سجلت أسعار البصل في أسواق التجزئة ارتفاعات قياسية هذا العام بمعدلات تجاوزت 300%، إذ وصل سعر الكيلو في أسواق التجزئة نحو 17 جنيهاً للكيلو، مقابل 4 جنيهات العام الماضي، وفي سوق العبور (أكبر سوق جملة للخضراوات في مصر) بلغ نحو 12 جنيهاً. (الدولار= 30.85 جنيهاً).
وأوضح نقيب الفلاحين حسين أبو صدام لـ"العربي الجديد"، أن هذه الارتفاعات القياسية، تعود إلى تراجع المساحات المزروعة هذا الموسم بنحو 40% بالمقارنة بمساحات الموسم الماضي، بسبب اتجاه الفلاحين إلى زراعات أكثر ربحية، بعد تعرضهم لخسائر الموسم الماضي، إذ وصل سعر البصل على أرض المزرعة 1.5 جنيه.
وأشار في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى ارتفاع معدلات تصدير البصل هذا العام بشكل ملموس، بعد تراجع إنتاج الدول المنافسة للمنتج المصري كالهند وباكستان، بسبب التغيرات المناخية، وهو ما أدى تناقص المعروض في السوق المحلي.
وأفاد بأن التجار هم الأكثر تربحاً من ارتفاع الأسعار وليس المزارعون، إذ إنهم اشتروا البصل من المزارعين في بداية الموسم بسعر 4.5 جنيهات للكيلو، في حين تخطى العشرة جنيهات في أسواق الجملة.
وعزا المهندس أيمن الشافعي، وهو صاحب إحدى شركات التصدير، الأسباب إلى ارتفاع الطلب على البصل المصري في الأسواق الخارجية، سواء الأوروبية أو الخليجية بمعدلات وصلت 70% بالمقارنة بالنسب نفسها خلال الموسم الماضي، نتيجة التغيرات المناخية التي ضربت الدول المنافسة لصادرات البصل المصري، إضافة إلى تميز مذاق البصل المصري عن نظيره من منتجات الدول الأخرى، وهو ما أدى في النهاية إلى تراجع المعروض في السوق المحلي مقابل الطلب.
وأشار في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك سبباً آخر أدى إلى انخفاض المعروض، نتيجة تراجع المساحات المزروعة هذا الموسم، بعد تحول عدد من المزارعين إلى زراعات أخرى، عقب الخسائر التي تكبدوها العام الماضي إثر تراجع الأسعار، متوقعاً المزيد من ارتفاع الأسعار خلال الأيام المقبلة.
ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة المصرية فقد احتل البصل المرتبة الثالثة في قائمة صادرات الحاصلات الزراعية خلال عام 2022 بنحو 578 ألف طن، فيما تصدر البرتقال القائمة بـ1.8 مليون طن، ثم البطاطس بـ871 ألف طن.