صفقة أميركية ضخمة لتعزيز قطاع الكهرباء بالجزائر

17 يوليو 2024
تعزيز شبكات الكهرباء أولوية في الجزائر - 27 مارس 2013 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **طلبية جديدة لتعزيز قطاع الكهرباء في الجزائر**: أعلنت "جنرال إلكتريك فيرنوفا" عن تسلمها طلبية من "سونلغاز" لتوريد معدات الجهد العالي وتجهيزات التحكم الآلي عبر 134 محطة فرعية بحلول 2028، لتعزيز البنية الأساسية للشبكة الكهربائية.

- **تصنيع وتجميع المعدات في الجزائر**: سيتم تجميع المعدات في مصنع "GEAT" بولاية باتنة، المعروف بتصنيعه للتوربينات، ضمن اتفاقية سابقة لتنويع الأنشطة الأساسية للمصنع.

- **أهمية الصفقة وتطلعات المستقبل**: تعزز الصفقة الشراكة بين الشركتين وتدعم البرنامج الوطني للتكامل، مع التزام "جنرال إلكتريك فيرنوفا" بتطوير البنية التحتية للطاقة في الجزائر.

أعلنت مجموعة "جنرال إلكتريك فيرنوفا" الأميركية، المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز GEV، تسلمها طلبية جديدة من قبل شركة الكهرباء والغاز الجزائرية "سونلغاز" المملوكة للدولة لتعزيز قطاع الكهرباء في البلاد، من خلال توريد معدات الجهد العالي وتجهيزات وحلول التحكم الآلي في الشبكة عبر 134 محطة فرعية بحلول عام 2028. وذكرت المجموعة الأميركية في بيان، تلقّت "العربي الجديد" نسخة منه، أن الطلبية الجديدة التي وصفتها بـ "المهمة" جرى تسجيلها في الربع الثاني من العام الجاري، دون تقديم تفاصيل عن تاريخها ولا تكلفتها المالية، مشيرة إلى أن الصفقة ستعزز البنية الأساسية للشبكة الكهربائية في الجزائر.

وأضافت "جنرال إلكتريك فيرنوفا" إلى أنها ستقوم بتوريد معدات الجهد العالي وتجهيزات وحلول التحكم الآلي في الشبكة عبر 134 محطة كهربائية فرعية بالجزائر بحلول عام 2028، موضحة أنه سيتم تجميع هذه المعدات في مصنع جنرال إلكتريك "GEAT" في منطقة عين ياقوت بولاية باتنة شرقي الجزائر. وتعرف هذه المنشأة بتسمية "مصنع جنرال إلكتريك للتوربينات بالجزائر"، الذي سبق أن صدر منتجاته (توربينات) إلى دول عربية على غرار العراق وليبيا، وتتوفر على أربع وحدات إنتاجية. وخصصت الوحدة الأولى لتوربينات تشغل بالغاز الطبيعي (100-300 ميغاواط)، والثانية تنتج توربينات بخارية (50-160 ميغاواط)، أما الوحدة الثالثة فتنتج مولدات كهربائية يتم توصيلها بالتوربينات لتحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية، والوحدة الرابعة والأخيرة تُنتج على مستواها أنظمة التحكم في التوربينات المصنعة في الوحدتين الأولى والثانية (توربينات الغاز والبخار).

ويأتي هذا العقد في أعقاب اتفاقية وقعت بين الشركتين بداية هذا العام لتنويع الأنشطة الأساسية لمصنع التوربينات بولاية باتنة، جرى توسيعها لتشمل تصنيع محطات فرعية ذات جهد عالي (HV) وجهد عالٍ جداً (Extra-HV). وصرّح مراد عجّال، الرئيس التنفيذي لمجموعة سونلغاز، بأن "هذه الصفقة تأتي نتيجة للشراكة بين سونلغاز وجنرال إلكتريك فيرنوفا، من خلال العقود الجديدة التي تم توقيعها مؤخراً، مما يسمح بالانتقال إلى تصنيع معدات لمحطات الكهرباء ذات الجهد العالي والجهد العالي جداً، المخصصة لتنفيذ خطة تطوير شبكة نقل الكهرباء في الجزائر". وأضاف "كما تعد هذه الطلبية تأكيداً على جهود سونلغاز في دعم البرنامج الوطني للتكامل من خلال تصنيع معدات عالية الجودة والتكنولوجيات المتقدمة لأول مرة في الجزائر وأفريقيا، مما سيساهم في نقل الخبرات في هذا المجال إلى الجزائر".

