سهرات رأس السنة باحتفالات فنية وإحياء عادات متجذرة عند الشعوب

مع العد العكسي لانتهاء عام وبدء عام جديد، يبدأ الكثير من السياح البحث عن وجهات سياحية لقضاء ليلة رأس السنة. لهذه الليلة رمزيتها بالنسبة للكثير من الشعوب، إذ إنها ترتبط بتقاليد وعادات مختلفة لشعوب العالم، لذا يسعى الكثير من الناس إلى إحياء ليلة رأس السنة بشكل مختلف عن بقية أيام السنة. ولطالما ارتبطت ليلة رأس السنة الجديدة بثقافات مختلفة، تعود أصولها إلى القارة الأوروبية وتحديداً في القرون الأولى للميلاد. في عام 350 تقريباً، بدأ الناس الاحتفال بانتهاء عام وبداية عام في الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول.

وفي عام 1582، عندما احتل التقويم الغريغوري مركز الصدارة، ونقل اليوم الأخير الرسمي من العام إلى 31 ديسمبر، انتشرت فكرة الاحتفال برأس السنة لدى الكثير من دول العالم، فقد أشعل هذا التحول التقليد العالمي للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، مما أعطى الناس سببًا للتجمع والاحتفال بالبدايات الجديدة. وفي ليلة رأس السنة الجديدة، من الرائع أن نرى كيف تضع الثقافات والمجتمعات المختلفة لمستها الفريدة على الليلة. إليكم لمحة عن كيفية احتفال الناس بليلة رأس السنة الجديدة في بلدان مختلفة.

رأس السنة في اليابان

تعتبر الاحتفالات في اليابان مميزة جداً، وتحديداً هذا العام، حيث بدأت السلطات بالترويج للاحتفالات. ففي التقاليد اليابانية، تُعرف ليلة رأس السنة الجديدة باسم "أوميسوكا"، وهي وقت للتأمل والتطهير. يزور الناس المعابد والأضرحة لقرع الأجراس الكبيرة 108 مرات، والتي ترمز إلى الخطايا البشرية الـ 108 في المعتقد البوذي. ومن التقاليد تناول "توشيكوشي سوبا"، أو المعكرونة التي تعبر عن جلب الحظ السعيد وطول العمر في العام المقبل.

وتتضمن الأنشطة التقليدية في ليلة رأس السنة مشاهدة برنامج الموسيقى الشهير "Kohaku Uta Gassen" على شاشة التلفزيون وزيارة ضريح أو معبد حوالي منتصف الليل، حيث تُعتبر هذه الزيارة مقصداً لليابانيين وللزوار والسياح. كما يمكن للزوار مشاهدة الألعاب النارية في مناطق مختلفة من العاصمة اليابانية.

سياحة وسفر

التحديثات الحية

أفضل 24 وظيفة لعشاق السياحة والسفر.. هذه أجورها

وفي الثاني من يناير/كانون الثاني، بإمكانكم حضور الاحتفالات التي يقيمها الإمبراطور الياباني، حيث يظهر الإمبراطور علناً عدة مرات في القصر الإمبراطوري بطوكيو. وهي واحدة من مناسبتين فقط خلال العام، عندما يتم فتح الأراضي الداخلية للقصر للجمهور (والمناسبة الأخرى هي عيد ميلاد الإمبراطور في 23 فبراير/شباط).

إسبانيا

لدى الإسبان تقليد فريد من نوعه في ليلة رأس السنة الجديدة وهو تناول اثنتي عشرة حبة عنب عند منتصف الليل، واحدة لكل رنين للساعة. إذا تمكنت من تناول كل العنب في الوقت المحدد، يقال إنك ستحظى بعام من الحظ السعيد والازدهار.

