توقع المهندس الزراعي السوري يحيى التنازي أن تشكل مضاعفة استيراد الموز من لبنان "بداية لإعادة النظر بكامل الروزنامة الزراعية بين البلدين"، مرجحاً أن تتبع البطاطا الموز، بعد تراجع الإنتاج وزيادة سعر الكيلو غرام عن 2500 ليرة سورية.
ويضيف المهندس في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن تخفيض السعر الاسترشادي ومضاعفة حصة المستوردين من لبنان، يمكن أن يعدّل من سعر بعض المنتجات الزراعية بالسوق السورية، خاصة أن سعر الفواكه يفوق قدرة المستهلك السوري الشرائية، مشيراً إلى أن سعر عبوة الفريز "نحو نصف كيلوغرام" يتجاوز 3500 ليرة والليمون 1600 ليرة والموز اللبناني نحو 4500 ليرة سورية، مضيفا: "لا يوجد موز صومالي بالأسواق السورية، فقط لبناني".
وكان وزير الزراعة بحكومة بشار الأسد، محمد حسان قطنا، قد أبلغ نظيره اللبناني، عباس الحاج حسن موافقة الحكومة السورية على خفض السعر الاسترشادي (أي كل إرسالية مصدرة إلى سورية) من 850 دولارا إلى 500 دولار، بالإضافة إلى موافقتها على استيراد 500 طن من الموز بدلاً من 250 طناً لكل مستورد، وبكمية إجمالية تقدر بـ50 ألف طن موز.
ونقلت مصادر إعلامية عن الوزير قطنا أمس، خلال اختتام "مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى" الذي استضافته العاصمة العراقية بغداد أنه "تم التوافق على أن يكون هناك إجازات على مستوى 250 طنا لكل إجازة وتم تطبيق هذا الموضوع"، مشيراً إلى أن الطلب اللبناني بزيادة كمية إجازات الاستيراد لتصل إلى 500 ألف طن "قيد البحث" باللجنة الاقتصادية بدمشق.
كما تم بحسب الوزير، الاتفاق على تشكيل لجان فنية بين الوزارتين، وتجديد الاتفاقيات لتتماشى مع التطورات العلمية ولمواجهة التحديات التي تواجه الزراعة في لبنان وسورية، مضيفاً أن سورية لم تستورد طيلة فترة الأزمة، منذ 11 عاماً، منتجات زراعية، سوى البطاطا والموز من لبنان، وهذا لا يضر بالإنتاج الزراعي السوري و"يساعد الأخوة اللبنانيين، لتصريف فائض الإنتاج" الذي يبلغ ذروته الآن ويستمر حتى مارس/آذار.
وارتفع سعر الموز اللبناني بالأسواق السورية بنحو ألف ليرة خلال الشهر الماضي، إذ لم يزد سعر الكيلو في يناير/كانون الثاني الماضي، عن 3500 ليرة للكيلو، رغم أن كلفة الاستيراد لا تزيد على 1700 ليرة بحسب تصريح سابق لرئيس لجنة تجار ومصدري الخضروات والفواكه بدمشق، رفيق محمح.
ويرى محمح أن سعر الموز، منخفض إذا ما قيس ببقية أسعار الفواكه وحتى الخضر، عازياً السبب إلى قلة الطلب بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين وتوجههم نحو شراء الحمضيات السورية لانخفاض سعرها.
ويكشف الاقتصادي محمود حسين لـ"العربي الجديد" أن حكومة بشار الأسد أوقفت استيراد الموز من جميع الدول، عدا لبنان، لكن حصر الاستيراد محصور فقط بأربعة تجار "كبار" مقربين من نظام الأسد، وستزيد أرباحهم اليوم بمضاعفة كمية الاستيراد
وفي حين يرى حسين أن استهلاك الموز بات من الكماليات بالنسبة لمعظم السوريين، يرجّح ألا تكسر زيادة كمية الاستيراد السعر، مستدلاً أن حكومة الأسد حين صادرت حمولة موز صومالي مهربة، في سبتمبر/أيلول من العام الفائت، طرحتها بالسوق بـ10 آلاف ليرة للكيلو الواحد، وهو أعلى من السعر الرائج وقتذاك.
ويلفت الاقتصادي السوري إلى أن زيادة كمية استيراد الموز اللبناني، وقد تتبعه سلع أخرى، يأتي بعد خسائر الفلاحين اللبنانيين إثر تراجع الصادرات باتجاه الخليج العربي، إثر الأزمة التي فجرها وزير الاعلام، جورج قرداحي قبل شهرين.
وتزيد نسبة الفقر في لبنان، بحسب "الإسكوا"، عن 82% من مجموع السكان، بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 8 أضعاف وتهاوي سعر صرف الليرة اللبنانية.
ويذكر أن سورية تأتي في المرتبة الثالثة على لائحة أهم أسواق الصادرات اللبنانية بعد الإمارات والسعودية، وخصوصًا الصادرات الزراعية في حصة تبلغ 14% من مجموع قيمة صادرات لبنان إلى سورية.
وبحسب مصادر رسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين لبنان وسورية، العام الماضي، نحو 101 مليون دولار لجهة استيراد لبنان، و107 ملايين دولار لجهة صادراته، ويأتي البلاستيك ومصنوعاته بمقدمة المستوردات السورية بقيمة 22.4 مليون دولار، يليه والموز بقيمة 18.7 مليون دولار، في حين يستورد لبنان من سورية ما قيمته تسعة ملايين دولار من مواد التنظيف، والألبسة والأحذية بقيمة تفوق 13 مليون دولار.