لحوم الغنم بعيدة عن موائد الإفطار في مناطق شمال غرب سورية

13 ابريل 2023
يُعزى غلاء اللحم إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والكلفة العالية للأدوية (Getty)
+ الخط -

تشهد أسواق اللحوم في شمال غرب سورية ارتفاعاً بأسعار لحوم الأغنام، بدأ مع قدوم شهر رمضان، وما زالت الأسعار بارتفاع حتى اليوم حيث قارب سعر كيلو لحم الخروف نحو 200 ليرة تركية وتعادل 10 دولارات أميركية، وهو ما تعجز عن دفعه أغلب عائلات الشمال السوري.

يقول القصاب أبو محمد لـ"العربي الجديد": إن غلاء السعر من المصدر بينما تكون أرباح القصاب بسيطة ومحدودة، إلا أن سعر الغنم واقف، أي قبل ذبحه، ارتفع مؤخراً بشكل كبير، من دون أن نملك أي قدرة على التدخل في ضبطه، إذ يمكن للمربي بلحظة واحدة أن يعيد أغنامه إلى حظيرته ولا يبيعها إلا بالسعر الذي يريد.

وهو يتذرع بارتفاع أسعار الأعلاف والكلفة العالية التي يتكبدها ثمن أدوية ومتابعة صحية حيث يباع سعر كيلو الخروف الحي بـ85 ليرة تركية، ما يعني أن القصاب يجب أن يبيع كيلو اللحم بـ190 على أقل تقدير حتى يتجنب الخسارة بينما كانت الأسعار قبل دخول شهر رمضان نحو 160 ليرة تركية.

من جانبه يقول مربي الأغنام سعيد العبد الله لـ"العربي الجديد" إن المربي غير مسؤول عن الارتفاع الحاصل في الأسواق إذ من غير المعقول أن يبيع المربي أغنامه بخسارة كما حدث في الأعوام الماضية نتيجة الجفاف وارتفاع أسعار العلف.

يضيف العبد الله أن كلفة التربية اليوم مرتفعة علينا، فقد تأثرت أسعار الأعلاف والأدوية بالتغيرات الدولية ما أدى لارتفاعها وخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

كما أن تكلفة التربية ارتفعت كثيراً مقارنة بالماضي، من ناحية أجرة الحظائر التي يدفعها المربي أو من ناحية المياه التي ينقلها بشكل يومي للحظيرة ومن ناحية المراعي التي تضاءلت مساحاتها وباتت المنافسة عليها بين أصحاب الأغنام ترفع من سعرها وهو ما ينعكس على كلفة التربية بشكل كامل.

وفي سوق الخضر بمدينة إدلب، يتجول الحاج أبو محمد العيدو بين محال الخضر واللحوم، يتأمل الأسعار المعلقة على البسطات وعلى واجهات محلات اللحوم، يجري بينه وبين نفسه عدة عمليات حسابية تكاد تعرف نتائجها من تصرفاته التي تتبعها.

يقول بتنهيدة: "ما في شي رخيص وكيف ما حسبتها ما بتزبط" يعتزم الحاج دعوة أولاده للإفطار إلا أن ارتفاع الأسعار سيدفعه لتعديل الخطة بالكامل والاستعاضة عن لحم الغنم بلحم الدجاج والذي بات رفيق غالب أكلات السوريين كونه شكل بديلاً جيداً عن لحم الغنم الذي لا يستطيعون شراءه.

يذكر أن أسواق الأغنام شهدت في العامين الماضيين تراجعاً في الأسعار وبيعت أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية للذبح بهدف التخفيف من تكاليف أعلافها، ولشراء أعلاف لبقية القطيع المنتظر في الحظيرة، إلا أن توزع الأمطار هذا العام ساهم بازدهار المراعي وهو ما دفع المربين للتمسك أكثر بأغنامهم.

المساهمون