ضربة موجعة لاقتصاد إسرائيل

10 ديسمبر 2023
احتجاز سفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية من قبل الحوثيين (Getty)
+ الخط -

تواجه الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر تهديدا حقيقيا، بعد أن انتقلت جماعة الحوثي اليمنية من مرحلة استهداف السفن الإسرائيلية المارة بالبحر وقبالة سواحل اليمن إلى مرحلة استهداف ومهاجمة أي سفينة تتجه نحو الموانئ الإسرائيلية، عبر خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، بغض النظر عن الدولة التي تنتمي إليها السفينة.

وهو الموقف الذي أعلنت عنه الجماعة يوم السبت، حيث أكدت وبشكل قاطع منع مرور أي سفينة متجهة إلى موانئ دولة الاحتلال بغض النظر عن جنسيتها والعلم الذي ترفعه، مؤكدة أن قرارها لن يتم التراجع عنه إلا في حالة دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، مع التأكيد أيضا على أن كل السفن ستكون هدفا مشروعا للقوات المسلحة اليمنية.

تطور مهم ولافت له تداعيات خطيرة على التجارة الخارجية لدولة الاحتلال التي تتزايد أهميتها عاماً بعد آخر مع دول شرق وجنوب شرق آسيا، وفي مقدمتها الهند والصين وسنغافورة وهونغ كونغ واليابان والفيليبين وكوريا الجنوبية، وتتجاوز قيمتها 40 مليار دولار في السنة.

وهو الأمر الذي اعترفت به صحيفة هآرتس العبرية اليوم الأحد، حيث قالت إن جماعة الحوثي أصبحت تشكل تهديداً على مصالح إسرائيل وتجارتها الخارجية باستهداف سفنها بالبحر الأحمر.

موقف
التحديثات الحية

كما أن للتطور تداعيات سلبية على تجارة إسرائيل مع بعض دول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات وجبل علي وموانئ دبي، والتي زادت قيمتها بشكل ملحوظ عقب توقيع اتفاق أبراهام وإبرام مشروعات تطبيع اقتصادي وتجاري ضخمة بين الجانبين ومناطق حرة.

وعلى الرغم من تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل بتشكيل قوة عمليات خاصة في البحر الأحمر، ردا على هجمات الحوثي على السفن الإسرائيلية، وإعلان واشنطن أنها ستشكل مع 38 دولة قوة عسكرية لمرافقة السفن التجارية وتأمين الملاحة البحرية، إلا أن المعطيات تشير إلى أن تلك الخطوات تحتاج إلى وقت أطول وكلفة أكبر.

وأن الحوثيين جادون في تهديد صادرات وواردات دولة الاحتلال، وقطع خطوط اتصال تجارة إسرائيل مع أبرز أسواقها في الهند والصين ودول شرق آسيا، وأن صادرات إسرائيل لتلك الأسواق باتت مهددة بما فيها صادرات التقنية والسلاح والسيارات.

وأن ما يقرب من 278 ألف سفينة قادمة من آسيا إلى موانئ الاحتلال على البحر الأحمر ومنها إيلات، من المتوقع أن تغير وجهتها نحو رأس الرجاء الصالح وسواحل أفريقيا، وهو ما يرفع كلفة الشحن والتأمين، ومعها أسعار السلع داخل أسواق دولة الاحتلال.

لا يتوقف الأمر على تأثر تجارة إسرائيل الكبير بهجمات الحوثي وتهديداته الأخيرة، بل إن التجارة الدولية نفسها المارة عبر البحر الأحمر وخليج العرب وباب المندب وقناة السويس باتت مهددة، في ظل تحول تلك الممرات الملاحية إلى مناطق توتر ترتفع معها تكلفة تلك التجارة وتغيير وجهة المرور.

يزداد هذا التوتر مع تأكيد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن "إسرائيل" سترد عسكرياً على هجمات الحوثيين، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضدهم، وهو ما يضع التجارة العالمية أمام أخطار أكبر في الفترة المقبلة، ويضع معها قناة السويس في مأزق.