يعيش ميناء عدن حالة من الشلل شبه التام، بعد توقف أنشطته لليوم السابع على التوالي، أمس السبت، جراء الاعتصامات التي نفذها عسكريون متقاعدون أمام بوابة محطة الحاويات، للمطالبة بمستحقات مالية متأخرة من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وبالتزامن، تسبب إغلاق المعتصمين بوابات ميناء الزيت ومنع خروج ناقلات الوقود بأزمة وقود حادة ضربت العاصمة المؤقتة لليمن، وبدأت تمتد إلى محافظات أخرى خاضعة للحكومة الشرعية التي تعتمد على الميناء الاستراتيجي الواقع جنوبي البلاد كشريان رئيسي لوصول الإمدادات النفطية.
كذلك باتت محطة حاويات ميناء عدن مهددة بالتوقف الكلي، بعد تكدس مئات الحاويات التي تم منع خروجها إلى التجار بعد تفريغها من السفن، وهو ما يهدد بتوقف أنشطة الميناء بشكل كامل جراء نفاد السعة التخزينية.
وحذرت اللجنة العمالية لمحطة حاويات ميناء عدن من توقف أنشطة الميناء، وقالت في بيان صحافي، حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إن الخطر بات وشيكاً، ويهدد قوت المواطنين بالمقام الأول، وسمعة ميناء عدن بدرجة ثانية.
وفيما أكدت دعمها المطالب المشروعة للمتقاعدين ودعت السلطات للنظر إليها، استنكرت اللجنة العمالية في ميناء عدن في الوقت ذاته "الطريقة التي اختارها العسكريون في تنفيذ اعتصامهم من خلال توقيف نشاط الميناء".
وقال البيان "نحن مع مطالب آبائنا المتقاعدين، ولكننا لسنا مع خيار تجويع شعب يعاني الحرب والفقر، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
ويعد ميناء عدن المنفذ البحري الرئيسي الخاضع للحكومة الشرعية جنوب البلاد، بعد توقف أنشطة ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين، وفي حال استمرار أزمة الاعتصامات لأيام قادمة فإن غالبية المدن اليمنية ستكون مهددة بشحة إيرادات الوقود والمواد الغذائية والأدوية.
وبدأت أزمة إغلاق ميناء الزيت تنعكس بالفعل على الأرض، وذلك بانعدام المشتقات النفطية في العاصمة عدن ومحافظات لحج والضالع وتعز، وسط مخاوف من أزمة مماثلة بالغذاء، جراء توقف الحركة بمحطة حاويات ميناء عدن.
وقال سكان لـ"العربي الجديد" إن سعر جالون البنزين سعة عشرين لتراً ارتفع في السوق السوداء بعدن، مساء الجمعة، إلى 25 ألف ريال (حوالي 32 دولاراً)، بعد منع خروج شاحنات النفط من ميناء الزيت إلى المحطات الحكومية والخاصة منذ الأحد الماضي.
وفي تعز، أكبر محافظات اليمن سكاناً، أكد شهود عيان أن طوابير طويلة بدأت تظهر أمام محطات البنزين التي كانت تحتفظ ببعض المخزون لديها، مع تزايد حالة الهلع من امتداد الأزمة إلى المدينة التي تتلقى إمداداتها من ميناء عدن فقط.
وأشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إلى أن عشرات المحطات في مدينة تعز أغلقت أبوابها بعد ذلك بشكل مفاجئ مع ارتفاع أسعار البنزين في السوق السوداء إلى رقم مشابه للمتداول بمدينة عدن.