ازدادت صعوبة وصول البنزين إلى الشمال السوري، الأمر الذي فاقم معيشة المواطنين الذين يعانون من العديد من المشاكل، بداية من موجات الغلاء المتتالية وصولاً إلى شح السلع الضرورية والوقود.
وبرر المسؤولون الأزمة بتوقف عملية توريد الوقود إلى الشمال السوري نتيجة لعملية تبديل البواخر في ميناء الدولة المصدرة وهو ما أخر وصول دفعات البنزين.
بصعوبة بالغة يجر الحاج عبد اللطيف اليوسف، دراجته النارية نحو أقرب بسطة لبيع المحروقات.
يقول اليوسف لـ"العربي الجديد" إن البنزين نفد منه وإمكانية العثور على المادة في البسطات أكبر من الكازيات (محطات الوقود)، التي عانت شحاً في مادة البنزين خلال اليومين الماضيين نتيجة احتكار بعض أصحاب البسطات للسلعة مع سماعهم بلحظة انقطاع البنزين أو قلته في الأسواق.
سباق نحو المحطات
يضيف اليوسف: "تشهد أسواق إدلب شحاً في مادة البنزين منذ يومين ومع توارد الأنباء عن انقطاع البنزين تسابق الأهالي نحو المحطات التي شهدت أزمة لساعات محدودة قبل أن يعلن غالبها انتهاء الكمية الموجودة لديها".
ويتابع: "أنا على يقين بأنني سأدفع سعراً زائداً عن السعر الطبيعي، لكن المهم الآن العثور على بنزين لدراجتي التي لا يمكنني الاستغناء عنها، وأقضي غالب أعمالي اليومية عليها".
وتشكل الدراجة النارية وسيلة النقل الأكثر انتشاراً في الشمال السوري، ويتأثر عملها فوراً بانقطاع المادة لأن غالب أصحاب الدراجات من ذوي الدخل المحدود الذين يملؤون خزانات دراجاتهم بكميات قليلة لا تتجاوز اللترين.
معاناة أصحاب السيارات
يعاني أصحاب السيارات من الأزمة أيضاً لكن بشكل أقل نتيجة الانتشار الأكبر للسيارات التي تعمل على الديزل، إلا أن أصحاب السيارات التي تعمل على البنزين كان لهم نصيب من الأزمة.
يقول عوض الحاج يوسف وهو سائق تاكسي لـ"العربي الجديد" إن غالب السائقين يملؤون خزاناتهم بكميات قليلة يوماً بيوم بحسب المبالغ المادية المتوفرة لديهم من العمل، ومن المستحيل أن يتمكن صاحب تاكسي من ملء الخزان كاملاً إذ يحتاج لمبلغ يتراوح بين 60 -70 دولاراً وهو أمر صعب التحقق.
برر المسؤولون الأزمة بتوقف عملية توريد الوقود إلى الشمال السوري نتيجة لعملية تبديل البواخر في ميناء الدولة المصدرة
يضيف يوسف: "أستهلك يومياً ما بين خمسة وسبعة ليترات بنزين وفي الغالب أشتري الوقود في الصباح قبل الانطلاق للعمل أو في آخر ساعات الليل، ما يعني أن أي انقطاع للمادة سيدفعني لركن السيارة أمام المنزل والجلوس دون عمل، وآمل ألا تطول الأزمة".
تبديل البواخر
من جانبه، يقول مسؤول العلاقات في مديرية المشتقات النفطية في إدلب، أحمد سليمان، لـ"العربي الجديد" إن سبب قلة البنزين المتوفر في الأسواق يعود لتوقف عملية توريد المحروقات للشمال السوري نتيجة لعملية تبديل البواخر في ميناء الدولة المصدرة وهو ما أخر وصول دفعات البنزين، والكميات الموجود اليوم في الأسواق هي من الاحتياطيات التي تطرحها المديرية بنسب متفاوتة لاستمرار توفر المادة في الأسواق.
وأضاف مسؤول العلاقات في مديرية المشتقات النفطية إن المديرية فرضت من ضمن شروط ترخيص الشركات النفطية تخصيص خزانات محددة للمخزون الاحتياطي لاستعماله في أوقات الأزمات كالتي نمر بها اليوم ريثما تُحل المشكلة ويستأنف توريد المحروقات خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكانت المنطقة قد تعرضت لأزمة محروقات خانقة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي استمرت لأكثر من شهر ألقت بظلالها على عمل آلاف الأهالي وأجبرتهم على دفع أجور إضافية أثناء تنقلاتهم أو أثناء شراء المحروقات من السوق السوداء بهدف استمرار ذهابهم إلى أعمالهم.