المغرب يمهّد الأجواء للسياح الصينيين بإعادة تشغيل خط جوي مباشر

13 اغسطس 2024
زوجان صينيان أمام مسجد الكتبية في مراكش (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إعادة تشغيل الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وبكين**: ستبدأ الخطوط الملكية المغربية في يناير المقبل بتشغيل خط جوي مباشر بين الدار البيضاء وبكين، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، بعد توقف دام أربع سنوات بسبب جائحة كورونا، بهدف خدمة السياحة الوطنية.

- **خريطة الطريق السياحية لجذب السياح الصينيين**: المغرب يسعى لجذب 750 ألف سائح صيني بحلول 2030، ضمن رؤية تستهدف 26 مليون سائح عالمي، ويدعم ذلك خطة لاقتناء 150 طائرة بحلول 2037.

- **استراتيجية السوق الصيني وتوقعات السياح**: السوق الصيني استراتيجي للمغرب، مع توقع ارتفاع القدرة الشرائية للسياح الصينيين، مما يتطلب تكوين مرشدين ملمين بخصوصياتهم. المغرب أعفى السياح الصينيين من التأشيرة منذ 2016.

يتجه المغرب نحو رفع أهم عائق أمام جذب السياح الصينيين، حيث ستشرع الخطوط الملكية المغربية، اعتباراً من يناير/كانون الثاني المقبل، في إعادة تشغيل خط جوي مباشر بين الدار البيضاء وبكين، بمعدل ثلاث رحلات في الأسبوع، بعد توقف استمر نحو أربع سنوات، بسبب جائحة كورونا، ما سيساهم في خدمة أهداف خريطة الطريق السياحية التي وضعتها المملكة.

وأكد الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، في تصريحات صحافية، أن إعادة تشغيل هذا الخط يراد منها، بشكل خاص، خدمة السياحة الوطنية، مشيراً إلى أن السياح الأجانب قد يشكلون 80% من الحركة الجوية في ذلك الخط.

ويرنو المغرب عبر خريطة الطريق السياحية الجديدة إلى جذب 750 ألف سائح صيني في أفق 2030، وذلك ضمن رؤية تستهدف 26 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم، مقابل 14.5 مليون سائح في العام الماضي. جذب ذلك العدد من السياح الصينين، يدعم رؤية الخطوط الملكية المغربية المملوكة للدولة، التي عبرت عن التوجه نحو اقتناء 150 طائرة في أفق عام 2037.

وأكدت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، خلال مباحثات أجرتها أخيراً مع نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، كوان راو، في يونيو/حزيران الماضي، أهمية الاستثمارات الصينية في قطاع السياحة بالمغرب، خاصة في ظل الأحداث الرياضية المرتقبة، في إشارة إلى تنظيم كأس العالم، بالمشاركة مع البرتغال وإسبانيا في 2030. ودعت الفاعلين الصينيين في القطاع السياحي إلى إدراج المغرب ضمن العروض التي يقترحونها، فيما شدد المسؤول الصيني على احتمال إطلاق خطوط نقل جوي جديدة، لتسهيل السفر بين البلدين.

يأتي التطلع المغربي إلى جذب السياح الصينيين، في ظل مراهنة العديد من البلدان عليهم، حيث أتوا في صدارة السياح في العالم على مستوى الإنفاق في العام الماضي بحوالي 196.5 مليار دولار.

ويرتقب أن يصبح السوق الصيني استراتيجياً بالنسبة للمغرب، خاصة في ظل توقع ارتفاع القدرة الشرائية للسياح المنحدرين من العملاق الآسيوي، ما يدفع العديد من البلدان إلى بلورة خطط تسويقية لجذبهم. ويؤكد المسؤول في قطاع السياحة بالمغرب، عبد اللطيف بنحمو، على ضرورة مراعاة توقعات السياح الصينيين، الذين يميلون أكثر للمنتج السياحي الثقافي، وهو ما تتيحه مدن مثل مراكش وفاس وطنجة. ويرى بنحمو أنه لا يكفي توفير النقل الجوي للربط بين الدار البيضاء وبكين، بل يقتضي الأمر تكوين مرشدين لهم إلمام بخصوصية السياح الصينيين وأذواقهم، على مستوى الترفيه والتغذية.

وكان المغرب قد قرر إعفاء السياح الصينيين من التأشيرة، كي يرتفع عددهم من 43 ألف سائح في 2016 إلى 107 آلاف في 2017، ثم 190 ألفاً في 2018، و200 ألف في 2019، ما شجع على المراهنة على بلوغ نصف مليون سائح في 2022، غير أن ذلك التوقع خاب في سياق الأزمة الصحية العالمية التي أفضت إلى إغلاق الحدود، ما أثر بعد ذلك في عدد السياح الذين زاروا المملكة، حيث تراجع إلى حوالي 28 ألفاً في 2022، قبل أن يرتفع إلى حوالي 59 ألفاً في العام الماضي.

وكان المهنيون في القطاع السياحي قد أكدوا عند التعبير عن التطلع إلى جذب نصف مليون سائح، أن بلوغ ذلك العدد لن يتأتى سوى عبر إطلاق خط جوي مباشر بين المغرب والصين، واستثمار القنوات الرقمية في التعريف بالمنتج السياحي المغربي.

واستجابت الخطوط الملكية المغربية في يناير 2020 لانتظارات المهنيين، حيث أطلقت خطاً جوياً بين الدار البيضاء وبكين، عبر تنظيم ثلاث رحلات مباشرة أسبوعية، ما كان من شأنه أن يساعد في نقل السياح الصينيين القاصدين المملكة. لكن جائحة كورونا تسببت في توقف هذا الخط.