عيد بلا أضاح في الخرطوم وسط استمرار الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"

عيد بلا أضاح في الخرطوم وسط استمرار الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"

27 يونيو 2023
حالة ركود تشهدها أسواق الأضاحي في ظل استمرار الاشتباكات (فرانس برس)
+ الخط -

غابت تجهيزات عيد الأضحى وحركة الأسواق في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المناطق المتأثرة بالحرب، وسط استمرار النزوح من المناطق السكنية إلى الولايات الأكثر أمناً.

وتعرضت مناطق وأسواق بيع الأضاحي في الخرطوم للتدمير والحريق، كما قامت قوات عسكرية في كثير من المناطق باستخدامها مقرا لها.

يتزامن ذلك مع انعدام السيولة واشتداد حدة الفقر والبطالة نتيجة لتوقف الأعمال، وتعذر تصدير المواشي إلى السعودية في موسم الحج، مع استمرار العمليات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع.

يقول تاجر الماشية عز الدين سليمان لـ"العربي الجديد"، إن "توقف إمداد الخرطوم بالماشية بسبب ظروف الحرب، إضافة إلى نزوح نسبة كبيرة من المواطنين منها، أدى إلى ندرة الأضاحي وارتفاع أسعارها على من تبقى من الأهالي في العاصمة السودانية".

وأشار إلى "التراجع الحاد للقوة الشرائية للمواطنين بسبب ظروف الاشتباكات الحالية".

وتراوح أسعار الأضاحي في الخرطوم بين 80 و100 ألف جنيه سوداني (بين 133 و166 دولاراً تقريباً)، بينما تنخفض إلى نحو 40 ألفاً في ولايات أخرى.

وقال التاجر محمد إسحاق، بولاية شمال كردفان، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الحرب أثرت بشكل كبير على الصادر، ما أدى لوفرة العرض وانخفاض الأسعار وخسارة المنتجين".

وأضاف أنه "رغم انخفاض السعر إلا أن الطلب تراجع نتيجة للظروف التي يعيشها معظم السودانيين"، مستبعداً "ارتفاع الأسعار حتى لو زاد الطلب لوفرة العرض وضعف الصادر"، وأشار إلى "إمكانية انخفاض السعر إلى 30 ألف جنيه للأضحية متوسطة الحجم".

وفي الخرطوم، قال بعض المواطنين الذين ما زالوا داخل العاصمة، لـ"العربي الجديد"، إن "شراء أضحية هذا العام أصبح شبه مستحيل مع استمرار وتصاعد وتيرة الحرب في العاصمة واستمرار عمليات نزوح المواطنين منها".

ويرى الموظف محمود إسماعيل، الذي يسكن جنوب أم درمان، أنه "لا يوجد شيء يدل على أن عيد الأضحى سيكون كما في السابق في ظل عدم صرف أجور الموظفين وإغلاق الأسواق والمؤسسات والبنوك والشركات وهجرة ملايين السكان الى الخارج".

وأضاف: "كيف يضحي البعض ورائحة الموت في كل الطرقات واستيلاء القوات على المنازل"، مؤكدا أنه "لا توجد أسرة لم يقتل أحد أفرادها أو تهدم منزلها"، مشيرا إلى أن "الضرر شمل الجميع في الخرطوم".

وتقول المواطنة آسيا جار النبي، التي فقدت عملها في السوق، لـ"العربي الجديد"، إن الناس يفكرون حاليا في إيقاف الحرب وليس ذبح الأضحية، متمنية "توقف الحرب أثناء الأعياد وعودة الحياة إلى طبيعتها".

من جانبه، يرى المواطن محمد البشاري أن "الحرب أفسدت عيد الفطر، وتفسد الآن عيد الأضحى"، مشيرا إلى أن هناك "أمل كبير أن تظهر قيم التكافل في الولايات التي نزح إليها سكان الخرطوم وجبر الضرر الذي لحق بهم".

وأشار إلى أن "نسبة من النازحين عادت بالأساس لقراها وولاياتها الأصلية، أما الباقون فإن الكثير من مؤسسات المجتمع المدني وعدت بمد يد العون لهم"، مؤكدا أن "العيد هو فرصة للسودانيين لمراجعة مواقفهم تجاه الحرب، خاصة دعاتها". 

(الدولار = 601 جنيه تقريباً)

المساهمون