من جانبه قال فيليب بيرون، الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال أنظمة الكهرباء في شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا إن "الحصول على هذه الطلبية الكبيرة دليل على التزامنا بتطوير البنية التحتية للطاقة في الجزائر، ونتطلع لتقديم حلولنا المتطورة للشبكات الكهربائية التي من شأنها تعزيز كفاءة الشبكة ودعم التحول في مجال الطاقة في الجزائر". وتابع: "من شأن هذه الطلبية تعزيز جهودنا لدعم وتطوير المواهب المحلية وتوفير فرص عمل في المنطقة". وللإشارة، فإن "جنرال إلكتريك فيرنوفا-GEV" كانت قد انفصلت عن جنرال إلكتريك (المدرجة في بورصة نيويورك للأوراق المالية بالرمز GE)، وبدأت التداول كشركة مستقلة في 2 إبريل/ نيسان 2024.

وجاء الإعلان عن هذه الصفقة في وقت بلغ فيه استهلاك الكهرباء ذروة تاريخية غير مسبوقة في الجزائر، وصلت 19 ألفاً و756 ميغاواط، ومع ذلك تجنّبت الحكومة قطع الكهرباء عن أكثر من 11 مليون زبون، بفضل فائض إنتاج كان أيضاً بمثابة مدد للجارة تونس بصادرات يومية تخطت 500 ميغاواط. وتشير بيانات حصلت عليها "العربي الجديد" من مصادر رسمية رفيعة في شركة "سونلغاز" إلى أن الإنتاج الفعلي للبلاد من الكهرباء يقدر حالياً بنحو 25 ألفاً و180 ميغاواط، في حين أن ذروة الاستهلاك بلغت 18 ألفاً و756 ميغاواط (في 15 يوليو)، ما يعني أن البلاد تتنعّم بفائض كهربائي يناهز 6472 ميغاواط على الأقل. ووفق المصادر ذاته، فإن صادرات الجزائر من خلال "سونلغاز" إلى تونس تقدر يومياً بأكثر من 500 ميغاواط توجه لسد جزء من الطلب المحلي على هذا المصدر الطاقوي في تونس.

وتحصي الجزائر ما يقارب 80 محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في كافة أرجاء البلاد، بينما تصل نسبة التغطية الوطنية إلى 99%، وطول شبكة النقل إلى 33 ألفاً و775 كيلومتراً، وشبكة توزيع بأكثر من 383 ألف كيلومتر. وقبل أيام، أعلنت "سونلغاز" عن بدء التشغيل الجزئي لأكبر محطة لإنتاج الكهرباء في ولاية مستغانم الساحلية غربي البلاد، بطاقة 450 ميغاواط، من أصل 1450 هي القدرة الإجمالية لهذه المنشأة. وتعتزم الحكومة إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية انطلاقاً من مصادر نظيفة بحلول عام 2030 غالبيتها محطات شمسية، في إطار "المخطط الوطني للطاقات المتجددة" لتقليل استهلاك الغاز وزيادة الكميات المصدرة، خصوصاً نحو أوروبا. وقبل أشهر، بدأ تنفيذ مشروع بناء 20 محطة شمسية كهروضوئية هو الأكبر في تاريخ البلاد، لإنتاج 3 آلاف ميغاواط بنهاية عام 2025، والذي يدخل في إطار المخطط ذاته.

المساهمون