قالت مديرة صندوق النقد الدولي ، كريستالينا غورغييفا، اليوم الأحد، إنّ اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار الاقتصادية على المستوى العالمي.
وأضافت في كلمة ألقتها في القمة العالمية للحكومات في دبي، أن تأثير الصراع في الشرق الأوسط على المستوى العالمي يتجلى في ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض حجم المرور عبر البحر الأحمر.
وحذرت غورغييفا من اتساع نطاق التبعات للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقالت إن "هذه اللحظة الضبابية بشكل استثنائي تزيد التحديات أمام الاقتصادات التي لا تزال تتعافى من الصدمات السابقة. اتساع نطاق الصراع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الضرر الاقتصادي".
ويمرّ حوالى 12% من التجارة البحرية العالمية في مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر.
لكن غورغييفا أكدت في الوقت ذاته تفاؤلها إزاء مستقبل الاقتصاد العالمي، لكونه يتّسم بالمتانة على نحو مدهش، رغم حالة الضبابية الراهنة.
وقالت في كلمتها: "بينما لا تزال حالة الغموض مرتفعة، يمكننا أن نكون أكثر ثقة بعض الشيء بشأن التوقعات الاقتصادية، لأن الاقتصاد العالمي يتسم بالمتانة على نحو يثير الدهشة".
In these times of economic uncertainty, climate shocks, and military conflict, it is essential that we plant the seeds of growth, cooperation and prosperity. My full remarks at the Eighth Arab Fiscal Forum: https://t.co/Jjf2E6EhnS pic.twitter.com/I1VDIaoQjN
— Kristalina Georgieva (@KGeorgieva) February 11, 2024
وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولي سينشر وثيقة اليوم الاثنين تظهر أن الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة يمكن أن يوفر 336 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط، ما يعادل اقتصاد العراق وليبيا مجتمعين.
وتابعت قائلة إنه بالإضافة إلى توفير هذا المبلغ، فإن الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة "يحدّ من التلوث ويساعد على تحسين الإنفاق الاجتماعي"، وذلك بحسب نسخة من الخطاب نُشرت على موقع صندوق النقد الدولي على الإنترنت.
وفي آخر تحديث حول وضع الاقتصاد الإقليمي نشره الصندوق الشهر الماضي، عدّل الصندوق توقعاته لنموّ الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخفضه إلى 2.9% هذا العام، ومن أسباب ذلك تخفيضات إنتاج النفط على المدى القصير.
وتضامناً مع غزة التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، عاقدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحىً تصعيدياً لافتاً في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشنّ التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل بردٍّ من الجماعة من حين لآخر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية.
(رويترز، العربي الجديد)