فوز ترامب يُطلق توجهات استثمارية جديدة... والبلاتين يخطف الأنظار

18 نوفمبر 2024
دونالد ترامب في فندق حياة ريجنسي بواشنطن، 13 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت المعادن التقليدية مثل البلاتين والبلاديوم انتعاشًا بسبب توقعات زيادة الطلب الصناعي، مدفوعة بتغيرات السياسات بعد إعادة انتخاب ترامب.
- تواجه قطاعات الطاقة المتجددة تحديات مع تراجع أسهم شركات مثل "فيرست سولار" بسبب القلق من تقليص الحوافز الضريبية.
- ارتفع سعر صندوق الاستثمار المتداول XLE بنسبة 4% بعد الانتخابات، مما يعكس تفاؤل السوق بسياسات ترامب الداعمة للوقود الأحفوري، رغم التحديات البيئية المحتملة.

تسببت إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب في إحداث تأثير ملحوظ على توجهات الاستثمار، خاصة في قطاعي المعادن والطاقة، إذ يعيد المستثمرون تقييم محافظهم الاستثمارية بما يتماشى مع التغيرات المتوقعة في السياسات تحت إدارة الرئيس الجمهوري الجديد، الأمر الذي سلط الضوء على بعض الجوانب الهامة لهذه القطاعات.

وبشكل عام، دفعت إعادة انتخاب ترامب المستثمرين إلى التحول نحو المعادن، متوقعين زيادة الطلب الصناعي عليها في المستقبل القريب. وفي الوقت ذاته، شهدت شركات الطاقة التقليدية انتعاشاً ملحوظاً، بينما تواجه قطاعات الطاقة المتجددة صعوبات بسبب التغيرات المحتملة في السياسات. وهذا الأسبوع، يبدو عدد من المعادن في طريقه لتعويض الخسائر التي منيت بها السوق المعروفة بكونها ملاذاً آمناً، بعد أن سحبت منها مليارات، للاستثمار في سوق العملات المشفرة الواعدة، بينما تسببت كلمات رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في توقعات بتباطؤ خفض الفائدة، الأمر الذي يقلل من شهية المستثمرين عادة للاستثمار في المعادن.

وشهدت المعادن التي تُستخدم بشكل أساسي في المحولات الحفازة للسيارات، مثل البلاتين والبلاديوم، تحركات سعرية ملحوظة، خلال الأسبوعين الأخيرين. وخلال الساعات الأولى من تعاملات يوم الاثنين، قفزت العقود الفورية للبلاتين بنحو 3%، مسجلة 969.15 دولاراً للأوقية. ووفقاً لتوقعات بنك غولدمان ساكس، فمن المتوقع تسجيل المعدن مستوى قياسياً بحلول نهاية العام المقبل، مدفوعاً بالطلب المتزايد من المؤسسات المالية والبنوك المركزية، كما الآثار المحتملة لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وتعزى هذه التوقعات أيضاً إلى زيادة الطلب الصناعي على المعادن الأساسية والتحديات المرتبطة بالعرض، إذ أصبحت هذه الموارد ذات أهمية أكبر في القطاعات التكنولوجية والصناعية.

والشهر الجاري، أصدرت بعض المؤسسات البحثية توصيات بشأن الاستثمار في البلاتين والبلاديوم، مشيرة إلى التوقعات المستقبلية لهذه المعادن الثمينة، والتي أظهرت تفاؤلاً واضحاً بانتعاش أسعارها. ووفقاً لتقرير "توقعات المعادن الثمينة لعام 2024" الصادر عن مجموعة هيرايوس، فمن المتوقع أن تستمر سوق البلاتين في حالة العجز خلال الفترة المتبقية من عام 2024، مع تقدير عجز يبلغ 445 ألف أوقية. ويُعزى ذلك إلى نمو الطلب العالمي القوي الذي يصل إلى 7.5 ملايين أوقية، في حين يُتوقع أن ينخفض العرض العالمي بشكل طفيف إلى 5.6 ملايين أوقية.

وتشير التوقعات إلى أن سعر البلاتين قد يصل إلى 1,100 دولار للأوقية خلال عام 2024، متأثراً بعجز السوق والضغوط الاقتصادية الكلية. وتوقع التقرير أيضاً أن تشهد سوق البلاديوم عجزاً كبيراً في عام 2024، مدفوعة بانخفاض العرض الثانوي من إعادة التدوير وتحسين العرض الأولي في جنوب أفريقيا وأميركا الشمالية. وقدر التقرير إمكانية وصول سعر البلاديوم إلى 1,200 دولار للأوقية قبل نهاية العام.

وعلاوة على ذلك، أصبحت المعادن الثمينة، كالبلاتين والبلاديوم، أكثر جاذبية كمخزون للقيمة بسبب الطلب المتزايد عليها في الصناعات التقنية مثل إنتاج البطاريات. ويأتي ارتفاع الطلب على هذه المعادن بالتزامن مع توقعات بأن تلعب دوراً رئيسياً في مستقبل النقل المستدام وتقنيات تخفيض الانبعاثات، مما يجعلها أصولاً استراتيجية في الأسواق العالمية.

وتعد هذه المعادن أيضاً ضرورية للصناعات التقنية، خاصة لمحولات السيارات، ومع توقع زيادة الطلب العالمي على هذه المنتجات، برزت المعادن خياراً استثمارياً جذاباً، خاصة مع حديث ترامب المتكرر خلال حملته الانتخابية عن خطط لتحفيز التصنيع المحلي وتعزيز الصناعات الثقيلة. ومن ناحية أخرى، سجلت أسعار البلاديوم، على سبيل المثال، مستويات قياسية خلال الأعوام الماضية بسبب نقص العرض وزيادة الطلب الصناعي، وقد يؤدي استمرار هذا التوجه إلى تحقيق أرباح كبيرة للمستثمرين.

وفي قطاع الطاقة، تواجه شركات الطاقة المتجددة تراجعات ملحوظة، إذ سجلت شركة "فيرست سولار"، إحدى الشركات الأميركية الكبرى في مجال الطاقة الشمسية، انخفاضاً تجاوز 10% بعد الانتخابات، مما يعكس قلق المستثمرين بشأن مستقبل الحوافز الضريبية للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية تحت إدارة ترامب. وتشير هذه التراجعات إلى تحول واضح في أولويات السوق، حيث تتركز الاستثمارات بشكل أكبر على القطاعات التقليدية بدلاً من البدائل النظيفة.

وفي المقابل، أسفرت سياسات ترامب التي تدعم الوقود الأحفوري عن زيادة كبيرة بالاستثمارات في الشركات العاملة بالطاقة التقليدية، حيث ارتفع سعر صندوق الاستثمار المتداول في البورصة XLE، الذي يمثل أسهم شركات الطاقة المدرجة في مؤشر إس أند بي 500، بنسبة تقارب 4% فور إعلان نتائج الانتخابات. ويعكس هذا الارتفاع تفاؤل السوق بشأن الاستثمار في النفط والغاز، وسط توقعات بسياسات ترامب الداعمة لهذه الصناعات. وعلى الرغم من هذا النمو، لا تزال هناك تحديات مرتبطة بالاستدامة البيئية التي قد تواجه هذه الشركات على المدى الطويل.

المساهمون