استمع إلى الملخص
- السياحة الفضائية تتطور مع رحلات مثل تلك التي قام بها جاريد إيزاكمان في 2024 بتكلفة 200 مليون دولار، مع توقعات بانخفاض الأسعار مستقبلاً بفضل التقدم التكنولوجي.
- رحلات السفاري والقطب الجنوبي تقدم تجارب فاخرة للأثرياء، مع تكاليف تتراوح بين 4000 و98.5 ألف دولار، بالإضافة إلى رياضة تسلق الجبال في أماكن خطرة.
أصبحت صناعة السياحة الخطرة والغريبة اتجاهاً شائعاً بين أصحاب المليارديرات الذين يبحثون عن مغامرة مثيرة. وشكلت حادثة الغواصة إلى أعماق البحار لاكتشاف حطام سفينة تايتنيك في عام 2023، إذ وصل حينها سعر التذكرة إلى 250 ألف دولار، نموذجاً مختلفاً لأنماط السياحة والرحلات الترفيهية التي يسعى لها أصحاب المليارات.
في السنوات الماضية، راجت بشكل لافت رحلات مختلفة نوعاً ما عن الرحلات التي يقوم بها السياح عادة، من إعلان تنظيم رحلات إلى الفضاء، أو رحلات إلى أماكن خطرة وبعيدة، أو حتى القيام بنشاطات تتسم بالصعوبة والخطورة في أن واحد.
تُعرَف السياحة المتطرفة بأنها قطاع فرعي متخصص في صناعة السياحة ينطوي على أي شيء عالي المخاطر. في كثير من الأحيان، تنطوي السياحة المتطرفة على السفر إلى أماكن خطرة أو المشاركة في أحداث خطرة. غالباً ما تشمل هذه الأنشطة الرياضات المتطرفة، مثل القفز بالمظلات، وتسلق الجبال، واستكشاف الكهوف.
السياحة في رحلة إلى الفضاء
كان رجل الأعمال والملياردير الأميركي جاريد إيزاكمان، أول رائد فضاء غير محترف يسير في الفضاء في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول 2024. الرحلة مفاجئة بالنسبة إلى رجل أعمال سعى للسفر إلى الفضاء بهدف الترفيه واكتشاف أنماط جديدة من السياحة.
وصلت تكاليف الرحلة التي قام بها إيزاكمان إلى نحو 200 مليون دولار، إذ حجز أربعة مقاعد على متن مركبة سبيس أكس. تأتي هذه الرحلة بعدما أعلن رجل الأعمال إيلون ماسك، أنه سيسعى للقيام برحلات للسياح إلى الفضاء، عبر مركباته الفضائية. وبدلاً من قضاء عطلة صيفية على إحدى الجزر النائية أو في مناطق الجذب السياحي، يمكن للأثرياء السفر إلى خارج الأرض، ومن ثم العودة مجدداً.
تُعَدّ التكلفة من أكبر العقبات أمام الانتشار الواسع للسياحة الفضائية، ومع ذلك يتوقع أن تنخفض الأسعار مع استمرار الابتكارات التكنولوجية وتزايد الاهتمام بالسفر إلى الفضاء، وتراوح التكلفة بما بين 250 ألف دولار و450 ألفاً للشخص الواحد في الرحلات شبه المدارية القصيرة، مثل تلك التي تقدمها شركة "بلو أوريغن"، وترتفع الأسعار للرحلات الأبعد وتصل إلى أكثر من 10 ملايين دولار.
سياحة السفاري
الجميع يعلم بأن رحلات السفاري تعتبر باهظة الثمن، عادة، وتراوح تكاليف السفر للشخص الواحد بما بين 4000 و7000 دولار. لكن بالنسبة إلى الأثرياء، فإن رحلات السفاري قد تصل تكاليفها إلى أكثر من 90 ألف دولار، شاملة الإقامة في منتجعات فاخرة، وسلسلة من الخدمات التي يحظون بها.
