النفط من أذربيجان التي تُعد من أكبر الدول المصدرة للنفط إلى إسرائيل، لا سيما مع توجه دول الاتحاد الأوروبي إلى فك ارتباطها الطاقوي بروسيا، حيث وقعت عدة دول عقوداً لاستيراد النفط من أذربيجان.
وكانت إسرائيل قد عولت خلال العقد الماضي في "أوج التحضيرات والاستعدادات" لخيار عسكري ضد إيران، على استخدام قواعد في أذربيجان أو على الأقل الاستفادة من العلاقات الأمنية بين الطرفين.
وخلال النزاع بين أذربيجان وأرمينيا على ناغورنو كاراباخ، كانت إسرائيل قد زودت أذربيجان بعتاد عسكري وأسلحة هجومية بينها مسيرات هجومية استخدمتها باكو في المعارك ضد القوات الأرمنية.