العراق: إطاحة شبكة من 34 موظفا وضابطا اختلست حوالي 664 مليون دولار

19 يناير 2024
مازال الفساد يعقد الأمور الاقتصادية في العراق (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت السلطات الأمنية في العراق، اليوم الجمعة، عن الإطاحة بشبكة خطيرة للفساد مكونة من عشرات الموظفين الكبار والضباط، مؤكدة أن الشبكة متورطة بعمليات اختلاس بقيمة ترليون و32 مليار دينار عراقي (حوالي 664 مليون دولار).

وتؤكد حكومة محمد شياع السوداني أنها تسعى لمحاربة الفساد بكل أشكاله في البلاد، وقد أطلقت وعودا بذلك، مشيرة إلى أنها تتعاون مع البرلمان في هذا الإطار.

ووفقا لبيان للمتحدث باسم الأمن الوطني، أرشد الحاكم، فإن "جهاز الأمن الوطني والفريق المساند للهيئة العليا لمكافحة الفساد، وبعد جهد استخباري وميداني دام لأكثر من ثلاثة أشهر، نفذ عملية نوعية مشتركة، أسفرت عن الإطاحة بأكبر وأخطر شبكة من الفاسدين المتورطين بقضايا اختلاس المال العام وتزوير المعاملات التقاعدية لضحايا الإرهاب في الأنبار وبغداد وصلاح الدين".

وأوضح الحاكم أن "العملية تمت وفق أوامر قبض قضائية صادرة من قاضي محكمة تحقيق الأنبار المختصة، وبالتنسيق مع هيئة التقاعد العامة، وأسفرت عن إلقاء القبض على 34 متهما، من بينهم موظفون كبار كانوا يعملون في مديرية التقاعد العامة ومديريتي تقاعد الأنبار وصلاح الدين ووزارة التربية ومؤسسة الشهداء، فضلا عن موظفين في الشركة العالمية للبطاقة الذكية كي كارد، وضباط ومنتسبين ومعقبين".

كما بين الحاكم أن "المتهمين مارسوا عمليات تزوير المعاملات التقاعدية بأسماء وصور وهمية، وباستخدام هويات تقاعدية وبطاقات "ماستر كارد" مزورة، وبيع البيانات الخاصة بمؤسسة الشهداء والتقاعد العامة عبر ضباط وموظفين متنفذين، والتلاعب بالموقف الأمني السلبي".

العراق ينسق مع دول عربية لمحاصرة الفساد

⁠وأشار إلى أن "التحري المشترك بين الفريق المساند وجهاز الأمن الوطني وهيئة التقاعد الوطني، كشف أن قيمة الهدر بالمال العام جراء عمليات التزوير المذكورة بلغت 1 ترليون و32 مليار دينار عراقي (الدولار يعادل 1553 دينارا)، يتم اختلاسها وفق ذرائع، منها إيقافات لأغراض تدقيقية، أو إيقافات الموقف الأمني السلبي، أو تدقيق الرقابة الداخلية".

وفي الأثناء، أعلنت هيئة النزاهة العراقية (مؤسسة مستقلة تعنى بمتابعة الفساد)، اليوم الجمعة، استردادها من مصر أحد المتهمين بارتكاب عمليات اختلاس وتزوير وابتزاز.

وذكرت الهيئة، في بيان، أن "المتهم كان قد أقدم على ارتكاب عمليات اختلاس وتزوير، عمليات ابتزاز إلكتروني، أثناء فترة عمله في شركة الخطوط الجوية، فضلاً عن حصوله على امتيازات وتعاقدات، تحوم حولها شبهات فساد، بصفته وسيطا تجاريا، من خلال علاقاته مع وزراء سابقين ورجال أعمال ومسؤولين يعملون في قطاع الطيران".

ويعد الفساد واحدا من أخطر الملفات التي يعاني منها العراق، إذ إنه مستعص في الغالب على سلطة الدولة والقانون، لا سيما أنه مرتبط بأحزاب مهيمنة على المشهد السياسي في البلاد، ولها أذرع مسلحة تهدد حتى مؤسسات الدولة.

المساهمون