تراجعت أسعار أوقية الذهب في الأسواق المحلية عقب انخفاض سعر بيع الأوقية في البورصات الآسيوية والدولية أمس، نحو 6 دولارات، متراجعاً من 1831، إلى 1826 دولاراً للأونصة، وبلغ سعر البيع للذهب بالغرام، لعيار 21 الأكثر شعبية في مصر 1685 جنيهاً للغرام، وعيار 24 نحو 1925، وعيار 18 نحو 1444. (الدولار= 30.6328 جنيا).
أكد أعضاء شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن عدم تأثر بورصة الذهب محلياً بشكل كبير، بالتطورات التي شهدتها الأسواق الدولية خلال الفترة الأخيرة، يرجع إلى ارتباط سوق الذهب بالطلب المحلي وسعر الدولار، الذي شهد ارتفاعاً يعادل نسبة الانخفاض في قيمة الذهب بالبورصات الدولية، مع عدم وصول شحنات جديدة من الذهب من الخارج، في ظل صعوبة حصول التجار على الدولار من البنوك لاستيراد صفقات جديدة.
أعرب التجار عن خشيتهم من تأثير تراجع الذهب عالمياً في حجم تعاملاتهم في الأيام المقبلة، في ظل حالة ركود تواجهها الأسواق منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أن شهدت إقبالاً من كبار المتعاملين على شراء سبائك الذهب، والذهب القديم "الكسر"، لاكتنازه، في أثناء هبوط الجنيه أمام الدولار، وفقده نحو 23% خلال أيام.
أشار تاجر الذهب، حازم الصاوي لـ"العربي الجديد" إلى أن التراجع الحاد في تجارة الذهب، يعود إلى إحجام الأسر عن الشراء استعداداً لتوفير احتياجاتهم من السلع الأساسية لشهر رمضان المقبل، وارتفاع معدلات التضخم التي تؤثر بانخفاض قيمة الدخل والمدخرات للأسر، وتفضيل المقبلين على الزواج شراء مصوغاتهم خلال الأسبوع الأخير من رمضان، قبل عيد الفطر وأعياد المسيحيين التي ستحل في ذات الفترة الزمنية.
يتوقع الصاوي استمرار حالة الركود الحالية في بيع المصوغات الذهبية، مع اختفاء كبار المتعاملين الذين سحبوا كميات كبيرة من الذهب بالأسواق، مطلع يناير الماضي.
يرى خبراء بقطاع الذهب والمجوهرات أن توجه البنوك المحلية لشراء الدولار من الأسواق، بأسعار أعلى من القيمة المحددة من البنك المركزي، خلال الأسبوعين الماضيين، وتوفيره للعملاء مقابل عمولات كبيرة، مع تكثيف الحملات الأمنية على تجار الدولار في السوق السوداء، أدى إلى تهدئة أمنية لسوق العملة، وتوجه كثير من الراغبين في الاحتفاظ بالذهب في شراء الدولار عبر القنوات الرسمية.
وبيّن الخبراء أن مهاجمة الشرطة لعدد من كبار تجار الذهب، نهاية الشهر الماضي، واتهام بعضهم بالاتجار في العملة، أدى إلى تخوف التجار من التوسع في أعمالهم، أو بيع ما لديهم من مخزون، لحين تحسن أحوال السوق ووجود طلب جيد من الجمهور الباحث عن تجارة المصوغات الذهبية التي تحقق للتجار أرباحاً عالية، من عوائد المشغولات وإعادة البيع للمصوغات القديمة.
ويبدي التجار تحفظهم من التوسع في البيع، في ظل مؤشرات دولية تتجه بأسعار الذهب إلى الهبوط، قد تستمر حتى نهاية العام الحالي. يستند التجار في تنبؤاتهم إلى ظهور معلومات من محاضر لجنة السوق المفتوحة، بالبنك الفيدرالي الأميركي، التي انعقدت بداية فبراير/ شباط الجاري، تظهر توجهه إلى استمراره برفع معدلات الفائدة على الدولار، لعدة مرات مقبلة، بهدف مواجهة التضخم ومحاصرته عند 2%، بما يشير إلى ارتفاع في معدلات الفائدة إلى نحو 6%، مع نهاية العام.
صعد الدولار، بدعم الفيدرالي الأميركي مقابل سلة العملات التي تضم الجنيه الإسترليني واليورو والين والفرنك السويسري والدولار الكندي، ودولار هونغ كونغ، بنسبة 0.1% أول من أمس، فيما شهدت الأسواق المحلية زيادة في سعر الدولار مقابل الجنيه بنحو 5 قروش. ووصل الجنيه إلى ما دون 30.68 مقابل الدولار.