صعود أسعار الأرز يضر مليارات الأشخاص في آسيا وأفريقيا

11 اغسطس 2023
القفزة الأخيرة في الأسعار زادت من الضغوط على أسواق الغذاء (Getty)
+ الخط -

جدد ارتفاع أسعار الأرز إلى أعلى مستوى في نحو 15 عاماً المخاوف من صعود تكاليف الغذاء بقوة على الدول الأكثر احتياجاً حول العالم.

ويعتبر الأرز مكوناً أساسياً في الوجبات الغذائية للمليارات في آسيا وأفريقيا، كما أنه يساهم بما يصل إلى 60% من إجمالي السعرات الحرارية لقاطني أجزاء من جنوب شرق آسيا وأفريقيا، وترتفع هذه النسبة إلى 70% في دول مثل بنغلادش.

وزادت القفزة الأخيرة في الأسعار من الضغوط على أسواق الغذاء العالمية التي تعاني بالفعل من تطرف الطقس والصراع المتصاعد في أوكرانيا.

وارتفع سعر الأرز الأبيض التايلاندي الذي يحوي كسراً 5%، وهي نسبة معيارية في آسيا، إلى 648 دولاراً للطن هذا الأسبوع مع تهديد الطقس الجاف لمحصول تايلاند، وبعد أن فرضت الهند التي تمثل 40% من تجارته العالمية، قيوداً على تصديره لحماية سوقها المحلية.

قال جوزيف غلوبر، الباحث لدى المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في واشنطن لوكالة بلومبيرغ الأميركية: "ستسهم أسعار الأرز المرتفعة في تضخم كلفة الغذاء، خاصة للأسر الفقيرة في أكبر الدول استهلاكاً لتلك السلعة الأساسية في آسيا.. عندما تحظر دولة واحدة التصدير، تحذو دول أخرى حذوها غالباً، وفقراء العالم هم الخاسر الأكبر".

ونهاية يوليو/تموز فرضت الحكومة الروسية، حظراً على تصدير الأرز حتى نهاية العام الجاري 2023، مبررة ذلك بالحفاظ على الاستقرار في السوق المحلية، وقبلها أعلنت الإمارات التي تعد سوقاً كبيرة لعبور السلع في منطقة الخليج العربي إيقاف تصدير الأرز وإعادة تصديره لمدة أربعة أشهر، بما يشمل الأرز هندي المنشأ.

وقالت الإمارات، التي تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية، إن الحظر يشمل جميع أصناف الأرز مثل الأرز الأسمر والأرز المضروب كليا أو جزئيا والأرز المكسور، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وتغذي المخاوف المتنامية بشأن شح الإمدادات العالمية مخاطر اندلاع موجة جديدة من الحمائية التجارية مع تطلع الحكومات إلى ضمان احتياطيات غذائية وفيرة. وتتأجج هذه المخاوف في ظل عودة ظاهرة النينيو، التي قد تؤدي إلى جفاف محاصيل الأرز المعتمدة على المياه في آسيا.

وقال بيتر تيمر، الأستاذ الفخري في جامعة هارفارد، الذي درس الأمن الغذائي لعقود: "زاد سعر الأرز عما كان عليه قبل ظهور ظاهرة النينيو"، وتصعيد روسيا هجماتها على صادرات القمح والذرة في أوكرانيا"، مرجحاً زيادة الأسعار 100 دولار إضافية للطن في غضون 6 إلى 12 شهراً.

وأضاف تيمر أن "السؤال الكبير هو ما إذا كان ارتفاع الأسعار سيكون تدريجياً، مما يمنح المستهلكين وقتاً للتكيف دون ذعر، أو ما إذا كان سيصعد بسرعه إلى 1000 دولار للطن أو أعلى".

يُزرع معظم أرز العالم ويُستهلك في آسيا، حيث يعاني المزارعون بالفعل من موجات الحر والجفاف. وتشجع تايلاند، ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم، المزارعين على التحول إلى المحاصيل التي تحتاج إلى كميات أقل من المياه، بينما يعمد المزارعون في كبرى المناطق المنتجة للأرز في إندونيسيا إلى زراعة الذرة والملفوف تحسباً للجفاف.

ووفق بيانات حديثة صادرة عن وزارة الزراعة الأميركية، قفز استهلاك الأرز خلال العام 2022 - 2023 إلى 517 مليون طن مقابل نحو 461 مليون طن في عام 2021 - 2022.

وأشارت البيانات إلى أن الهند أكبر مصدر للأرز إلى العالم بكميات تبلغ 22.5 مليون طن تليها تايلاند بـ8.5 ملايين طن، وفيتنام بـ7.5 ملايين طن، وباكستان بـ6.3 ملايين طن، والولايات المتحدة بـ2.1 مليون طن.