ركود سوق المواشي مع حلول عيد الأضحى شمالي سورية

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
القامشلي

سلام حسن

سلام حسن
27 يونيو 2023
إقبال ضعيف على شراء الأضاحي شمال غرب سورية رغم انخفاض أسعارها
+ الخط -

تراجعت نسبة الإقبال على شراء الأضاحي هذا العيد مقارنة بالعام الماضي في مناطق شمال غرب سورية، بسبب التقلب في أسعار صرف الليرة التركية، وضعف القدرة الشرائية، والتراجع في الثروة الحيوانية بالمنطقة.

وأثرت الضغوط الاقتصادية أيضاً في التجار بالمنطقة، ومنهم عمران بربور الذي تحدث لـ"العربي الجديد" مؤكداً أنه خلال فترة ما قبل العيد كان يحجز 200 رأس من العجول، لكن في الفترة الحالية حجز 10 رؤوس فقط، حيث يبدأ معظم التجار والجمعيات التي ترغب بالتضحية بحجز الأضحية التي يريدونها ودفع ثمنها لاستلامها يوم العيد. أما عن سعر الأضحية، فيقول "هذا العام أرخص من العام الماضي بالنسبة للعجل، ومع ذلك لا يوجد إقبال على السوق".

بدوره، تحدّث التاجر علي الصطوف لـ"العربي الجديد" عن الأسعار في الوقت الحالي، مبيناً أن سعر الكيلو من الخراف يتراوح ما بين 4.5 و 5 دولارات، أما سعر النّعاج فيتراوح ما بين 2.75 و3 دولارات، بينما يبلغ سعر كيلو العجل ما بين 4 و 4.25 دولارات، أما أسعار الجمال للكيلو الواحد فتتراوح ما بين 3.5 و4 دولارات.

وهذا السعر يكون للمواشي وهي حيّة، حسبما قال، لافتاً إلى أن الإقبال على الشراء ضعيف للغاية، والأكثر طلباً هي الأغنام، كون سعرها أقل مقارنة بباقي المواشي، علماً أنه في العام الماضي باع حوالي 40 رأساً من الماشية، لكن في هذا الموسم باع 8 رؤوس من الأبقار فقط.

في السياق، يقول عبد المنعم العلي لـ"العربي الجديد" إنه جاء إلى السوق كي يشتري بقرة، ولكن الأسعار مرتفعة للغاية، وهي ليست بالمتناول، معتبراً أن التاجر يرى السعر مناسباً من وجهة نظره، لكن السعر مرتفع للغاية بالنسبة للشاري.

شلل في "سوق الماكف" بالقامشلي 

هذا ويسعى الكثير من السكان في مدينة القامشلي وريفها إلى شراء الأضحية، إلا أن ارتفاع أسعار رؤوس الغنم والأبقار يحول دون تحقيق رغبة السكان.

وقد أصيب علي قهرمان بالصدمة بسبب الأسعار في هذا العيد، كما بيّن لـ"العربي الجديد"، وقال: "أتينا إلى سوق الماشية لنشتري أضحية ولكننا صدمنا بأن أسعار الأغنام تبدأ من 1.7 مليون ليرة (190 دولاراً).. في الحقيقة الوضع صعب ومن ليس لديه شخص في الخارج يبعث له حوالة مالية من الصعب أن يضحي. فمثلاً الموظف أو العامل العادي ليس بمقدوره أن يضحي. بالنسبة لي بدأت منذ 6 أشهر أوفر المال لشراء أضحية، ومع ذلك الأسعار مرتفعة".

بدوره، تحدث تاجر المواشي لؤي محمد صالح لـ"العربي الجديد" عن ارتفاع الأسعار وأسبابه، وقال: "منذ سنتين كانت الأسعار مقبولة، وكان باستطاعة الكثير شراء أضحية، ولكن هذه السنة ما لم يبعث المغتربون حوالات مالية كافية فمن الصعب شراء الأضاحي".

وأوضح أن "متوسط سعر الأضحية الواحدة يصل إلى 1.7 مليون ليرة سورية (190 دولاراً)، فيما غالبية الناس عاجزة عن الشراء. المعيشة هنا صعبة جداً، ورسوم الجمارك مرتفعة ولها تأثير على ارتفاع الأسعار، وهناك مجموعة من الأشخاص دخلوا إلى السوق في السنوات الأخيرة ومقربون من السلطات، وهي محتكرة العملية التجارية في المعبر أي عمليات تصدير المواشي، وهم أنفسهم يتحكمون بالسوق المحلية".

كذلك، يقول التاجر محمد إسماعيل لـ"العربي الجديد": "أعمل منذ نحو 25 سنة في هذا السوق، وكانت المواشي رخيصة والأسعار مقبولة، وكان الناس يشترون رأساً أو رأسين قبل حلول العيد، لكن هذه السنة كما ترون منذ يومين أو ثلاثة لا توجد حركة بيع وشراء، وتكاد تقتصر على العائلات التي لها أحد أقاربها في الخارج ويرسل لها حوالة مالية".

وتابع أنه "قبل أعوام عدة كانت أسعار الرأس الواحد 200 ألف ليرة (22 دولاراً)، أما اليوم فيصل السعر إلى نحو مليون ونصف. كما لم يكن سعر الأبقار يتجاوز 800 ألف ليرة (89 دولاراً)، واليوم يصل لنحو 12 مليون ليرة (1340 دولاراً). ولا توجد إمكانية عند الناس للشراء".

بدورها، تقول الموظفة في مديرية التربية في القامشلي أميرة المحمد لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات لم نشتر أضحية العيد، ونلجأ لشراء بعض اللحم بالكيلو، فثمن 2 كيلو من اللحم يعادل راتبي الشهري، إذ بلغ سعر الكيلو 75 ألف ليرة سورية (8.4 دولارات)، وغالباً ما أحاول أن أوزع هذا اللحم على وجبات عديدة، واستعمله مع مواد ثانية، فلم يعد بمقدورنا إعداد وجبة لحوم مشوية مثلاً".

ذات صلة

الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
سوق في مدينة غزة المدمرة، 20 يونيو 2024 (محمود عيسى/ الأناضول)

اقتصاد

تشهد الأسواق في قطاع غزة ارتفاعاً متواصلاً في أسعار السلع الشحيحة أصلاً، ما دفع العديد من المواطنين إلى إطلاق حملة مقاطعة لكبح جشع التجار
الصورة
أضاحي مصر (خالد دسوقي/فرانس برس)

اقتصاد

يحمّل القصابون في مصر الحكومة مسؤولية الغلاء الفاحش الذي أصاب مختلف السلع، بما فيها الأضاحي، خلال الفترة الأخيرة
الصورة
سوق للماشية بالقرب من بلدة معرة مصرين في إدلب (فرانس برس)

اقتصاد

شهدت أسعار الأضاحي في إدلب شمال سورية ارتفاعاً حاداً لتصل إلى ضعف مستويات الفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من توقف تصديرها.
المساهمون