استمع إلى الملخص
- **صناديق الاستثمار الفورية:** رغم الخسائر الكبيرة، لم يخرج معظم مستثمري صناديق التداول في البورصة منها، وسجلت صناديق الاستثمار الفورية في بيتكوين تدفقات صافية خارجة بنحو 169 مليون دولار.
- **توسع الاستثمار المؤسسي:** من المتوقع أن تشهد صناديق الاستثمار في العملات المشفرة المزيد من الموافقات، مما يوفر المزيد من الطرق للاستثمار، مع توجيه المزيد من المستشارين الماليين لعملائهم نحو تلك الصناديق.
بدت العملة المشفرة بيتكوين، يوم الثلاثاء، في طريقها لاستعادة توازنها، بعد هبوطها يوم الاثنين إلى أدنى مستوى لها منذ شهر فبراير/شباط، الأمر الذي تسبب في محو نحو 370 مليار دولار من القيمة السوقية للعملات المشفرة مجتمعة في أقل من 24 ساعة، وهو ما اعتبر أول اختبار رئيسي لصناديق الاستثمار في تلك العملات، التي جرى إطلاقها مؤخرًا.
وجاءت الخسارة الضخمة في القيمة السوقية في أول أيام الأسبوع مع انخفاض عملة بيتكوين إلى أقل من 50 ألف دولار، وتسجيل عملة إيثريوم المشفرة أكبر انخفاض لها في يوم واحد في ثلاث سنوات، حيث كان جزء كبير من عمليات البيع مرتبطًا بهبوط أوسع في سوق العملات المشفرة، كما أغلب أسواق الأصول المالية، حيث غرقت الأسهم في جميع أنحاء العالم تقريبًا. ولكن ما يختلف بالنسبة للعملات المشفرة هذه المرة عن عمليات البيع السابقة هو أن العديد من المستثمرين أصبحوا معرضين للخطر بسبب صناديق التداول في العملات المشفرة الفورية التي جرى إطلاقها حديثًا، وسمحت للمتعاملين من الأفراد بالاستثمار فيها، حتى لو كانت استثماراتهم صغيرة.
وبدأت صناديق الاستثمار في بيتكوين في التداول في يناير/كانون الثاني، وتلاها صناديق إيثر الشهر الماضي، ومنح ذلك المستثمرين الأفراد فرصة للتعرض لأول مرة للعملات المشفرة والتقلبات التي تأتي معها. وتظهر بيانات التدفق الصافي من شركة بيانات العملات المشفرة Coinglass أنه في الغالب، ظل مستثمرو صناديق التداول في البورصة، ولم يخرجوا منها رغم الخسائر الكبيرة التي شهدتها أسواق تلك العملات مؤخرًا. وصباح الثلاثاء، جرى تداول كبيرة العملات المشفرة في السعر والقيمة السوقية بيتكوين فوق مستوى 56 ألف دولار، بارتفاع يتجاوز 12% من أدنى مستوى سجلته يوم الاثنين.
وفي جميع صناديق الاستثمار الفورية في بيتكوين، جرى تسجيل تدفقات صافية خارجة في أول أيام الأسبوع بنحو 169 مليون دولار، لا تمثل سوى جزء بسيط من القيمة السوقية للصناديق التي تزيد عن 50 مليار دولار. والجدير بالذكر أن صندوق IBIT الشهير الذي أصدرته شركة بلاك روك، أكبر شركة إدارة أصول في العالم، لم يشهد أي استرداد. وكتب محللو بنك جيه بي مورغان تشيس في مذكرة أن أحجام تداول صناديق الاستثمار الفورية في بيتكوين تضاعفت يوم الاثنين مقارنة بيوم الجمعة، متجاوزة 5.2 مليارات دولار. وأضاف البنك أن حجم التداول تجاوز مرحلة التداول لأول مرة في يناير.
وفي صناديق الاستثمار الفورية في عملة إيثر، جرت إضافة أكثر من 49 مليون دولار عبر جميع الصناديق. وقال محللو بنك جيه بي مورغان إن أحجام التداول في ثاني أكبر العملات المشفرة "انتعشت بشكل ملحوظ". وقال محللو الأصول الرقمية في بيرنشتاين في مذكرة يوم الاثنين إنه على عكس الدورات السابقة، عندما كان من الصعب الاستثمار في بيتكوين من خلال بورصات العملات المشفرة، فإن صناديق الاستثمار في بيتكوين حية و"عالية السيولة"، ويجري التداول بحوالي 2 مليار دولار يوميًّا.
وكتبوا: "نتوقع المزيد من الموافقات على إصدار صناديق أخرى لعملات أخرى في الربعين الثالث والرابع، وبالتالي توفير المزيد من الطرق للاستثمار في بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة". واعتباراً من غد الأربعاء، ستسمح منصات الاستثمار التابعة لبنك مورغان ستانلي لجيشها المكون من 15 ألف مستشار مالي بتقديم صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين، الصادرة عن شركتي بلاك روك وفيديليتي، للعملاء الذين يستوفون معايير معينة، بما في ذلك وجود صافي ثروة يزيد عن 1.5 مليون دولار.
وحتى هذه النقطة، كانت شركات إدارة الثروات في وول ستريت تسهل التداولات فقط إذا طلب العملاء على وجه التحديد التعرض لصناديق الاستثمار في العملات المشفرة الفورية الجديدة. وكان بنك مورغان ستانلي، الذي اشترى في 2020 منصة إيتريد E-Trade الشهيرة، هو أول لاعب رئيسي يسمح للمستشارين بالتوصية بكثافة بتخصيص بيتكوين للعملاء. ومن المرجح أن يتبع آخرون ذلك بسبب حجم الطلبات الذي يرد إليهم ويرفضون تنفيذه.
وتزامن آخر ارتفاع لعملة بيتكوين بشكل مباشر مع تدفق عشرات المليارات من الدولارات إلى صناديق الاستثمار الفورية الجديدة، وبالتأكيد سيتضاعف ذلك الرقم عندما يقوم المزيد من المستشارين الماليين بتوجيه عملائهم نحو تلك الصناديق. وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة فرانكلين تمبلتون جيني جونسون لشبكة سي إن بي سي الاقتصادية في مايو/أيار: "لديك الكثير من الشركات التي هي في وضع الانتظار والترقب". وتسمح شركة فرانكلين تمبلتون لعملائها بالاستثمار في صناديق الاستثمار الفورية لكل من بيتكوين وإيثر. وقالت جونسون: "أعتقد أن الموجة التالية هي المؤسسات الأكبر حجمًا، لتشعر براحة أكبر مع تسوية العمليات التي تجري من خلالها".
ولكن مع تحوّل بيتكوين إلى أصل يتمتع بسيولة كبيرة، يتوقع محللو بيرنشتاين أن تتداول العملات المشفرة إلى حد كبير وفقًا لـ"إشارات الاقتصاد الكلي والانتخابات" لمعظم الربع الثالث. وكتبوا: "إذا تعافت أسواق الأسهم الأوسع، على خلفية استجابة بنك الاحتياط الفيدرالي بخفض الفائدة، نتوقع أن تتبعها أسواق بيتكوين والعملات المشفرة".