أضيفت الاعتداءات التي تقوم بها البحرية المصرية ضد الصيادين الفلسطينيين، الذين يقتربون من الحدود، إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الصيادين الذين خرجوا لتوفير قوت يوم أسرهم.
ولم تكن حادثة استشهاد الصيادين محمود وحسن الزعزوع، وإصابة شقيقهم ياسر، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فجر الجمعة الماضي، برصاص البحرية المصرية، الأولى، إذ تكررت عمليات إطلاق النار المباشر، باتجاه القوارب الفلسطينية، التي تقترب من الحدود المصرية.
وتم إطلاق النار مرات عديدة على الصيادين الفلسطينيين الذين جنحوا في البحر، ما تسبب بقتل عدد من الصيادين، في عمليات سابقة، لحظة اقترابهم من الحدود، لصيادين من غزة ورفح ودير البلح، علاوة على تقطيع شباك الصيادين وسحب مراكبهم، وضرب الصيادين بالهراوات بشكل عنيف.
وكانت البحرية المصرية قد أطلقت النار في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015 على الصياد الفلسطيني فراس مقداد (18 عاماً) من مدينة غزة، والذي استشهد على الفور، فيما أصيب صياد آخر برصاص الجيش المصري في عرض البحر في الجانب الفلسطيني من شواطئ رفح.
وفي مطلع عام 2018 قتل الصياد عبد الله زيدان (33 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة إطلاق الجيش المصري النار عليه عندما كان قبالة سواحل رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
وقتلت البحرية المصرية كذلك في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، من العام ذاته، الصياد مصطفى أبو عودة (32 عاماً)، في بحر رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد إطلاق النار عليه مباشرة، بعد اقترابه من الحدود الفلسطينية المصرية.
وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين، نزار عياش، لـ "العربي الجديد"، إن الحوادث تتكرر، إلا أن حادثة قتل شقيقين واعتقال شقيقهم الثالث كانت الأكثر فجاعة، وأضاف: "يكفي ما يتعرض له الصياد الفلسطيني من ممارسات إسرائيلية متواصلة، من ملاحقة وإطلاق نار واعتقال ومصادرة للمعدات والقوارب وتمزيق للشباك".
وأشار إلى أنه وفور تأكيد أنباء استشهاد الأشقاء الاثنين، واعتقال شقيقهم الثالث المُصاب، تم الإعلان عن إغلاق بحر غزة من مساء يوم السبت، الذي تم فيه تسلم جثامين الشهداء الأشقاء، عبر معبر رفح البري، لتوارى جثامينهم في مسقط رأسهم وسط القطاع، وسيستمر الإغلاق حتى عصر اليوم الاثنين.
وأوضح عياش لـ "العربي الجديد" أن إغلاق البحر يأتي احتجاجاً على ما قام به الجيش المصري من قتل للصيادين الفلسطينيين، وتضامناً مع عائلة الزعزوع من مدينة دير البلح، والتي فقدت اثنين من أبنائها، فيما ما زال الثالث يتلقى العلاج في المستشفيات المصرية، بفعل إصابته.
وطالب عياش بفتح تحقيق فوري في ملابسات القضية، خاصة في ظل عدم صدور أي توضيح حول الموضوع، داعياً الجيش المصري إلى عدم تكرار مثل هذه التصرفات، غير المقبولة من الجيران والأشقاء، خاصة بعد أن هبت البحرية الفلسطينية والصيادين مطلع العام الماضي لإنقاذ الصيادين المصريين السبعة، الذين تقاذفتهم الأمواج، وقامت بتسليم ستة صيادين تم إنقاذهم، فيما تم إخراج وتسليم المفقود السابع بعد أسبوع من الحادثة.
من ناحيته؛ أوضح مسؤول لجان الصيادين في غزة، زكريا بكر، أن البحرية المصرية وعلى متن زورق تابع لها، متمركز في منطقة رفح المصرية، كان قد أطلق النار باتجاه ثلاثة فلسطينيين من عائلة الزعزوع، من محافظة الوسطى، وقد قتل اثنين منهم على الفور.
وبين بكر لـ "العربي الجديد" أن الأشقاء الثلاثة دخلوا البحر بحثاً عن قوت أسرتهم، الساعة السابعة من صباح يوم الخميس الماضي، وقد أطلقت النار عليهم حوالي الساعة الواحدة من فجر يوم الجمعة الماضي، على الحدود المائية بين غزة ومصر، وقال إنها ليست العملية الأولى، إذ قتلت البحرية المصرية خمسة صيادين فلسطينيين منذ عام 2015.
ويتعرض الصياد الفلسطيني بشكل يومي لجرائم من الناحية الشمالية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب قول بكر، وقد أصبح البحر مغلقاً في وجهه من الشمال والغرب، فيما أصبح الصياد يواجه خطر الموت من الناحية الجنوبية، وهي الحدود البحرية لغزة مع مصر.
وأوضح بكر أن الصياد الفلسطيني يعمل في ظل عدم وجود حماية، إذ بات "الداخل إلى البحر مفقود، والخارج منه مولود"، داعياً مصر، التي تعتبر الحاضنة العربية لفلسطين، بإصدار توجيهات لعدم التعامل بقوة مع الحالات المشابهة.