قال خبير إيطالي إن ليبيا "واعدة بفرص كبيرة جديرة بالتنمية"، لكنه اعتبر أنه "من أجل تحقيقها لا بد أن تتوافر لها أجواء استقرار"، مشيراً إلى أن "الخلاصة هي أن ليبيا بمقدورها أن تصبح جسراً اقتصادياً وتجارياً نحو أفريقيا، وإذا أردنا أيضاً نحو آسيا".
قال الخبير الإيطالي البارز بشؤون الشرق الأوسط دانييلي روفينيتّي، لـ"العربي الجديد"، إن "ليبيا، كما تثبت مشروعات ريتيليت ميد وسباركل، واعدة بفرص كبيرة جديرة بالتنمية، لكن من أجل تحقيقها لا بد أن تتوافر لها أجواء استقرار"، مشيراً إلى أن "ليبيا بمقدورها أن تصبح جسراً اقتصادياً وتجارياً نحو أفريقيا، وإذا أردنا أيضاً نحو آسيا".
وتأتي تصريحاته بعدما أبرمت شركة ريتيليت ميد الإيطالية- الليبية، أواخر سبتمبر/أيلول الماضي في طرابلس، اتفاقاً مهماً ينص على إمداد الشركة الليبية القابضة للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات بالاستشارات الاستراتيجية والتكنولوجية المتعلقة بقطاع الاتصالات الدولية.
وفي حديث خاص لوكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول، أوضح ماريو باكّيني، الرئيس التنفيذي لشركة ريتيليت ميد، أن "الاتفاقات الإطارية مع الجانب الليبي تدخل في سياق الاستراتيجية التي تأسست عليها هذه الشركة: السعي نحو نقل خبراتنا وتقنياتنا من أجل السماح بتطوير الاتصالات في السوق الليبي".
وأشارت الوكالة إلى أن ثمة هدفاً آخر لشركة ريتيليت ميد يتمثل في تعميم الربط بين المدن الرئيسية في ليبيا عبر الكابلات، وهو مشروع طموح بالنظر إلى المساحة الشاسعة للبلاد، حيث تبلغ المسافة بين طرابلس وبنغازي، على سبيل المثال، 2000 كيلومتر.
وفي تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، قال الخبير روفينيتّي، كبير مستشاري مركز أبحاث "Med-Or" التابع لمجموعة "ليوناردو" لصناعات الدفاع والمحلل الجيوسياسي في مجلة "فورميكي" وموقع "ديكود-39"، إن "ليبيا هي أحد الملفات التي يتجلى فيها الارتباط بين الاقتصاد والمسائل الجيوسياسية، ومن ثم فإنه لا يمكننا، عند الحديث عن السياق الاقتصادي الليبي، أن نقلل من أهمية الاتصالات الخارجية".
وشدد روفينيتّي على "ضرورة دعم النسيج الاقتصادي والسياسي والتجاري والصناعي الليبي من خلال مبادرات براقة، مثل تلك التي أطلقها فيديريكو بروتو، مؤسس ريتيليت ميد الشركة الإيطالية الليبية المشتركة بين مجموعة ريتيليت الإيطالية (التي يترأسها بروتو نفسه)، والشركة الليبية القابضة للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات".
وأوضح أن "ريتيليت ميد منغمسة بقوة حالياً في إنجاز مشروع ليبيا الرقمي العظيم الجديد الخاص ببناء شبكة جديدة من الألياف البصرية والبنى التحتية لتكنولوجيا الجيل الخامس، وتأسيس مركز بيانات وطني كبير".
وتجدر الإشارة في هذا الإطار أيضاً، وفقاً للخبير الإيطالي، إلى "التعاون التاريخي بين شركة تيليكوم إيطاليا سباركل وشركة الاتصالات الدولية التابعة للشركة الليبية القابضة للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات في مجال تصنيع الكابلات البحرية والبرية. هذه هي المشروعات– النموذج التي تحتاجها ليبيا، هي بالأحرى مبادرات ذات طابع اقتصادي تصل إلى آفاق بعيدة لمستقبل البلاد".
واستدرك بقوله إنه "على الرغم من أن هذه المبادرات أو المشروعات تتعلق بالتأكيد بأنشطة ذات طابع اقتصادي-استثماري، فإنها بالغة الأهمية بالنسبة لليبيين بالنظر إلى كونها ثمرة روابط مهمة وحاسمة في قلب حوض البحر المتوسط".
ورأى أن "أوضاع التوتر التي تشهدها ليبيا حالياً من الممكن أن تتسبب في إحباط الجهود المبذولة حتى الآن. أتحدث هنا عن المخاطر الجلية التي من الممكن أن يفرزها الصدام السياسي، ويكفينا في هذا المقام الإشارة إلى النبرة الغليظة التي هاجم بها نائب رئيس الوزراء الممثل لإقليم برقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية لـ"فشله" في إدارة "الاختلافات السياسية في البلاد"".
وتوقع أن "تكون أول آثار هذا الصدام، إغلاقا جديدا لحقول النفط، بما لذلك من تداعيات مدمرة على الاقتصاد الليبي برمته"، مضيفاً: "من أجل ذلك أكرر ما سبق وأعلنته منذ أشهر، وقلبي يخفق على مصير أشقائي وأصدقائي الليبيين، إن الانتخابات التي حددت تاريخها الأمم المتحدة يوم 24 ديسمبر/كانون أول ضرورة لا يمكن التغاضي عنها من أجل إنجاز مرحلة ترسيخ الاستقرار الجارية حالياً، ومساعدة المواطنين الليبيين على استعادة الرخاء الاقتصادي لبلادهم".