ارتفع النفط للجلسة الرابعة على التوالي، اليوم الأربعاء، إذ تجاهلت السوق تقريراً بالقطاع أظهر أنّ مخزونات الخام الأميركية ارتفعت أكثر من المتوقع، ليتواصل بذلك صعود دعمته آمال في أن يدعم لقاح لكوفيد-19 الطلب على النفط.
وصعد خام برنت 38 سنتاً، أو 0.8%، إلى 48.24 دولاراً للبرميل، وذلك بعد ارتفاع بنحو 4% في الجلسة السابقة. وزاد خام غرب تكساس الوسيط 27 سنتاً، أو 0.6%، إلى 45.18 دولاراً، وذلك بعد أن ربح أكثر من 4% أمس الثلاثاء. وكلا العقدين عند أعلى مستوياته منذ أوائل مارس/ آذار، وصعدا بنحو 9% في آخر أربع جلسات.
وقال جيفري هالي، كبير محللي الأسواق لدى "أواندا" الاستشارية، لوكالة "رويترز": "في ظل توقع انتقال رئاسي منظم (بالولايات المتحدة) والدعم القادم من اللقاح والتوقعات بأنّ (أوبك+) ستمدد تخفيضات الإنتاج الأسبوع المقبل، تجاهلت أسواق النفط تماماً الزيادة غير المتوقعة بواقع 3.8 ملايين برميل في بيانات مخزونات النفط الصادرة عن معهد البترول الأميركي".
وقالت شركة "أسترازينيكا"، يوم الاثنين، إنّ لقاحها لكوفيد-19 فعال بنسبة 70% في التجارب، وقد يصل إلى فعالية 90%، ما يوفر سلاحاً جديداً في الحرب للسيطرة على الجائحة بعد نتائج إيجابية من شركات أدوية كبيرة أخرى.
لكن أي لقاح يمكن اعتماده من المستبعد أن يكون جاهزاً للاستخدام العام في الأشهر القلية المقبلة، ما يعني أنّ إجراءات الإغلاق وقيود السفر ستظل قائمة في العام المقبل.
وفي إشارة إيجابية أخرى للاستهلاك، قال رئيس مجلس الدولة في الصين، لي كه تشيانغ، إنّ الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، ستعود على الأرجح إلى نطاق "ملائم" أكثر من التنمية الاقتصادية في عام 2021. واتفقت الصين واليابان على استئناف السفر في اتجاهين بنهاية نوفمبر/ تشرين الثاني. وصعد النفط الخام 4.3% يوم الثلاثاء بعد إطلاق عملية انتقال رسمية للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وقال دانييل هاينز، كبير المحللين الاستراتيجيين للسلع في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية المحدودة، في حديث مع وكالة "بلومبيرغ"، إنّ مزاج المستثمرين قد تحسن بسبب التطورات المتعلقة باللقاحات والتمديد المحتمل لتخفيضات إنتاج "أوبك+".
وقالت مجموعة غولدمان ساكس في مذكرة إنها تتوقع أن تؤجل "أوبك+" زيادة إنتاجها المخطط لها والبالغة مليوني برميل يومياً لمدة ثلاثة أشهر. وتوقعت أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 47 دولاراً للبرميل في الربع القادم إذا حدث ذلك.
وأصدرت شركات التكرير الصينية والهندية موجة من المناقصات التي تسعى إلى الحصول على النفط، ما أضاف المزيد من الدفع إلى السوق. وتسعى شركة Rongsheng Petro Chemical Co إلى الحصول على إمدادات خام فورية لتسليمها ليوهان، وتبحث أيضاً عن إمدادات لأجل العام المقبل، بينما تسعى شركة Indian Oil Corp إلى الحصول على نفط الشرق الأوسط وغرب أفريقيا للتحميل في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني.
في غضون ذلك، أفاد معهد البترول الأميركي بأنّ مخزونات النفط الخام تضخمت بمقدار 3.8 ملايين برميل. وسيكون هذا هو الأسبوع الثالث على التوالي من ارتفاع المخزونات إذا أُكِّدَت الأرقام في وقت لاحق اليوم الأربعاء. ومن المحتمل أن تكون المخزونات قد ارتفعت بمقدار 225 ألف برميل الأسبوع الماضي، وفقاً لمتوسط التقدير في مسح "بلومبيرغ" قبل إعلان بيانات إدارة معلومات الطاقة الرسمية.
وترسو سبع ناقلات محملة بنحو 4.5 ملايين برميل من الخام والمكثفات الليبية قبالة مالطا، حيث يعزز منتج النفط في شمال أفريقيا الإنتاج والصادرات بسرعة أكبر مما توقعه المشترون، وفق "بلومبيرغ". فيما قد تتعثر جهود نيجيريا لإصلاح مصافي التكرير القديمة بسبب نقص الموارد، لكن أكبر منتج للنفط في أفريقيا يمضي قدماً في إنشاء المصانع الصغيرة، في محاولة للمساعدة في إنهاء اعتمادها على واردات الوقود.