عيد افتراضي في العراق والأسواق تشكو هجر المشترين

عيد افتراضي في العراق والأسواق تشكو هجر المشترين

13 مايو 2021
تجار الملابس يشكون من ضعف الإقبال على الشراء (فرانس برس)
+ الخط -

أضحت مظاهر الاحتفال بالعيد في العراق، افتراضية مثل الكثير من المجالات التي فرضتها تداعيات جائحة فيروس كورونا الجديد، إما بسبب الإغلاق والحظر أو تهاوي القدرات الشرائية للكثير من المواطنين، لتشكو الأسواق من هجر المشترين في موسم طالما انتظره التجار لتحريك المبيعات.

ولم يقتصر العزوف عن الشراء، على أسواق الملابس والأحذية والسلع الترفيهية، بل طاول حتى المواد المنزلية والأطعمة والحلوى التي تشهد إقبالا في المعتاد خلال مواسم الأعياد.

وفي جولة في عدد من أسواق العاصمة بغداد، يشكو العديد من أصحاب محال بيع الملابس والمواد الغذائية من تشديد قيود مواجهة كورونا وقلة إقبال المواطنين على الشراء.

ووفق محمد التميمي، وهو صاحب محل لبيع ملابس الأطفال في سوق الشورجة وسط بغداد فإن الأسواق تعيش حالة ركود غير مسبوقة.

وقال التميمي لـ"العربي الجديد": "عيد الفطر هذا العام أصبح إلكترونياً كما التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات"، في إشارة إلى التباعد الجسدي وفق قيود كورونا.

ولطالما راهن الكثير من التجار على موسم العيد لتحريك المبيعات، إلا أن موجات الغلاء المتلاحقة وتراجع القدرات الشرائية لأغلب المواطنين تحول دون تحقق ما يصبو إليه التجار.

ووفق البيانات الرسمية، ارتفعت نسبة الفقر في العراق إلى 31.7%، بسبب تداعيات كورونا، حيث كشف وزير التخطيط خالد البتال مؤخرا، عن أن تداعيات الوباء تسببت في إضافة 1.4 مليون مواطن إلى إجمالي أعداد الفقراء البالغة 10 ملايين شخص قبل ظهور الفيروس مطلع العام الماضي 2020. وكانت نسبة الفقر 20% في عام 2018، وفق الوزير.

وقال المواطن أدهم حسين في حديث مع "العربي الجديد" إن" عيد هذا العام أضحى مختلفاً تماماً، فأجواء وتحضيرات العيد أصبحت مقتصرة على الأشياء الضرورية الواجب توفرها، دون المبالغة بتزيين المنازل وموائد الطعام وشراء الملابس الجديدة".

وأضاف حسين :" كل شيء تغير، الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل مباشر على الأوضاع المعيشية لأغلب الناس، حيث تراجعت القدرة المالية، فضلا عن إجراءات الحظر التي حرمت المواطنين من زيارة الأقارب والذهاب إلى المتنزهات".

وفي السياق، قالت المواطنة أفراح السلماني، إنها اضطرت لعدم شراء ملابس جديدة لأطفالها على عكس ما تعودت عليه سابقا، مشيرة إلى انها اكتفت بصنع الحلوى والمعجنات فقط استعدادا لعيد الفطر هذا العام.

وأضافت أن" الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أغلب العائلات غيرت من أولوياتهم، وجعلت كثيراً من احتياجات العيد الأساسية أمورا ثانوية"، منوهة إلى إن "الحياة في العراق تزداد صعوبة يوماً بعد يوم وعيداً بعد عيد".

ويمرّ العراق بأزمة مالية خانقة نتجت عن انخفاض أسعار النفط عالمياً، منذ بداية انتشار كورونا، وتفشي الفساد الذي تسبب بخسارة البلاد مئات مليارات الدولارات منذ الاحتلال الأميركي عام 2003.

ورغم صعوبة الظروف التي تعانيه غالبية الأسر العراقية يتلهف الأطفال لاستقبال يوم العيد ببهجة تأبى إن تفارق وجوههم رغم ظروف الحياة الصعبة.

وتقول فاطمة الطائي، ربة منزل، إن الأطفال يترقبون يوم العيد بشوق كبير للبس أجمل الثياب وشراء الهدايا، لذا من الضروري توفير احتياجاتهم لرسم الفرحة على وجوههم لأنهم يحتاجون لمن يجبر خواطرهم ويدخل الفرح إلى قلوبهم، ما يجعل الكثير من الأسر في ضغط مالي من أجل تحقيق ذلك لأبنائهم.