توقعات تركية بتراجع روسيا عن قرار تعليق المشاركة في اتفاق الحبوب

01 نوفمبر 2022
أنقرة مصممة على ثني موسكو عن قرار تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب (فرانس برس)
+ الخط -

شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، على "ضرورة إبقاء مبادرة شحن الحبوب منفصلة عن ظروف الصراع" في أوكرانيا، مؤكداً، في اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، ووزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، على أنّ "المبادرة هي نشاط إنساني بحت، ويجب أن تبقى منفصلة عن ظروف الصراع".

وأضاف الوزير التركي، اليوم الثلاثاء، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، نقلته وكالة "الأناضول"، أنه "حتى الآن، تم شحن ما يقرب من 10 ملايين طن من الحبوب بأمان إلى البلدان المحتاجة، وتم تقديم مساهمة كبيرة في حل أزمة الغذاء العالمية".

وأشار أكار إلى الأهمية الكبرى لاستمرار مبادرة شحن الحبوب التي ساهمت بشكل كبير في حل أزمة الغذاء العالمية وأظهرت إمكانية حل المشاكل من خلال التعاون والحوار، مذكراً بأنّ "ممر البحر الأسود أسرع بكثير وأكثر ملاءمة لنقل الحبوب من الطريق البري".

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إنّ روسيا لم تعلن أو تنهِ وقف المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب "بل تم تعليق الاتفاقية" بسبب المخاطر على الأسطول الروسي بالبحر الأسود و"استخدام أوكرانيا ممر مبادرة الحبوب لخوض أعمال قتالية".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الإثنين، تعليق حركة السفن عبر الممر الآمن المحدد بموجب مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب.

وكانت روسيا قد أعلنت، مساء السبت الماضي، تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب مع أوكرانيا، على خلفية استهداف أسطولها في البحر الأسود.

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.

اتصالات تركية

وكشفت مصادر من حزب العدالة والتنمية الحاكم، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، نجاح ما وصفته بـ"تصميم أنقرة على ثني موسكو عن قرار التعليق"، وتلقي أكار "وعداً من نظيره الروسي (سيرغي شويغو)" بالعودة عن قرار التعليق، وبدء تصدير نصف مليون طن من القمح، بشرط عدم تهديد أسطول موسكو البحري، وعدم استخدام الممر البحري لأغراض عسكرية.

وأشارت المصادر إلى أنّ تركيا "نجحت في إقناع روسيا" بعد التأكيد على "الفخ" الذي نصبته بعض الدول لتحميل موسكو مسؤولية غلاء الأسعار والجوع بالعالم، متوقعة إعلان روسيا إلغاء قرار التعليق، بعد تعهد تركيا والأمم المتحدة بسلامة أسطولها وعدم استخدام ممر تصدير الحبوب لأغراض عسكرية.

وقال مركز التنسيق المشترك بقيادة الأمم المتحدة، في بيان، إنّ ثلاث سفن غادرت الموانئ الأوكرانية، ظهر اليوم الثلاثاء، بموجب اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وذلك في اليوم الثاني من الإبحار بعدما علقت روسيا مشاركتها في المبادرة.

وجاء في البيان أنّ تحركات السفن اتفقت عليها وفود من أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في المركز، ومقره إسطنبول، وتمت إحاطة الوفد الروسي علماً بذلك.

وأفاد البيان بأنّ منسق الأمم المتحدة بشأن مبادرة الحبوب أمير عبد الله، يواصل المناقشات مع كل الدول الأعضاء الثلاث، في محاولة لاستئناف مشاركتها بالكامل في المركز الذي يُشرف على المرور الآمن للسفن.

وأكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، أنّ سفن الحبوب التي تنتظر التفتيش في مضيق البوسفور إثر تعليق روسيا العمل باتفاق الحبوب "تشكل خطراً ملاحياً".

وشدد سينيرلي أوغلو، أمس الإثنين، على ضرورة مواصلة العمل بمبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود، مبيّناً أنها "مبادرة ناجحة"، لافتاً إلى وجود 97 سفينة محملة بالحبوب حول إسطنبول حالياً، تنتظر التفتيش، و15 سفينة أخرى في طريقها إلى المياه الإقليمية لتركيا، مؤكداً أنّ بلاده تعمل مع الأمم المتحدة من أجل تمكين السفن المتوقفة من التحرك ومواصلة مسارها.

المساهمون