تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية بنسب محدودة عشية بدء اجتماعات مجلس الاحتياط الفيدرالي، المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء، والتي ينتظر الإعلان في نهايتها عن رفع الفائدة ربع النقطة المئوية، لتبقى الأسواق في انتظار كلمات جيروم باول، رئيس البنك، بعدها، أملاً في استيضاح صورة تحركات الفائدة خلال الفترة القادمة.
وفي تعاملات يوم الإثنين، فقد مؤشر داو جونز الصناعي 0.14% من قيمته، وخسر مؤشر إس آند بي 500 نحو 0.04%، بينما تراجع مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتغيرات معدل الفائدة وأرباح شركات التكنولوجيا، أقل من ثمن النقطة المئوية.
وخلال تعاملات أول أيام أسبوع تنتظره الأسواق منذ أكثر من شهر، ارتفعت أسهم بنك "جيه بي مورغان تشيس"، أكبر البنوك الأميركية من حيث حجم الأصول، بنسبة 2.1%، بعدما تم إعلانه فائزاً بمزاد عطلة نهاية الأسبوع لشراء بنك "فيرست ريببليك" المتعثر.
واستحوذ البنك العملاق على جميع ودائع المُقرض الصغير و"نسبة كبيرة من أصوله"، وهو ما يعني إضافة جديدة لأصول البنك، تبتعد به عن أقرب المنافسين، على رأس قائمة أكبر البنوك الأميركية.
وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، إن الصفقة تخفف الكثير من التداعيات الموجودة حالياً في القطاع المصرفي، والتي بدأت في أعقاب الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي، في مارس/آذار.
وأضاف في مقابلة افتراضية مع حاملي أسهم البنك أن "هذا الجزء من الأزمة انتهى".
بدوره، أشار الرئيس التنفيذي لشركة Infrastructure Capital Managment جاي هاتفيلد إلى أن صفقة الاستحواذ اليوم يمكن أن تهدئ سوق أسهم البنوك الإقليمية، التي شهدت تحركات عنيفة على مدار أكثر من شهر.
إلا أنه أضاف "أزمة سقف الدين تلوح في الأفق، لذا سأكون مندهشًا إذا لم يكن لدينا بعض البنوك الأخرى التي تتعرض للهجوم، لا سيما مع رفع البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة".
وفي هذا السياق، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الاثنين، من أن الولايات المتحدة قد تتخلف عن الالتزام بفواتيرها المالية في أول يونيو/حزيران القادم، إذا لم يوافق الكونغرس بغرفتيه على تمرير مشروع قانون لرفع سقف الدين.
وتراجع صندوق الاستثمار القابل للتداول الخاص بأسهم البنوك الإقليمية، يوم الاثنين، بأكثر من 2%، متأثراً بتراجع أسهم بنك زيون 3.7%، وأسهم بنك باك ويست 10.6%.
وبالتزامن مع ذلك، كان كل شيء هادئاً على الضفة الشرقية من المحيط الأطلسي، حيث تعطلت الأسواق في مناسبة اليوم العالمي للعمال (عيد العمال)، والذي حفل باحتجاجات عمالية في العديد من البلدان الأوروبية، كانت أقواها في فرنسا.
وعلى نحو متصل، انخفضت أسعار النفط دولارا للبرميل، اليوم الاثنين، بعد بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين، ووسط توقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية مجددا، وهو ما محا أثر تخفيضات مجموعة أوبك+ للإنتاج التي تدخل حيز التنفيذ هذا الشهر.
وانخفض خام برنت 1.02 دولار، أو 1.3%، ليبلغ 78.45 دولارا للبرميل عند التسوية، بينما هبط خام غرب تكساس الأميركي 1.12 دولار، أو 1.5%، وصولاً إلى 75.66 دولارا للبرميل.
وأظهرت بيانات أمس الأحد تراجعا مفاجئا في نشاط قطاع الصناعات التحويلية الصيني في إبريل/نيسان، ليسجل مؤشر مديري المشتريات بالقطاع أول انكماش منذ ديسمبر/كانون الأول.
وقال بيرت مكنالي، المحلل لدى "ثيرد بريدج"، لرويترز: "تعتمد السوق بدرجة كبيرة على ما يحدث في الصين، وجاءت البيانات الأحدث من قطاع الصناعات التحويلية مخيبة للآمال".