خلافات جديدة حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية

27 يونيو 2021
الاتفاق الجديد استهدف دمج اقتصادات الدول الثلاث في سوق موحد (فرانس برس)
+ الخط -

بعد عام على دخول اتفاقية للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا حيز التنفيذ في أوج تراجع اقتصادي قياسي، لم تطوَ بعد صفحة التوتر التجاري بين الحلفاء في أميركا الشمالية.
وقالت الدول الثلاث إن المعاهدة التجارية ستعود بفائدة على اقتصاداتها وعمالها. لكن مع اقتراب مرور عام عليها، الخميس، برزت خلافات بين الدول المتجاورة، سُجل في عدد كبير منها اعتراض الولايات المتحدة على ممارسات مكسيكية أو كندية.
وقال الخبير لدى مجلس العلاقات الخارجية إدوارد ألدن "معظم التركيز في اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، في السنوات العديدة القادمة، سينصب على الخلافات".
والمعاهدة الجديدة حلت محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) الموقعة في 1994. وقال ألدن إنها وضعت تصورا لدمج اقتصادات الدول في سوق موحدة، على غرار الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن هذا التصور سقط، أقله في الوقت الحاضر.

وقال ألدن إن الاتفاقية تضع "إلى حد كبير قواعد التعاون لثلاثة اقتصادات مختلفة في أميركا الشمالية، في المجالات التي يمكن تحقيق ذلك فيها، وقواعد الاقتتال عندما لا يمكنها التعاون".
وفيما خرجت إلى العلن خلافات بين الدول، ينسب جيفري شوت، من معهد بيترسون للاقتصادات الدولية، إلى الاتفاقية "إزالة سحابة الغموض" فوق التجارة القارية. وقال إن "هذا يخلق أجواء أفضل للتجارة والاستثمار عما شهدنا منذ فترة".
والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المعروف بنبرته الحادة تجاه حلفاء للولايات المتحدة، فاوض على الاتفاقية، لكن خلفه جو بايدن يمكن أن يخرج عن تلك السياسات، غير أن هناك مؤشرات على أنه حتى في ظل الحكومة الجديدة، فإن الخلافات سوف تستمر.
لا تعود بفائدة
تعد كندا أقرب حلفاء واشنطن ربما، لكن عندما يتعلق الأمر بالتجارة، فإن الجارتين تختلفان حول العديد من المسائل.
ولم تتوصل الولايات المتحدة بعد إلى تسوية خلافات حول قطاعي الألبان والأخشاب اللينة الكندية، وتعترض كذلك على صادرات الألواح الشمسية الكندية وعلى الضرائب المفروضة على شركات التكنولوجيا الأميركية.
وقد أكدت ممثلة التجارة الأميركية كاثرين تاي أنها ستدافع عن المصالح الأميركية بدءا بمنتجي الألبان، وأنشأ مكتبها لجنة لحل الخلافات في إطار الاتفاقية التجارية، للنظر في مسألة حصص الحليب التي تفرضها كندا، ما أثار استياءها.
وقال فرنسوا دومونتييه، المتحدث باسم مجموعة تمثل منتجي الحليب في كيبك، إن المعاهدة التجارية "لا تعود بفائدة"، كما وصف بعض بنود الاتفاقية بأنها "هجوم على السيادة الكندية"، لأنها تفرض قيودا على الصادرات الكندية وتسمح في نفس الوقت بمزيد من الواردات من الولايات المتحدة.
 بعد الوباء
على الجانب الآخر من الحدود، يشير المسؤول عن علاقات الكونغرس مع الاتحاد الفدرالي للمزارع الأميركية ديفيد سالمونسن إلى قائمة طويلة من الخلافات التجارية، لكنه يقول إنه متفائل عموما.

وقال "أعتقد أننا سنحصل على صورة أفضل عندما تستعيد اقتصادات الجميع عافيتها بعد الوباء". وأضاف "ندعم الاتفاقية ونعتقد أنها ستنجح في إبقاء دوران عجلة التجارة الزراعية ونموها بين الدول الثلاث".
لكن أوتاوا طالبت بلجنتها الخاصة لحل الخلافات في ما يتعلق بالرسوم الجمركية البالغة 18 بالمئة، والتي تفرضها واشنطن على الألواح الشمسية المصنعة في كندا.
ورغم الخلافات، قالت المديرة العامة للمعهد المكسيكي للتنافسية فاليريا موي إنه خلال السنة الماضية "لم يحصل أي تغيير جذري مقارنة باتفاقية نافتا".
غير أنها تتوقع التوصل إلى اتفاق حول قوانين العمل في المكسيك في المستقبل.
وقد لجأت واشنطن إلى الاتفاقية مرتين للطلب من مكسيكو التحقيق في انتهاكات نقابية في قطاع السيارات، ولا سيما في مصنع جنرال موتورز.
وقالت "هل سيعود ذلك بفائدة على العمال المكسيكيين؟ يبدو لي ذلك". ورأت أن ذلك"سيجبر الشركات المكسيكية على القيام بتغييرات"، لكن موي حذرت من أن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم في نهاية الأمر مسألة العمل "ذريعة لفرض تدابير حمائية".
(فرانس برس)

المساهمون