استمع إلى الملخص
- شخصية مؤثرة: تُعرف فاغنكنخت بتأليف الكتب وخطابها الجذاب الذي يجذب العمال والطبقة المتوسطة الدنيا، ويركز على الفوارق الاجتماعية وقضايا الهجرة والهوية والمناخ.
- مواقف مثيرة للجدل: تثير مواقفها من الحرب في أوكرانيا والهجرة نقاشاً واسعاً، وقد يصبح حزبها حاسماً في تشكيل الحكومات الإقليمية والائتلافات الحكومية المقبلة.
تدعو اليسارية زهرا فاغنكنخت Sahra Wagenknecht إلى الاهتمام بالبعد الاجتماعي وزيادة الأجور وفرض ضرائب أكثر على الأثرياء، كما تقترح تقليص دعم المهاجرين.
وبحسب مراقبين، ينتظر أن يتجسد ذلك بعد الانتخابات الإقليمية التي جرت الأحد الماضي في ولاية براندنبورغ التي كانت جزءاً من ألمانيا الشرقية. لم يغب عن المراقبين الدور الذي يمكن أن تضطلع به مؤسسة حزب "تحالف زهرا فاغنكنخت"، الذي يعرف باسم بـ"بي أس في" (BSW)، في الساحة السياسية الألمانية في سياق متسم بتراجع التحالف الحكومي المؤلف من الاشتراكيين والخضر والليبراليين وصعود اليمين المتطرف. لأول مرة يحمل حزب اسم مؤسسته.
في يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت زهرا فاغنكنخت البالغة من العمر 55 عاماً، الانفصال عن حزبها "دي لينكه" اليساري الراديكالي، كي تؤسس التحالف الذي تقوده حالياً، حيث سعت إلى تقديم عرض سياسي يزاوج بين خطاب اليسار وخطاب اليمين المتطرف.
يسارية شعبوية
يعرف عنها تأليفها نحو 12 كتاباً من أجل توضيح الرؤية التي تسترشد بها في مسارها السياسي. وبينما يعتبرها البعض يسارية "شعبوية"، يتصور آخرون أنها تدافع عن إعادة بناء دولة أمة تتمتع بسيادة اقتصادية وجيوسياسية. ويعتقد مراقبون أن نجاح حزب "تحالف زهرا فاغنكنخت" مرتبط بشخصية مؤسسته، التي ولدت من أب إيراني وأم ألمانية في ألمانيا الشرقية في فترة الحرب الباردة. وهي ذات الحضور الطاغي في التظاهرات الخطابية.
تثير مواقفها خاصة من الحرب في أوكرانيا الكثير من النقاش، غير أن حزبها تمكن من الحصول على 6% من أصوات الناخبين في الانتخابات الأوروبية التي جرت في حزيران/يونيو الماضي.
تلك نسبة مهمة بالنسبة لحزب حديث التأسيس. غير أن أول اختبار لوزن ذلك الحزب في البلد كان الانتخابات المحلية التي شهدتها مقاطعتا ساكسونيا وتورينغن، حيث حاز على التوالي 11.8% و15.8% من الأصوات المعبر عنها. وأتاحت الانتخابات المحلية التي جرت الأحد في ولاية براندنبورغ، للحزب الاشتراكي مواصلة التقدم بفارق ضئيل عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، غير أن المراقبين لم يغفلوا الصعود القوي لحزب "تحالف زهرا فاغنكنخت" الذي تشير استطلاعات الرأي إلى حصوله على 12% من الأصوات في براندببورغ.
تحسين الخدمات وزيادة الأجور
تستحضر زهرا فاغنكنخت مطالب اليسار الراديكالي عندما تتناول القضايا ذات البعد الاجتماعي، حيث تعبر عن الرغبة في تحسين الخدمات العمومية وزيادة الأجور وفرض ضرائب أكثر على الأثرياء. تنتقد وضعية المستشفيات التي تحولت في نظرها إلى مصدر لجني الأرباح وتندد بالنقص المسجل على مستوى توفير المعلمين في المدارس، خاصة في الشطر الشرقي من ألمانيا.
تثير مواقفها خاصة من الحرب في أوكرانيا الكثير من النقاش، غير أن حزبها تمكن من الحصول على 6% من أصوات الناخبين في الانتخابات الأوروبية التي جرت في حزيران/يونيو الماضي
يجذب خطاب حزب زهرا فاغنكنخت، العمال والطبقة المتوسطة الدنيا وساكنة الشطر الشرقي من ألمانيا. فذلك الخطاب يركز على الفوارق التي يربطها بالنقاش حول الهجرة والاندماج والهوية والمناخ، معتبراً أن كل تدبير لدعم المهاجرين أو أوكرانيا يحرم الدولة من الوسائل التي يمكن أن تستثمرها الدولة في المدرسة أو التكوين.
تقليص نفقات المهاجرين
لا تعيد زهرا فاغنكنخت النظر في التقشف، فهي تؤكد أنه إذا توقفت عن دعم أوكرانيا وقلصت نفقات دعم المهاجرين، سيكون لدى الحكومة المال الكافي من أجل تمويل الجماعات المحلية والمتقاعدين والتأمين الخاص بالعاطلين. غير أن مواقفها من الهجرة تقربها من السياسات التي يدعو إليها اليمين المتطرف، حيث تدعو إلى خفض المساعدات للاجئين وإحداث مراكز لجوء خارج الاتحاد الأوروبي. رغم دعوتها إلى فتح الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والكف عن دعم أوكرانيا، إلا أن موقفها من المهاجرين سيكون من بين العوامل الحاسمة التي تراهن عليها من أجل جذب الناخبين ولعب دور مؤثر في المرحلة المقبلة، خاصة مع صعود اليمين المتطرف في ألمانيا وأوروبا.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تسعى فيه الأحزاب التقليدية إلى تحييد الحزب اليميني المتطرف (البديل)، وتعمل ذات الأحزاب على التقرب من "تحالف زهرا فاغنكنخت"، الذي قد يصبح دوره حاسماً في تشكيل حكومات في بعض الأقاليم وحتى في الائتلافات الحكومية المقبلة على صعيد ألمانيا.