أعلن وزير الأشغال العامة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، على منصة إكس المعروفة سابقاً بـ"تويتر"، وصول باخرة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 جنوباً، صباح اليوم الأربعاء، إلى نقطة الحفر المحددة لها.
وأصدرت هيئة إدارة قطاع البترول اللبنانية في وقتٍ سابقٍ توصية باعتماد اسم قانا 1/31 على بئر الاستكشاف، التي سيتم حفرها في الرقعة رقم 9 في المياه البحرية اللبنانية.
للعلم اليوم الأربعاء 2023/8/16 صباحا باخرة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم ٩ قد وصلت ألان إلى نقطة الحفر المحددة لها pic.twitter.com/9wquKTcGqz
— Ali Hamie | علي حمية (@alihamie_lb) August 16, 2023
وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إنه من المفترض أن تظهر نتائج الحفر والتنقيب في البلوك رقم 9 خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أن شركة توتال إنرجيز متفائلة من وجود بلوك نفطي في حقل قانا.
من جهتها، أعلنت شركة "توتال إنرجيز" في بيان اليوم عن وصول منصة الحفر "Transocean Barents" إلى الرقعة رقم 9 على بعد حوالي 120 كيلومتراً من بيروت في المياه اللبنانية إلى جانب وصول أول طائرة هليكوبتر إلى مطار بيروت، مشيرة إلى أن هذه المروحية، التي تديرها شركة "غولف هليكوبترز"، بعدما تعاقدت معها الشركة الفرنسية، ستنقل الفرق إلى منصة الحفر.
وقالت الشركة إن وصول الآليتين خطوة مهمة في التحضير لحفر البئر الاستكشافية في الرقعة رقم 9 الذي سيبدأ أواخر شهر أغسطس/آب الجاري.
ولفتت الشركة إلى أنها موجودة في لبنان منذ العام 2018، وهو العام الذي تم فيه توقيع اتفاقيتي الاستكشاف والإنتاج للرقعتين رقم 9 و4.
وبصفتها المشغل لهاتين الرقعتين، أنهت شركة توتال إنرجيز أول بئر استكشافية تم حفرها على الإطلاق في المياه اللبنانية العميقة، في الرقعة رقم 4 في أوائل العام 2020، وفقاً لالتزاماتها التعاقدية، مشيرةً إلى أنها تستعد مع شريكتيها إيني وقطر للطاقة لحفر بئر استكشافية ثانية، وسيتم حفر هذه البئر في الرقعة رقم 9 خلال العام 2023.
وتقود شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية جهود التنقيب عن النفط والغاز في البلوكين 4 و9 بالشراكة مع شركتي "إيني" الإيطالية و"قطر للطاقة"، وذلك بعد انضمام الأخيرة إلى كونسورتيوم الشركات، كبديل عن شركة "نوفاتيك" الروسية التي انسحبت من التحالف بعد فرض عقوبات أميركية وأوروبية على قطاع الطاقة الروسي.
وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وقّع لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وقد قبل الطرف الأول، بالخط 23 بدلاً من الخط 29 بعد مفاوضات طويلة وصعبة، علماً أنّ الخط 29 كان يتيح للبنان الحصول على قسم من حقل كاريش الذي سبق أن بدأت إسرائيل الضخ التجريبي للغاز فيه.
وبموجب الاتفاق، فإنّ حصول لبنان على حقل قانا لا يضمن له القدرة على استخراج الغاز منه بلا أي قيود، باعتبار أنّ الاستخراج يخضع لموافقة إسرائيل.
ويقول أحد بنود الاتفاقية: "يدرك الطرفان أنّ إسرائيل ومشغّل البلوك رقم 9 يخوضان بشكل منفصل نقاشات لتحديد نطاق الحقوق الاقتصادية العائدة لإسرائيل من المكمَن المحتمَل. وستحصل إسرائيل على تعويض من مشغّل البلوك رقم 9 لقاء الحقوق العائدة لها من أيّ مخزونات محتمَلة في المكمَن المحتمَل".
ويضيف: "لهذه الغاية، ستعقد إسرائيل ومشغّل البلوك رقم 9 وإسرائيل اتفاقية مالية قبيل اتخاذ مشغّل البلوك رقم 9 قرار الاستثمار النهائي. ويتعيّن على إسرائيل العمل بحسن نيّة مع مشغّل البلوك رقم 9 لضمان تسوية هذا الاتفاق في الوقت المناسب. ولا يكون لبنان مسؤولاً عن أيّ ترتيب بين مشغّل البلوك رقم 9 وإسرائيل ولا طرفاً فيه. ولا يؤثّر أيّ ترتيب بين مشغّل البلوك رقم 9 وإسرائيل على الاتفاق المبرَم بين لبنان ومشغّل البلوك رقم 9 ولا على حصّة لبنان الكاملة من حقوقه الاقتصادية في المكمَن المحتَمل. كما يتفهم الطرفان أنه رهن ببدء تنفيذ الاتفاقية المالية، سيقوم مشغل البلوك رقم 9 المعتمد من لبنان بتطوير كامل المكمَن المحتمَل حصرياً لصالح لبنان، وذلك تماشياً مع أحكام هذا الاتفاق".
ويعوّل لبنان الغارق في أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه على أن يحتوي البلوك رقم 9 على نفط وغاز، للخروج من حال الانهيار، والنهوض بقطاع الطاقة، الذي يعاني من فساد مستشرٍ منذ سنوات، علماً أن الخشية تبقى موجودة من قبل المواطنين، على وضع الطبقة السياسية الحاكمة يدها على ثروة لبنان النفطية، وحرمان الشعب اللبناني منها.