اللحوم والحلويات خارج موائد السوريين الرمضانية
تختصر السيدة الدمشقية، هالة الدالي، مشهد الغلاء في الأسواق السورية بقولها: لم تعد اللحوم والحلويات مأكولات الفقراء، لأن الدخل ومن عملين "وليس الراتب فقط" بالكاد يسد الحاجات الاستهلاكية الرئيسية.
وأشارت الدالي والتي كانت تعمل في مجال التعليم، إلى أنّ الإنفاق على "أكثر الضرورات" لا يقل عن مليون ليرة سورية شهرياً، فيما يقدّر الراتب الشهري بنحو 100 ألف ليرة، و"إن كان من دخلين بالأسرة أو رب الأسرة يعمل في عملين، فهذا يعني العيش بكفاف وعلى حدود الجوع".
وتشير الدالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ "سر استمرار السوريين على قيد الحياة، هو التحويلات الخارجية وبعض السلل والمساعدات، لأنّ الغلاء المقدّر نحو 100% خلال عام، أكل الأجر المنخفض قياساً لارتفاعات الأسعار المتتالية".
وتشهد الأسواق السورية ارتفاعاً بأسعار جميع السلع والمنتجات، يقدره متخصصون بين 40 و50% خلال العام الجاري، بلغ ذروته بعد الزلزال، لكن اللحوم والحلويات، هي، باتفاق السوريين، السلع الأكثر ارتفاعاً قبل حلول شهر رمضان.
وسجل سعر كيلو لحم الخروف اليوم بدمشق، 110 آلاف ليرة سورية، بحسب تاجر الأغنام رضوان محمد الذي أكد لـ"العربي الجديد" تراجع الاستهلاك بشكل كبير، فالقصاب لا يذبح أكثر من خروف، وانقطاع الكهرباء يشكّل خطراً على فساد اللحوم إن لم تبع.
ويعزو محمد ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والمحروقات بالدرجة الأولى، وتراجع العرض وكميات عرض القصابين "عدا التصدير والسماح أخيراً بتصدير 200 ألف خروف إلى الخليج"، كما أنّ تكاليف الجزارين من أجور الذبح والنقل والمحل والفواتير، وفق قول تاجر الأغنام، تضاف جميعها إلى السعر النهائي، علماً أنّ كيلو لحم الخروف الحي الواحد يقدّر بين 37 و40 ألف ليرة في دمشق اليوم.
كذلك شهدت الحلويات ارتفاعات كبيرة بالأسعار قبيل حلول شهر الصوم، نظراً لزيادة الطلب عليها واستهلاكها، إذ سجل سعر كيلو المبرومة في دمشق (فستق حلبي) نحو 140 ألف ليرة، والبقلاوة 75 ألف ليرة، والمعمول نحو 65 ألف ليرة، لتبقى "حلويات الفقراء" كالهريسة والنمورة، بحسب مصادر من دمشق، يتراوح سعرها بين 25 و35 ألف ليرة للكيلو الواحد.
ولكن، تبقى أسعار الحلويات الفاخرة، بحسب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات، بسام قلعجي، تفوق 200 ألف ليرة، علماً أنّ سعرها في العام الماضي كان بحدود 85 ألف ليرة، أي أنّ الأسعار ارتفعت أكثر من 100%، عازياً ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية وخاصة المستوردة.
وتوقع قلعجي، في تصريحات إعلامية، اليوم الثلاثاء، أن تكون الحركة الشرائية خلال شهر رمضان بأدنى المستويات لأنّ المواطن يفضل شراء الغذاء على الحلويات، واصفاً خسائر الحرفيين بأنّها "كبيرة".
وأضاف أنّ 70% من أصحاب محلات الحلويات أغلقوها لعدم قدرتهم على دفع أجور عمالهم الذين طالبوا بمضاعفتها، أما الذين استمروا بالعمل فهم أصحاب المحلات المعروفة، ومع ذلك لم يتبقَ من عمالهم سوى 10% مع انخفاض كبير في حجم مبيعاتهم.
من جهته، قال رئيس جمعية المستهلك، عبد العزيز المعقالي، في تصريحات إعلامية، إنّ "هناك فوضى بالأسعار بشكل غير طبيعي سواء لقالب الحلوى أو الحلويات بشكل عام، ويقدر ارتفاعها بنحو 100%، وهو شيء مقلق للغاية"، بحسب وصفه.
(الدولار= 7500 ليرة تقريباً)