صناعة الغاز الأميركي في مأزق... الكلف ترتفع والربحية تتلاشى

24 نوفمبر 2024
حقل غاز بولاية ألباما الأميركية (ديفيد آكي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انخفض إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة بنسبة 1% في 2024 بسبب تراجع أسعار الغاز الطبيعي، مما أثر على ربحية الشركات وزاد تكاليف الإنتاج، باستثناء حوض بيرميان الذي شهد زيادة بنسبة 10%.
- تراجعت أسعار الغاز في مركز "هنري هب" إلى 1.99 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس 2024، مما أدى إلى تقليل نشاط الحفر وإيقاف الإنتاج في بعض المناطق.
- تفاوت تكاليف الإنتاج بين 2.50 و3.00 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أدى إلى انخفاض عدد منصات الحفر، خاصة في هاينزفيل بنسبة 53%.

تواجه صناعة الغاز الصخري الأميركي مأزق ضغط التكاليف وتراجع الربحية خلال العام الجاري. وتشير توقعات إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة إلى انخفاض محتمل في العام الجاري 2024. وهذا التراجع يمثل تحولًا كبيرًا في الاتجاه الملحوظ منذ بدء جمع البيانات في بداية القرن الجاري. ووفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة حديثًا، تراجع إنتاج الغاز الصخري الأميركي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، في الولايات المتحدة بنسبة 1% تقريبًا، بمتوسط 81.2 مليار قدم مكعب يوميًّا مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. وإذا استمر هذا الاتجاه طوال الفترة المتبقية من العام، فسيمثل ذلك أول انخفاض سنوي في إنتاج الغاز الصخري.

ويأتي الانخفاض في إنتاج الغاز الصخري الأميركي بسبب تراجع أسعار الغاز الأميركية التي ضغطت على ربحية شركات الطاقة وسط ارتفاع كلفة إنتاج الغاز الصخري التي سببت خسائر لبعض شركات الطاقة في الحقول المكلفة.

واختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، كريس رايت، وزيرًا للطاقة في إدارته الثانية، والذي يُعد من أشد المؤيدين لتطوير النفط والغاز، بما في ذلك الوقود الأحفوري والغاز الصخري، حيث يطلق عليه رجل الوقود الأحفوري. وتمثل الخطوة قوة دفعة للقطاع الذي عانى في السنوات الماضية خاصة مع تراجع الأسعار وفق مراقبين. ووصف ترامب مرشحه كريس رايت بأنه أحد الرواد الذين ساعدوا في إطلاق ثورة الصخر الزيتي الأمريكية، التي ساهمت في استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة.

وتتأثر الجدوى الاقتصادية لعمليات الحفر في الولايات المتحدة بشكل كبير بأسعار الغاز الطبيعي، حيث شهد سعر الغاز الطبيعي القياسي في مركز "هنري هب " لبيع الغاز في الولايات المتحدة انخفاضاً كبيراً منذ أغسطس/آب 2022، حيث تراجع سعر الغاز من أعلى مستوى قدره 9.39 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBtu) إلى متوسط ​​1.99 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس الماضي.

ويرى محللون أن هذا أدى إلى جعل عمليات الحفر أقل ربحية، خاصة ما يخص تكوينات الغاز الطبيعي الجاف مثل الحقول في مناطق هاينزفيل ويوتيكا. ودفع ذلك العديد من المشغلين وشركات الطاقة والتنقيب إلى إيقاف الإنتاج وتقليل نشاط الحفر.

وعلى الرغم من أن أسعار الغاز ارتفعت قليلاً خلال الأسبوع الماضي بسبب برودة الشتاء لكنها لاتزال غير كافية لتحقيق الربحية التي ترجوها الشركات من عمليات الحفر والاستخراج في العديد من المناطق. ووفق بيانات مركز " هنري هب" في 20 نوفمبر الجاري، ارتفع السعر الفوري للغاز بمقدار 24 سنتًا من 2.10 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBtu) الأسبوع الماضي إلى 2.34 دولار. كما ارتفع سعر عقد نايمكس لشهر ديسمبر/كانون الأول في سوق العقود الآجلة بمقدار 21 سنتًا، من 2.983 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية الأسبوع الماضي إلى 3.193 دولارات.

ومن بين العوامل التي أثرت على اتجاهات إنتاج الغاز الصخري الأميركي التغيرات الإقليمية، حيث يعزى الانخفاض في إنتاج الغاز الصخري في المقام الأول إلى التراجعات الكبيرة في الإنتاج من الحقول الرئيسية مثل حقول هاينزفيل ويوتيكا. وعلى وجه التحديد، تراجع الإنتاج من حقل هاينزفيل بنحو 12% (1.8 مليار قدم مكعبة/اليوم)، بينما شهد حقل يوتيكا انخفاضًا بنحو 10% (0.6 مليار قدم مكعبة/اليوم). وعلى العكس من ذلك، زاد الإنتاج من حوض بيرميان الغني بالنفط والغاز الصخري بنسبة 10% تقريبًا (1.6 مليار قدم مكعب في اليوم)، مما يسلط الضوء على التفاوتات الإقليمية داخل إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة.

وتختلف تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بشكل كبير بين منطقة وأخرى، بناءً على عدة عوامل، من بينها الموقع وطريقة الاستخراج وظروف السوق. ووفق أحدث البيانات في عام 2024، يقدر متوسط ​​تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي بما يراوح بين 2.50 إلى 3.00 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBtu). ويعكس هذا النطاق التكاليف المرتبطة بالحفر، والاستخراج، والمعالجة، والنقل. وهذه الكلفة تجعل العديد من الحقول غير مربحة مقارنة بالأسعار التي تراجعت في عدة شهور خلال العام الجاري إلى أقل من دولارين.

ووفق بيانات شركة بيكر هيوز، تراجع عدد منصات الحفر النشطة كثيراً بسبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي وانخفاض الربحية في بعض المناطق. وفي سبتمبر 2024، لم يكن هناك سوى نحو 33 حفارة عاملة في منطقة هاينزفيل، أي أقل بنسبة 53% عما كان عليه في بداية العام 2023. ولوحظت انخفاضات مماثلة في كل من حقول يوتيكا ومارسيلوس. وعلى الرغم من التحسينات في إنتاجية الآبار خلال السنوات الأخيرة، ساهم تراجع عدد الحفارات في انخفاض إجمالي الطاقة الإنتاجية في هذه الحقول.

ويرى خبراء أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية حتى أواخر العام الجاري وما بعده، فقد يستمر إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة في مسار هبوطي ما لم يكن هناك انتعاش كبير في أسعار الغاز الطبيعي أو تطورات تقنية تعمل على تحسين اقتصاديات الحفر.

المساهمون