استمع إلى الملخص
- تراجعت المساحة المزروعة بالحبوب بنسبة 33%، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة 43% مقارنة بالموسم السابق، وهو أقل بكثير من توقعات الحكومة للنمو الاقتصادي.
- يسعى المغرب إلى معالجة نقص الأمطار من خلال السقي التكميلي، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على توفر المياه، خاصة مع تراجع مخزون السدود.
يرتفع منسوب القلق في أوساط مزارعي المغرب مع قرب بداية الموسم، إذ يفترض فيه الشروع في إعداد الأرض وتحضير البذور، بينما يستحضرون سنوات الجفاف التي أثرت سلباً في المحاصيل. فالقلق الذي ينتاب المزارعين عكسته تساؤلات في المؤتمر الصحافي الذي أعقب جلسة الحكومة يوم الخميس الفائت، حيث ذكر الناطق الرسمي باسمها مصطفى بايتاس أن الجفاف أثر في الإنتاج وفرص العمل بالأرياف ومساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي.
وفي هذا الصدد، يؤكد لـ"العربي الجديد" محمد الإبراهيمي، نائب رئيس جمعية مكثري البذور، أن المتساقطات المطرية المأمولة في الشهر الجاري ستكون حاسمة في إقبال المزارعين على الحرث، بخاصة في ظل غلاء تكاليف الإنتاج، موضحاً أنه رغم انخفاض أسعار بذور القمح من 42 إلى 39 دولاراً في الفترة الأخيرة، فإن كلفة الأسمدة الآزوتية والسولار مرتفعة، ومشيراً إلى أن الاتجاه لم يتضح بعد بشأن نيات شركات التأمين التي قد تتخلف عن تغطية المخاطر في ظل توالي سنوات الجفاف.
ويخشى مزارعون من عودة سيناريو الموسم الزراعي الماضي، الذي اتسمت انطلاقته، بحسب المندوبية السامية للتخطيط، بظروف مناخية صعبة، نتيجة تأخر التساقطات المطرية وعدم انتظام توزيعها الجغرافي مصحوباً بمستويات مرتفعة لدرجات الحرارة مقارنة بتلك المعتادة موسمياً. ويستحضر المزارعون مع بداية الموسم الجديد، ما حدث في الموسم المنصرم، حيث لم تسعفهم التساقطات المطرية في الإقبال على الحرب والزرع في فصل الخريف، خاصة في ظل غلاء مدخلات الإنتاج.
وتسبب ضعف التساقطات المطرية، في خفض المساحة المزروعة بالحبوب بنسبة 33%، لتستقر على 2.5 مليون هكتار في الموسم الحالي، مقابل 3.7 ملايين هكتار في الموسم الماضي. وأدى ذلك إلى تراجع إنتاج الحبوب في الموسم الحالي بنسبة 43% مقارنة بالموسم السابق، ليصل إلى 3.11 ملايين طن، وهو محصول دون توقعات الحكومة التي بنت توقعات النمو الاقتصادي على أساس محصول في حدود 7.5 ملايين.
هذا ويتطلع المغرب لمعالجة مشكلة ضعف المتساقطات المطرية التي تراجعت في الموسم الأخيرة 50%، بما لذلك من تأثير سلبي في محصول الحبوب، عبر اللجوء إلى السقي التكميلي للأراضي الفلاحية الموجهة للحبوب. غير أن توفير مياه السقي يبقى مرهوناً بمنسوب الأمطار، بخاصة في ظل تراجع مخزون السدود التي جرت العادة على أن تسعف المغرب في المناطق التي تنتج الأراضي فيها محاصيل مهمة رغم محدوديتها.
وبعد انكماش القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 6.9% في العام الحالي تحت تأثير انخفاض حاد في محصول الحبوب، من المتوقع أن ترتفع تلك القيمة 8.6% العام المقبل.