رغم بدء فصل الشتاء فإن درجات الحرارة في سورية لا تزال معتدلة حتى اليوم، وبسبب ضيق حال سكان محافظة إدلب (شمال غرب)، وتردي الوضع المعيشي لا تزال مستودعات مواد التدفئة مكدّسة لدى التجار في انتظار بيعها وسط إقبال ضعيف جداً على الشراء هذا الموسم.
وفي جولة لـ "العربي الجديد" على أسواق إدلب، تبين ارتفاع أسعار جميع أنواع مواد التدفئة في المحافظة، من ديزل وحطب وقشور لوزيات وغيرها، وصولاً إلى مادة البيرين (مادة من إنتاج محلي تصنع من بقايا مخلفات الزيتون).
كما ارتفعت أسعار المواد المستوردة عن طريق تركيا التي تستخدم للتدفئة كقشور الفستق الحلبي واللوز والبندق بنسبة 100 في المائة عن العام الماضي، في حين صعدت أسعار المواد المحلية بنسبة 40 في المائة، بحسب التاجر أيمن حاج لطوف.
وأكد الأخير في حديث مع "العربي الجديد" أن حركة البيع والشراء لا تزال ضعيفة جداً مقارنة بالسنوات الماضية، حيث يتراوح سعر طن الحطب بين 140 و220 دولاراً وهو من إنتاج محلي، ويختلف سعره حسب موعد تحطيبه ودرجة جفافه، أما القشور المستوردة فسعرها حوالي 250 دولاراً للطن الواحد.
وقال جهاد أبو عرب في حديث مع "العربي الجديد" إنه اشترى بداية فصل الشتاء العام الماضي طناً من قشر الفستق، وأردف: "أما الآن فسوف أشتري كيساً واحداً فيه بضعة كيلوغرامات وكلما نفد أشتري غيره. بالطبع لا أفكر بالتدفئة الكهربائية لأنني سأحتاج 500 ليرة تركية كل أسبوع وهذا ما لا أستطيع تأمينه".
وإن كان هذا حال جهاد الذي يسكن في بيته، ضمن مدينة إدلب، ويمارس مهنته في الحدادة، فكيف سيكون حال ساكني الخيام من مهجرين ونازحين والذين يعانون معظمهم من البطالة؟
قال عبد السلام اليوسف، مدير مخيم التح غرب مدينة معرتمصرين لـ "العربي الجديد"، إنه "لا يوجد أي استعدادات لأهالي المخيمات لفصل الشتاء، فنحن نعتمد على استجابة المنظمات ودعم فاعلي الخير، ونناشدهم بتوزيع ما يريدونه من مواد تدفئة بأسرع وقت، وإلا سيضطر السكان لجمع المواد البلاستيكية والكرتون لتدفئة أنفسهم، وهذه المواد أضرارها أكثر من أضرار البرد بحد ذاته، فقد أصيب الكثير من سكان المخيم بعدة أمراض بسببها في العام الماضي".
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد طالب في تقرير له، بعد أن ضربت عاصفة مطرية متوسطة الشدة محافظة إدلب، المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، العمل بشكل جدي على التركيز في المشاريع الحالية على أولويات النازحين، وهي مواد التدفئة وعزل المخيمات.