الوكالة الدولية للطاقة: العالم يتجه نحو عصر الكهرباء بعد ذروة وشيكة للوقود الأحفوري

16 أكتوبر 2024
الطاقة النظيفة تنمو بوتيرة سريعة، ولاية جوجارات الهندية 15 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توقعت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الوقود الأحفوري سيصل إلى ذروته بحلول نهاية العقد الحالي، مما يعزز الاستثمار في الطاقة النظيفة، مع نمو الكهرباء مدفوعة بالتطورات في السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي.

- فائض إمدادات الوقود الأحفوري قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار، مما يتيح للدول تخصيص موارد أكبر للطاقة النظيفة، رغم التوترات الجيوسياسية التي قد تؤثر على الإمدادات في الأمد القريب.

- من المتوقع أن يُنتَج أكثر من نصف الكهرباء من مصادر منخفضة الانبعاثات قبل 2030، مع استثمارات سنوية تصل إلى تريليوني دولار، وسط تحديات جيوسياسية تدعو لتسريع الانتقال إلى تقنيات أنظف.

قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، إنّ العالم على وشك الدخول في "عصر الكهرباء" عقب وصول الطلب على الوقود الأحفوري إلى ذروته والمتوقع بحلول نهاية هذا العقد، وهو ما يعني أنّ فائض إمدادات النفط والغاز قد يعزز الاستثمار في الطاقة الخضراء.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول، في بيان مرفق بتقريرها السنوي عن "توقعاتها للطاقة العالمية": "في تاريخ الطاقة، شهدنا عصر الفحم وعصر النفط". وأضاف: "نتحرّك سريعاً الآن للدخول في عصر الكهرباء الذي سيحدد معالم نظام الطاقة العالمي في المستقبل ويعتمد بشكل متزايد على مصادر الطاقة النظيفة". وأكد أنه "من الآن وحتى عام 2035، من المقرر أن تنمو بمعدل أسرع بستة أضعاف، مدفوعة بالسيارات الكهربائية وأجهزة تكييف الهواء والرقائق والذكاء الاصطناعي والمزيد".

وأضاف بيرول: "قد ندخل عالم طاقة مختلفاً تماماً في النصف الثاني من هذا العقد مع احتمال وجود إمدادات أكثر وفرة أو حتى فائضة من النفط والغاز الطبيعي، وهو ما يتوقف على التوترات الجيوسياسية". 

وأشار بيرول إلى أن فائض إمدادات الوقود الأحفوري من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض الأسعار، وقد يمكّن البلدان من تخصيص المزيد من الموارد للطاقة النظيفة، وبالتالي ينقل العالم إلى "عصر الكهرباء"، وأن هناك أيضاً احتمالَ انخفاض الإمدادات في الأمد القريب إذا تسبب الصراع في الشرق الأوسط في اضطراب تدفقات النفط. 

وذكرت الوكالة أنه إذا استمرت السياسات الحكومية الحالية، فمن المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته قبل عام 2030 عند أقل قليلاً من 102 مليون برميل يومياً، ثم يتراجع إلى مستويات عام 2023 عند 99 مليون برميل يومياً بحلول 2035، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الطلب من قطاع النقل مع زيادة استخدام السيارات الكهربائية.

وتوقعت الوكالة، بناء على سيناريو استمرار السياسات الحكومية الحالية، انخفاض أسعار النفط الخام إلى 75 دولاراً للبرميل في عام 2050 من 82 دولاراً في 2023. وفي المقابل، توقعت انخفاض السعر إلى 25 دولاراً للبرميل في عام 2050 إذا اتبعت الحكومات سياسات تتوافق مع هدف خفض انبعاثات قطاع الطاقة إلى الصفر الصافي بحلول ذلك الوقت.

نصف الكهرباء من مصادر منخفضة الانبعاثات

وأعلنت الوكالة في تقريرها أنّ أكثر من نصف الكهرباء في العالم سيُنتَج من مصادر منخفضة الانبعاثات قبل العام 2030، لكن استخدام الطاقة النظيفة "بعيد عن التجانس" في أنحاء العالم. وما زال من المتوقع بأن يبلغ الطلب على النفط والغاز والفحم ذروته بحلول نهاية العقد، ما يؤدي على الأرجح إلى فائض في الوقود الأحفوري، وفق ما ذكرت الوكالة. وأفاد التقرير بأنّ الطاقة النظيفة "تدخل نظام الطاقة بوتيرة غير مسبوقة" مع إضافة 560 غيغاواط من إمكانيات الطاقة المتجددة عام 2023.

وتتدفق استثمارات بنحو تريليوني دولار إلى مشاريع الطاقة النظيفة كل عام، وهو تقريبا ضعف المبلغ الذي يُنفَق على إمدادات الوقود الأحفوري، بحسب الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً. وقالت: "يتوقع أن تولّد المصادر منخفضة الانبعاثات التي باتت تثير اهتمام العديد من الدول، إلى جانب الطاقة النووية، أكثر من نصف الكهرباء في العالم قبل العام 2030". لكن الوكالة أشارت إلى أن استخدام الطاقة النظيفة "بعيد عن التجانس في مختلف وسائل التكنولوجيا والبلدان". 

وأشارت أيضاً إلى زيادة مستوى عدم اليقين وسط احتدام الصراعات في الشرق الأوسط وروسيا المنتجين للنفط والغاز، ومع إجراء انتخابات في دول تمثل نصف الطلب العالمي على الطاقة في عام 2024. وقالت إن مثل هذه الصراعات تسلط الضوء على الضغوط على منظومة الطاقة وضرورة الاستثمار لتسريع الانتقال إلى "تقنيات أنظف وأكثر أماناً". يأتي التقرير قبل شهر على استضافة أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ "كوب 29" في باكو من 11 حتى 22 نوفمبر/ تشرين الثاني.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون