توقعات متضاربة للاقتصاديين في أميركا.. ويلين تتوقع "هبوطاً آمناً"

سادت حالة من الانقسام بين الاقتصاديين بسبب تباين توقعاتهم للاقتصاد الأمريكي، في ظل استمرار معدلات التضخم المرتفعة، والنمو القوي للوظائف.
وأصدرت الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال NABE، اليوم الإثنين، نسخة فبراير/شباط 2023 من التوقعات الاقتصادية، والتي عرضت فيها مجموعة واسعة من آراء الاقتصاديين تجاه النمو والتضخم والركود المحتمل في الولايات المتحدة هذا العام.
واعتبرت جوليا كورونادو، رئيسة ومؤسسة الرابطة أن هناك الكثير من التوقعات المتباينة، حيث ظهر التفاوت الشديد في توقعات الاقتصاديين لمعدل النمو المتوقع للاقتصاد الأميركي، خلال السنة المالية 2023، المنتهية في سبتمبر/أيلول القادم، ففي حين كان المتوسط انكماشاً بنسبة 0.3%، تراوحت الآراء بين انكماش بنسبة 1.3%، ونمو بنسة 1.9%.

ورأى أغلب المصوتين أن الاقتصاد الأمريكي سيشهد ركودًا في عام 2023، حيث يعتقد 58% ممن شاركوا في المسح أن احتمالية الركود في الإثني عشر شهرًا القادمة تتجاوز 50%.

وانقسمت آراء المشاركين حول موعد بدء الركود، بعد تغيرها عما كانت عليه في استطلاع ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث توقع 52% من المشاركين أن يبدأ الركود في الربع الأول من عام 2023. وفي المسح الأخير، توقع 28% فقط أن يبدأ الركود في شهر فبراير/شباط الماضي، بينما توقع 33% أن يبدأ الركود في الربع الثاني، و21% في الربع الثالث، و9% في الربع الرابع، أو بعد نهاية 2023.

 

وتشير مجمل التوقعات السابقة إلى ارتفاع معدل البطالة من 3.5% في الربع الأول من عام 2023 إلى 4.4% في الربع الأول من عام 2024، ثم إلى متوسط 4.3% للعام المقبل بأكمله.

وتعتقد أغلبية قوية من 77% من المستطلع رأيهم أن يبلغ معدل البطالة ذروته عند 4.9% أو أقل في الأشهر الإثنى عشر المقبلة، بينما يعتقد 23% أنه سيبلغ ذروته عند 5% أو يزيد.

وتوقع المشاركون في المسح أيضًا أن يظل التضخم أعلى من المعدل المستهدف للبنك الفيدرالي، البالغ 2%، على الرغم من وجود توقعات سابقة بتباطؤ التضخم اعتبارًا من الربع الرابع لعام 2023 وحتى عام 2024، وبأن عملية التباطؤ ستكون كبيرة مقارنة بالفترة المماثلة المنتهية في الربع الرابع من 2022، والتي سجل معدل التضخم فيها نسبة 7.1%.

وتوقع الاقتصاديون الذين تحدثت عنهم NABE زيادة معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 4.875% في نهاية العام 2023، بدلًا مما نشر في مسح ديسمبر والذي قدر ها عند 4.625% في نهاية العام.

ورأى الاقتصاديون البنك الفيدرالي مخفضاً لأسعار الفائدة في نهاية هذا العام تقريبًا، حيث توقع 33% منهم أن تبدأ التخفيضات في الربع الرابع من عام 2023، بينما رأى 33% آخرون التخفيض في الربع الأول من عام 2024، وتوقع 7% فقط قدوم التخفيضات قبل الربع الرابع من عام 2023، وينتظر 26% وصول الخفض الأول خلال الربع الثاني من عام 2024، أو بعد ذلك.

وتزامن نشر نتائج المسح مع إعلان وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، توقعها اقتراب تحقيق الهبوط الآمن للاقتصاد الأميركي، أي الخروج من حالة الانتعاش دون دخول الاقتصاد في ركود، رغم بقاء التضخم عند مستوياته المرتفعة.

وخلال مقابلة حصرية مع قناة سي أن أن الإخبارية، قالت يلين إن جهود مجلس الاحتياط الفيدرالي حتى الآن لخفض التضخم، مع الحفاظ على سوق عمل قوي، تبدو قابلة للتحقيق.

وأضافت يلين، التي قادت بنك الاحتياط الفيدرالي خلال الفترة من  2014 إلى 2018: "أود أن أقول إن الأمور تبدو على ما يرام حتى الآن".

وتابعت: "من الواضح أن هناك مخاطر، والوضع العالمي الذي نواجهه غير مؤكد للغاية، ويمكن أن تكون هناك صدمات منه، ولكن بشكل عام إذا نظرت إلى العام الماضي، فقد كان التضخم في انخفاض".

وأكدت يلين أنها على ثقة من "مواصلة البنك الفيدرالي محاولات خفض التضخم إلى مستويات طبيعية أكثر، وأعتقد أنهم سينجحون في ذلك".