بالتوازي مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في العراق، والتي تجاوزت 50 درجة مئوية ورافقها انقطاع كامل في المنظومة الكهربائية في عدد من المحافظات، تحاول وزارة الكهرباء السيطرة على الوضع، وسط مخاوف من اتساع الأزمة.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، تشهد محافظات ميسان وذي قار والبصرة (جنوبا) توقفا تاما بتجهيز الكهرباء، كما شهدت مناطق عدة من محافظة ديالى (وسط) والعاصمة بغداد توقفا تاما أيضا، فيما تراجعت ساعات التجهيز بالمحافظات الأخرى بشكل كبير بحيث لا تصل أحيانا إلى ساعتين في اليوم الواحد.
وأعلنت وزارة الكهرباء، أول من أمس، المباشرة بإعادة الخطوط والوحدات التوليدية التي انفصلت بالجنوب، وذكرت الوزارة في بيان أن "الإطفاء التام بالجنوب جاء بسبب انفصال الخط الرئيس في محافظة واسط جنوبي البلاد نتيجة الأحمال الزائدة وارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق"، مؤكدة أنّه "جرت المباشرة بإعادة الخطوط والوحدات التوليدية التي فصلت".
إلّا أنّ فرع توزيع كهرباء ذي قار أعلن عن استمرار الإطفاء التام في عدد من المحافظات الجنوبية. وأكد الفرع في بيان أنه حصل إطفاء تام للمرة الثانية في عدد من المحافظات الجنوبية ومن ضمنها محافظة ذي قار، ولم تُعرف الأسباب بعد".
كما تعرضت محطة الزبيدية الحرارية إلى إطفاء كامل، ما يعني خروج أربع وحدات توليدية عن الخدمة، وإطفاء تام لمحافظة واسط باستثناء بلدة الصويرة بالمحافظة.
رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب، خالد السامرائي، أكد انقطاع التيار الكهربائي عن محافظة صلاح الدين (شمالا)، موضحا في تصريح صحافي، مساء أول من أمس، أن "الانقطاع جاء بسبب خروج المحطة الحرارية في سامراء عن الخدمة قبل ثلاثة أيام، وأنها تحتاج أسبوعاً واحداً لإعادتها إلى العمل".
الإطفاء التام بالمنظومة الكهربائية جاء بعد ساعات من إعلان وزارة الكهرباء العراقية، الجمعة، تسجيل استقرار كبير في منظومة الطاقة وزيادة في حجم الإنتاج، إذ قال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، إن "هناك استقرارا كبيرا في المنظومة، وهناك زيادة في حجم الإنتاج مقارنة بالعام الماضي تصل إلى 22%، والوزارة ماضية بزيادة الطاقات الإنتاجية وتدعيم قطاع التوزيع".
في الأثناء، قررت محافظة ذي قار تعطيل الدوام الرسمي ثلاثة أيام الأسبوع الجاري (الأحد والإثنين والثلاثاء) بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانهيار المنظومة الكهربائية.
وقال محافظ ذي قار محمد الغزي في بيان: "تستثنى من القرار المؤسسات الأمنية والصحية والأقسام البلدية وفرق الصيانة الخاصة بدوائر الماء والكهرباء، والطلبة الذين يؤدون الامتحانات النهائية".
الإطفاء التام بالمنظومة الكهربائية جاء بعد ساعات من إعلان وزارة الكهرباء العراقية، الجمعة، تسجيل استقرار كبير في منظومة الطاقة وزيادة في حجم الإنتاج
وخرج، الجمعة، العشرات من أهالي بلدة سيد دخيل في محافظة ذي قار باحتجاجات غاضبة، كما خرج أهالي مناطق خرنابات والعبارة في محافظة ديالى باحتجاجات مماثلة وقطعوا عدداً من الطرق، مطالبين بوضع حل لملف تجهيز الطاقة.
من جهته، أكد الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرة داغي، أنّ انقطاع التيار يدخل ضمن الملف السياسي ومحاولات صنع الأزمات.
وقال في تغريدة له إنّ "انقطاع الكهرباء عن مجموعة من المحافظات والمناطق العراقية، يأتي من ضمن الرسائل السياسية أيضاً لفريق ضد فريق آخر" متسائلاً: "ما ذنب المواطنين؟!" معتبراً أنّه "طبيعي لمن يلجأ للكاتيوشا والعبوات الناسفة أن يلجأ أيضاً لهذه الوسائل لإرسال رسائله".
ومنذ نهاية الأسبوع قبل الماضي، بدأت ساعات التغذية الكهربائية في العراق بالتراجع بشكل لافت، بينما دعت وزارة الكهرباء العراقيين إلى ترشيد استهلاك الطاقة خلال الأيام المقبلة. وأقدمت إيران على خفض إمداد الطاقة من الخط الناقل إلى العراق، والذي يزود محافظات البصرة وميسان وديالى بواقع 1200 ميغاواط.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
