بعد طي صفحة محكامة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يبرز جو بايدن نفسه إلى وسط الساحة الوطنية مساء الثلاثاء، أثناء لقاء متلفز من ويسكونسن يتوجه فيه مباشرة إلى الأمة لحشد التأييد لخطة إنقاذ اقتصادي بقيمة 1.9 تريليون دولار.
من مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن، سيجيب الرئيس الأميركي عن أسئلة الأميركيين عبر محطة "سي إن إن" أثناء لقاء عام مخصص لتفسير سبب اتخاذه قرار المضي قدماً "بسرعة" لمواجهة الأضرار الناجمة عن كوفيد-19، بدون انتظار موافقة الكونغرس.
بعد سلسلة مراسيم كانت مفاعيلها رمزية غالبا وتهدف إلى إظهار نهج يختلف تماما عن عهد ترامب، يدرك بايدن أن ما سيقوله في هذا الملف مرتقب جداً.
وسيتوجّه الخميس إلى ميشيغن لزيارة مصنع تابع لشركة فايزر التي تنتج لقاحات. وأظهر صباح الثلاثاء رغبته في أن يجعل من الوباء أولويته المطلقة، أكثر من أي وقت مضى.
أضاف: "قبل أن أتسلم مهامي، كنت قد أعلنتُ هدف تطعيم مائة مليون شخص في الأيام المائة الأولى (للحملة). مع التقدم الذي نحققه، أعتقد أننا لن نبلغ (هذا الهدف) فحسب بل سنتجاوزه".
وفي حين يمكنه التباهي بأنه ضبط الاستجابة الفيدرالية للأزمة الصحية، إلا أن عدداً كبيراً من الخبراء أكدوا منذ بداية حملة التلقيح أن هدفه الأولي غير طموح وسيكون بالإمكان تحقيقه قبل الموعد المعلن بكثير.
بحسب المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها، تمّ حقن نحو 52 مليون جرعة وباتت وتيرة التلقيح اليومية 1.6 مليون جرعة.
ترامب الكتوم
والولايات المتحدة هي أكثر الدولة تضرراً جراء الوباء مع أكثر من 485 ألف وفاة. لكن منذ أن بلغت الذروة في 8 يناير/ كانون الثاني، تسجّل منحنيات الإصابات بالمرض والحالات الاستشفائية والوفيات، تراجعاً ملحوظاً ومستمراً.
وبعدما أكد بايدن في وقت سابق أنه يسعى للحصول على دعم الجمهوريين في الكونغرس، تخلى عن ذلك بحكم الأمر الواقع، مسلطاً الضوء على "ألم" الأميركيين الذين ينتظرون "مساعدة حكومتهم".
وينبغي على الديموقراطيين الذين باتوا يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ المضي قدماً بسرعة ما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالصورة التي يعكسها بايدن بأنه قادر على تجاوز انقسامات واشنطن وتوحيد البلاد.
أما الجمهوريون فيعتبرون أن المبلغ الذي يدافع عنه البيت الأبيض كبير جداً وينددون ببعض التدابير في هذا المشروع. ولا يحظى حجم الخطة بإجماع أيضاً في المعسكر الديموقراطي.
وحذّر لاري سامرز، وزير الخزانة في عهد بيل كلينتون والمستشار الاقتصادي الرئيسي لباراك أوباما، من أن خطة بايدن رغم أنها "طموحة بشكل مثير للإعجاب" إلا أنها ليست خالية من المخاطر وقد تؤدي إلى "ضغوط تضخمية غير مسبوقة منذ فترة طويلة".
ويتوخى ترامب التكتم النسبي أثناء إقامته في منتجع مارالاغو الذي يملكه في ولاية فلوريدا.
فبعد تبرئته في مجلس الشيوخ الذي كان يحاكمه لدوره في أعمال العنف التي جرت في 6 يناير/ كانون الثاني في مبنى الكابيتول، اكتفى بإصدار بيان.
وأكد أن "حركة لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" ستزدهر، إلا أنه لم يكشف عن استراتيجيته للأشهر المقبلة. ولم يُعلن عقد أي مؤتمر صحافي للرئيس السابق حتى اليوم.
(فرانس برس)