عوامل تعيق إدارة HSBC الثروات في الشرق الأوسط.. إليك أبرزها

17 اغسطس 2024
شعار HSBC على أحد خراطيم بوابات مطار دبي الدولي، 1 يونيو 2024 (بودرول شوكروت/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحديات بنك إتش إس بي سي**: يواجه البنك تحديات في إدارة الثروات بالشرق الأوسط بسبب تغيير المسؤولين والقيود التنظيمية، رغم نجاحه في عمليات جمع الأموال البارزة.
- **جهود علاء الدين هنغاري**: انضم هنغاري لإعادة تنشيط الأعمال، متعهداً بمضاعفة الأصول، لكنه واجه تحديات مثل غضب العملاء الأثرياء وسحب 4 مليارات دولار.
- **استراتيجية المستقبل**: يواصل البنك الاستثمار في توسيع امتيازه وتوظيف المواهب، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الأثرياء في المنطقة وتوسيع وجوده في آسيا والشرق الأوسط.

لسنوات طويلة، تصدر بنك إتش إس بي سي إدارة الثروات في أسواق رأس المال بالشرق الأوسط، لكن ثمة ما يعيق هذه المهمة الآن، وهو ظاهرة تغيير المسؤولين وبعض القيود التنظيمية، وفقاً لتقرير أوردته بلومبيرغ اليوم الجمعة. في إتش إس بي سي القابضة، يواجه تعيين نجم كان من المفترض أن يعيد تنشيط أعمال الخدمات المصرفية الخاصة للشركة في الشرق الأوسط اختباراً للواقع.

وقد سبق أن نجح البنك في الحصول على تعيينات مميزة في معظم عمليات جمع الأموال البارزة في المنطقة، من بيع أسهم أرامكو التاريخي إلى الطرح العام الأولي الضخم لشركة أبو ظبي الوطنية للبترول لأعمالها في مجال الغاز الطبيعي. لكن كانت هناك دائماً مشكلة واحدة في أعمال البنك في المنطقة: ففي حين لجأ أفراد العائلات المالكة في الخليج منذ فترة طويلة إلى البنك لتلبية احتياجاتهم من الاكتتاب، لكنهم لم يختاروا بنك إتش إس بي سي لإدارة مئات المليارات من الدولارات من ثرواتهم. وبدلاً من ذلك، وضعوا ثرواتهم لدى مؤسسات من أمثال كريدي سويس، ومجموعة يو بي إس إيه جي، ومجموعة جوليوس باير المحدودة.

وهذا ما جعل بنك إتش إس بي سي يتطلع إلى علاء الدين هنغاري، الذي كان كبير المسؤولين التنفيذيين لإدارة الثروات في كريدي سويس في قطر قبل انضمامه إلى البنك البريطاني في أواخر العام الماضي، لإعادة إشعال الأعمال. ولتنفيذ ذلك، قدم هنغاري سلسلة من التعهدات، بما في ذلك مضاعفة أصول قسمه التي تناهز 50 مليار دولار تحت الإدارة في السنوات القادمة، وفقاً لما نقلت بلومبيرغ عن أحد الأشخاص المطلعين على الأمر، والذي طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة معلومات غير عامة.

وفي السياق، نقلت الشبكة الأميركية عن جورج الهديري الذي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي في وقت لاحق من هذا العام، قوله للمستثمرين في مارس/آذار المنصرم: "في الثروة، في هونغ كونغ، نحن بالفعل أقوياء، لكننا ندرك أنه يمكننا أن نفعل المزيد في أجزاء أخرى من آسيا والشرق الأوسط".

وقد أثار خروج سلف هنغاري، صبحي طبارة، غضب العديد من العملاء الأثرياء للغاية، الذين انتزعوا حوالي 4 مليارات دولار من إتش إس بي سي في بداية العام، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وبينما استقر هذا الآن، قال الأشخاص إنه علامة على بعض التحديات التي واجهها هنغاري في الأشهر القليلة الأولى من عمله.

وذكر متحدث باسم بنك إتش إس بي سي، رافضاً التعليق على الموظفين الأفراد، أن "معدل دوران الموظفين أمر طبيعي ولا نشهد أي شيء خارجاً عن المألوف. ويواصل بنك إتش إس بي سي الاستثمار في توسيع امتيازنا في الشرق الأوسط. ونحن ننمي أعمالنا ونقوم بتوظيف المواهب بنشاط في المنطقة".

ويستند تقرير بلومبيرغ إلى محادثات مع أكثر من 12 شخصاً مطلعين على الأمر، والذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لمناقشة معلومات غير عامة أو خاصة بالموظفين. ويمكن إرجاع مشكلات الخدمات المصرفية الخاصة التي يواجهها بنك إتش إس بي سي في الشرق الأوسط إلى السنوات التي أعقبت الأزمة المالية مباشرة، عندما اضطر المقرض إلى فصل الشركات، بما في ذلك العديد من عمليات الثروة في جميع أنحاء الخليج العربي، في سعيه لكبح المخاطر وتعزيز الأرباح.

وجاءت هذه التحركات في الوقت الذي كانت فيه المنطقة على وشك أن تشهد فورة في عدد المليارديرات والمليونيرات الذين يشقون طريقهم إلى شواطئها وكانوا أيضاً على خلاف مع منافسين مثل يو بي إس (UBS) وباركليز (Barclays Plc)، الذين كانوا يعززون عمليات إدارة الثروات في دبي في ذلك الوقت.

في ذلك الوقت، كان بنك HSBC يعتمد على طبارة لقيادة أعمال الخدمات المصرفية الخاصة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان طبارة متحمساً، كما كان غالباً ما يتلقى مكالمات العملاء أثناء رحلاته عبر نيبال، وقضى سنواته على رأس العمل في محاولة لتعميق علاقات البنك بالأفراد الأثرياء. لكن المواطن اللبناني كافح للحصول على دعم من كبار المسؤولين التنفيذيين في HSBC، الذين فضلوا ضخ المزيد من الاستثمارات في عمليات البنك في آسيا، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وهناك، أقنع بنك HSBC العملاء بمنحه مئات المليارات من الدولارات من أصولهم، مما يجعله أحد أكبر مديري الثروات في القارة. وفي نهاية المطاف، بنى طبارة أعماله من خلال تنمية العلاقات مع رؤساء الشركات الأثرياء وعائلات التجار في المملكة العربية السعودية ودبي، مستفيداً من قوة HSBC في الخدمات المصرفية بالجملة.

وعلى مدار 11 عاماً قاد فيها الأعمال، ارتفعت الأصول الخاضعة للإدارة إلى نحو 50 مليار دولار. وفي حين أن هذه الزيادة كانت خمسة أضعاف منذ تولي طبارة منصبه في عام 2012، لكنها كانت باهتة مقارنة بالثروات التي يديرها منافسون مثل يو بي إس وكريدي سويس (Credit Suisse).

المساهمون