استمع إلى الملخص
- تعود أزمة الإسكان إلى نقص بناء المنازل بعد الركود الكبير، مما أدى إلى عجز يقدر بـ 4.5 ملايين منزل. تواجه الحكومة الفيدرالية قيودًا في معالجة العجز بسبب قوانين تقسيم المناطق المحلية.
- تواجه خطط استخدام الأراضي الفيدرالية للبناء تحديات، حيث أن العديد منها غير مناسب للتنمية أو لها استخدامات أخرى مهمة. ومع ذلك، يمكن للبناء في المناطق النائية تخفيف ضغط السكن في المدن.
من بين المهام الأكثر إلحاحًا التي تواجه دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض، الاستجابة لدعوات معالجة أزمة توافر مساكن والقدرة على تحمل تكاليفها في البلاد. مشترو مساكن من ذوي الدخل المنخفض باتوا تقريباً محرومين من سوق الإسكان، ومن فرصة بناء الثروة وسداد دفعة أولى لتحقيق حلمهم الأميركي، وذلك وفق تقرير بوكالة بلومبيرغ أمس الخميس.
وعرضت حملة ترامب العديد من السياسات لمعالجة المشكلة، لكن المحور الرئيسي كان فكرة فتح الأراضي العامة الخاضعة للسيطرة الفيدرالية لبناء مساكن كافية. ويقول التقرير إنها فكرة جذابة بشكل خاص لأنها يمكن أن تتجنب الروتين المحلي، وتحظى بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ولكن إذا كان لها أن تنجح، فيجب أن تكون الخطة موجهة نحو تحويل قطع أصغر من الأراضي داخل المناطق الحضرية وعلى أطرافها.
وتوضح البيانات الأميركية وفق "بلومبيرغ"، أن أزمة الإسكان الحالية في البلاد تنبع من نقص بناء المنازل في أعقاب الركود الكبير قبل أكثر من عقد من الزمن؛ إذ إن بناء المنازل لم يلب الطلب المتزايد من السكان. ونتيجة لذلك، تعاني الولايات المتحدة من نقص بنحو 4.5 ملايين منزل، وفقا لشركة "زيلو".
وأظهرت الدراسات الاستقصائية التي نشرت العام الماضي أن أكثر من نصف مشتري المنازل المحتملين لم يتمكنوا من اتخاذ هذه الخطوة. كما أن سلطة الحكومة الفيدرالية لمعالجة هذا العجز في الإسكان محدودة إلى حد ما. وتملي قوانين ولوائح تقسيم المناطق المحلية في الغالب التصاريح والبناء.
ووفق التقرير، تشكل البيروقراطية عقبات هائلة في أزمة الإسكان. وشجعت هذه الحواجز حملتي ترامب وكامالا هاريس على اقتراح استخدام الممتلكات الفيدرالية لبناء المنازل.
ووعد ترامب بخفض اللوائح وإنشاء مناطق منخفضة الضرائب على الأراضي الفيدرالية. كما طرح خبراء أيضًا فكرة إنشاء سلسلة من "مدن الحرية" من الصفر حيث يمكن نشر التكنولوجيا الجديدة. ودعا معسكر هاريس إلى بيع الأراضي الفيدرالية بسعر رخيص للحكومات المحلية والمطورين.
وترى "بلومبيرغ" أن المشكلة تكمن في أن العديد من الأراضي الفيدرالية ليست جذابة للتنمية، أو لها استخدامات مهمة أخرى، بما في ذلك الترفيه في الهواء الطلق، والحفاظ على الحيوانات البرية والغابات، فضلاً عن رعي الماشية واستخراج المعادن والطاقة. وأن معظم التضاريس وعرة للغاية بحيث لا يمكن البناء عليها أو بعيدة جدًا عن الأماكن التي يرغب الناس في العيش فيها.
وينطبق هذا بشكل خاص على المساحات الشاسعة من الأراضي القاحلة في الغرب، حيث تقع معظم الأراضي الفيدرالية. وقد طرح العديد من المطورين نقطة مماثلة، إذ تتمثل مشكلة الإسكان الرئيسية في أن المنازل ذات الأسعار المعقولة غير متوفرة في الأماكن الأكثر جاذبية للعيش، والتي عادة ما تكون مدناً ديناميكية. وبطبيعة الحال، فإن البناء في المناطق النائية يمكن أن يساعد في تخفيف ضغط السكن في أماكن أخرى. ومن الجدير بالذكر أنه بعد جائحة كوفيد-19، فر العديد من العاملين عن بعد من المدن إلى المناطق الريفية حيث تكثر فرص الترفيه.