قبل سنوات، قضى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عطلة في أحد المنتجعات السياحية الخاصة برحلات السفاري، وبحسب ما أشارت إليه شبكة "بي بي سي" البريطانية حينها، فإن رحلات السفاري للرؤساء، ومن ضمنهم ساركوزي، تختلف عن الرحلات العادية.
تحتوي المنتجعات السياحية الخاصة برحلات السفاري للأثرياء، على الكثير من الرفاهية. يمكن أن يحصلوا على حمام سباحة في قلب الطبيعة، بجوار الحيوانات التي تمرّ من أمامهم، وتشمل أيضاً الإقامة في هذه المنتجعات، زيارة الكثير من الأماكن الخاصة بمعيشة الحيوانات، التي لا يمكن لأي سائح المرور بها، وتتضمن أيضاً هذه الرحلات إمكانية الحصول على حراس ومراقبين خاصين.
حتى إن مرشدي السفاري يمتلكون رتبة "المتعقبين الرئيسيين" (أعلى رتبة يمكن أن يصل إليها متعقب الحياة البرية)، ويساعدون الأثرياء في التعرف من كثب إلى الحياة البرية.
السياحة إلى القطب الجنوبي
الرحلات إلى القطب الجنوبي باتت وجهة مختلفة واستثنائية لمحبي اكتشاف الطبيعة، واكتشاف الجبال والأنهار الجليدية لإظهار الحياة البرية الغريبة والمعزولة في القارة القطبية الجنوبية. قبل الوباء، سافر أكثر من 74 ألف سائح إلى القارة. هذا العام، يُعتقد أن نحو 100 ألف سائح سيقومون بالرحلة.
هذه الأرقام مرتفعة، لكن جاذبية القارة القطبية الجنوبية -وخصوصاً بعد الوباء- تكمن في كونها جزءاً أخيراً غير مستكشف من العالم. بالنسبة إلى الأثرياء للغاية، فإن الفرص لقضاء عطلات نادرة وحصرية حقاً نادرة. وبالتالي، انفتح عالم جديد من السياحة الفخمة "الفرصة الأخيرة" على القارة.
يقدم White Desert، وهو "مخيم فاخر"، الترفيه اللامتناهي خلال زيارة القطب الجنوبي، إذ يمكن للضيوف التحديق في المناظر الطبيعية القطبية من راحة حجرة دافئة مبطنة بالفراء. يصل طاهٍ خاص لإعداد الطعام، ويمكن كذلك للسياح الأثرياء الانتقال بين الجبال والأنهار الجليدية، باستخدام سفن مجهزة. وتبدأ الأسعار من نحو 98.5 ألف دولار لمدة أسبوع وترتفع تدريجياً بحسب الخدمات المقدمة.
تسلق الجبال
تعتبر رياضة تسلق الجبال من أكثر الرياضات التي تستهوي الأثرياء والمشاهير، وأصحاب الملايين، لأسباب عديدة، من أبرزها أنها رياضة مختلفة، تحتاج الكثير من التدريب، وقد لا يملك السائح العادي الوقت الكافي لممارسة هذه الرياضة.
بحسب مجلة فوربس الأميركية، يعتبر جبل الوحش الصخري في باكستان المعروف باسم "الجبل القاتل"، وهو عبارة عن سلسلة هائلة من الصخور والجليد، من أكثر الجبال التي تستهوي الأثرياء نظراً لخطورة تسلقه. ويُعَدّ جبل نانجا باربات في باكستان تاسع أعلى جبل في العالم، فيما يطلق على جانبه الجنوبي أعلى وجه جبلي على الكوكب.
كذلك يقصد أصحاب الملايين جبل أنابورنا في وسط نيبال، الذي يصنف على أنه العاشر من حيث الارتفاع في العالم، تمكن عدة مئات من المتسلقين من تسلق القمة المعرضة للانهيارات الجليدية منذ الصعود الأول في عام 1950. وفي عام 2014، ضربت عاصفة ثلجية المنطقة، ما تسبب في حدوث انهيارات ثلجية. وتساقطت الثلوج بارتفاع ست أقدام تقريباً في 12 ساعة، واحتاج أكثر من 500 شخص إلى الإنقاذ.