وتجذب إسبانيا أيضاً الكثير من الفاعليات خلال هذه الليلة، بدءاً بالحفلات الصاخبة في الشوارع وسط المدن إلى حفلات الشاطئ البرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، توفر البلاد بعضاً من أفضل الطرق للاحتفال بالعام الجديد. ويحتفل الناس في الساحات في مدريد وبرشلونة وإشبيلية وأجزاء أخرى من إسبانيا. ويُعد احتفال برشلونة بالعام الجديد مزيجاً مثالياً بين القديم والجديد. تشتهر المدينة باحتفالات الشوارع، وخاصة أثناء الليل في برشلونيتا مع إلقاء الألعاب النارية في البحر الأبيض المتوسط.

وإذا كنتم تبحثون عن طريقة أكثر هدوءاً، لقضاء ليلة رأس السنة في إسبانيا، فإن إشبيلية هي أفضل مكان لذلك. تشتهر إشبيلية بهندستها المعمارية ورقص الفلامنكو، لذلك، فهي توفر ليلة رأس السنة بشكل أكثر رومانسية. ويمكن حضور جميع احتفالات الشوارع والرقص والغناء بشكل مجاني.

الولايات المتحدة

تختلف تقاليد الولايات المتحدة عن باقي الدول، ولكل ولاية طقوسها الخاصة، البعض يعتبر ليلة رأس السنة بمثابة اجتماع للعائلة، وآخرون يخرجون إلى الساحات العامة للغناء والرقص حتى ساعات الصباح الأولى. هذا العام، تحتفل مدينة نيويورك برأس السنة بطريقتها الخاصة، والتي تبدأ من الاحتفالات الفنية في ساحة تايمز سكوير، وهذا العام، من المتوقع أن يصل نحو مليون محتفل إلى الساحة الأشهر عالمياً، حيث تشتعل السماء بألعاب الليزر.

سياحة وسفر

التحديثات الحية

سياحة الأثرياء والمشاهير.. اختيار الأماكن النائية للترفيه

وهذا العام يبدأ الحي الصيني بالاستعداد لاحتفالات السنة القمرية منذ نهاية العام الحالي، وسيطلق على العام المقبل بحسب التقويم الصيني عام الثعبان إذ ينطلق موكب رأس السنة القمرية الجديدة 2025 في الحي الصيني، والذي يجذب الملايين من السياح. يبدأ الموكب في ليتل إيتالي ويسير عبر الشوارع الرئيسية في الحي الصيني، وينتهي في شارع بروم بالقرب من حديقة سارة دي روزفلت. سيتم إنشاء أكشاك المهرجان على طول شارع بايارد بين شارع موت وشارع مولبيري لحضور الحدث.

باريس

باريس هي المكان المثالي، لقضاء ليلة رأس السنة بشكل مختلف واستثنائي. وهذا العام، تستضيف العاصمة الفرنسية الكثير من الفاعليات الفنية، سواء في الشوارع العامة، أو المسارح والقصور القديمة. ومع اقتراب الساعة من منتصف الليل، تضيء 3000 لعبة نارية سماء باريس على أنغام الموسيقى الفرنسية في الشانزليزيه، والتي يمكن مشاهدتها في أماكن أكثر هدوءاً، مثل ساحة ساكري كور في مونمارتر.

وفي جميع أنحاء فرنسا، يحتفل الفرنسيون في هذه الليلة، بطرقهم الخاصة، بعيداً عن الشوارع العامة، والساحات، وينطلق هذا التقليد من العام 1800، حيث تحضّر النساء في المنزل بعض الأطباق الشهية التي لا يتم تناولها إلا في هذه الليلة مثل طبق كبد الإوز، وبعض المأكولات الفاخرة. وتتركز الاحتفالات حول فكرة تجمع العائلة، على وليمة فخمة تضم أشهى المأكولات، وانتقلت هذه التقاليد إلى المطاعم والمقاهي التي تستقبل العام الجديد بتقديم الأطباق التي اعتاد عليها الفرنسيين منذ مئات السنين.