ركود الأسواق يعكس الفقر والغلاء في إدلب قبيل عيد الأضحى

13 يونيو 2024
سوق الماشية قرب بلدة معرة مصرين، 1 يوليو 2022 (عبد العزيز قيطاز/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أسواق إدلب تعاني من ركود مع اقتراب عيد الأضحى، معكسة الوضع الاقتصادي الصعب بسبب الفقر، البطالة، وغلاء الأسعار، مما يؤدي إلى قلة الطلب.
- النازحون في مخيمات أطمة وسرمدا يصارعون لتأمين احتياجات العيد، مع ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، بينما يحاول البعض تأمين الملابس والحلويات بأقل التكاليف.
- التقارير تشير إلى حركة ضعيفة في الأسواق مقارنة بالأعوام السابقة بسبب الفقر وقلة فرص العمل، مع تسليط الضوء على البطالة كقضية ملحة واقتراح حلول لتحسين الوضع الاقتصادي.

تشهد أسواق إدلب شمال غربيّ سورية حالة من الركود تعكس بصورة واضحة كثرة العرض وقلة الطلب مع اقتراب عيد الأضحى المبارك جراء ما تعانيه الغالبية العظمى من فقر مدقع وبطالة وغلاء، ما جعل من مستلزمات العيد رفاهية يعجز عنها الكثير من الباحثين عن قوت أطفالهم.

وفي السياق، قالت صبحة اليوسف، المهجرة من قرية الدير الغربي جنوب إدلب والمقيمة في مخيمات دير حسان، إنها لا تنوي شراء أي شيء يتعلق بالعيد القادم، عدا القهوة العربية المرة وبعض الحلوى من النوع النوكا الأرخص في الأسواق، وذلك بعد أن عجز زوجها عن تأمين فرصة عمل ثابتة، ما زاد من تدهور أوضاعهم المعيشية بشكل مستمر. وأضافت أن انقطاع الدعم عن مخيمهم منذ بداية العام الحالي جعلهم أمام أوضاع معيشية صعبة للغاية، وخصوصاً أن جلّ اعتمادهم كان على تلك السلة الغذائية التي تبلغ قيمتها 60 دولاراً، أما اليوم فهم بحاجة لشراء المواد الأساسية كافة، وحتى المياه، في الوقت الذي لا يستطيعون تأمين نصف هذا المبلغ.

أما النازح محمود الجمعة المقيم في مخيمات أطمة، شمال إدلب، فيقف عاجزاً عن شراء أي شيء يتعلق بالعيد حتى من البسطات التي عادة ما تكون أرخص بكثير من المحلات، فالأسعار يعتبرها مرتفعة جداً في الوقت الذي لا يزال يتقاضى أجرته بالليرة التركية التي لم يطرأ عليها أي تحسن. ويقول إن سعر أي نوع من أنواع حلوى العيد لا يقلّ عن 100 ليرة تركية للكيلو غرام الواحد، الذي لا يكاد يكفي ليوزعه على أطفاله الخمسة، فكيف يمكن شراء أكثر من ذلك ليقدمه إلى الضيوف في الوقت الذي لا يتقاضى مقابل عمله أجيراً في القطاع الزراعي أكثر من 80 ليرة تركية في اليوم، وهي بالكاد تكفي لشراء الخبز وبعض الخضار.

أما النازحة مريم الحريري المقيمة في مدينة سرمدا، فتتجول في سوق سرمدا باحثة عما يمكن شراؤه بما توافر لديها من مال جراء عملها في الخياطة، وتقول إن الأسعار تضاعفت عن العيد السابق، فأي كسوة عيد مع القليل من الحلوى ستكلف العائلة ما لا يقل عن 300 دولار، بينما اكتفت بشراء بعض الملابس من البسطات وذات الأسعار الأرخص. وتقول: "يكفي أن يشعر الأطفال ببهجة العيد والملابس الجديدة أياً كان نوعها وأسعارها، فهم صغار ولا يعرفون الأوضاع المأساوية التي نمرّ بها من ارتفاع في تكاليف المعيشة بشكل لا يتناسب مطلقاً مع مستوى الدخل"، تصمت قليلاً لتتابع: "الفرق شاسع جداً".

تاجر الملابس حسام القش قال لـ"العربي الجديد" إن حركة الأسواق ضعيفة جداً مقارنة بالعيد الماضي، ويرجع السبب إلى ما يعانيه السواد الأعظم من الفقر وقلة فرص العمل. ويشير إلى أن الأسعار مرتبطة بالدولار، بينما هناك تراجع متواصل لسعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، فهو يستورد بضائعه من تركيا وينتقي الأرخص لمعرفته المسبقة بضعف القدرة الشرائية لدى المدنيين في إدلب، ومع ذلك لا توجد حركة بيع، ومعظم الزبائن يدخلون المحل ليسألوا عن الأسعار وينصرفوا.

وبلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل كل دولار واحد 32.5 للمبيع و32 للشراء، وفق تسعيرة "اتحاد الصرافين" في إدلب المعتمدة في المنطقة.

بدوره، قال فريق "منسقو استجابة سوريا"، إن قضية البطالة، تُعَدّ إحدى أبرز القضايا الملحة التي تحتاج إلى حلول جذرية ضمن المجتمع المحلي في شمال غرب سورية، وخصوصاً مع الآثار السلبية لها من العديد من الجوانب.

ولفت الفريق إلى أن أبرز تلك الآثار "هجرة الشباب وارتفاع معدلات الجريمة وزيادة مستويات الفقر بين المدنيين في المنطقة"، لافتاً إلى أن معدلات البطالة بين السكان المدنيين وصلت إلى 88.74% بشكل وسطي "مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة".

واقترح الفريق ربط التعليم والتدريب باحتياجات السوق، وتوافر البدائل والعمل على إقامة المشروعات كي تتسع لأكبر قدر من الأيدي العاملة، كذلك توفير فرص عمل جديدة للشباب والدعم المادي للمشروعات الصغيرة، وضرورة الاهتمام بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية، التي من شأنها استقطاب عدد كبير من اليد العاملة إذا ما توافر الدعم اللازم لها.

المساهمون