احتجاجات في الشمال السوري على ارتفاع سعر مادة المازوت

16 نوفمبر 2024
مخيم للنازحين السوريين ببلدة ترمانين ريف حلب، فبراير 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي وقفة احتجاجية نظمها عشرات من سائقي الشاحنات اعتراضاً على ارتفاع أسعار المازوت إلى 140 دولاراً للبرميل، مما زاد الأعباء على السكان في ظل ظروف معيشية صعبة.

- أشار المحتجون إلى أن نقص المازوت وارتفاع الأسعار يعودان إلى احتكار ناصر الرعد، القيادي في "حركة أحرار الشام"، وشركة "الجوهرة" التي تتحكم في توزيع المحروقات، مما أدى إلى شح المادة في السوق.

- طالب المحتجون الفصائل المسيطرة بالتدخل العاجل لحل الأزمة وإنشاء سوق حرة للمحروقات، محذرين من تفاقم الأوضاع الإنسانية.

شهدت مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، والخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا، اليوم السبت، وقفة احتجاجية نظمها عشرات من سائقي الشاحنات بالقرب من "ساحة المازوت"، اعتراضاً على الارتفاع الكبير في أسعار المازوت، الذي وصل سعر البرميل الواحد منه إلى 140 دولاراً.

وأشعل المحتجون الإطارات خلال الوقفة، معبرين عن استيائهم من الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع أسعار المحروقات، ما فاقم الأعباء على سكان المنطقة الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة.

وقال محمد البدوي، أحد سائقي الشاحنات المشاركين في الاحتجاج، لـ"العربي الجديد" إن الأزمة "تفاقمت منذ نحو شهر بسبب نقص حاد في المازوت، ونحن، أصحاب الشاحنات والكازيات، تضررنا كثيراً من هذا الوضع. الاحتكار وارتفاع الأسعار يهددان مصدر رزقنا".

وأشار البدوي إلى أن السبب وراء نقص المازوت يعود إلى قيام ناصر الرعد، القيادي القريب من "حركة أحرار الشام"، وهي ليست من فصائل الجيش الوطني، بإنشاء ساحة مخصصة لخزانات الوقود وتخزين كميات كبيرة من المازوت فيها. وأوضح أن هذا الاحتكار تسبب في شحّ المادة في السوق ورفع الأسعار بشكل كبير، خاصة مع دخول فصل الشتاء الذي يتطلب المزيد من الوقود.

كما انتقد المحتجون دور شركة "الأنوار"، التي تسمى الآن "الجوهرة"، وهي شركة خاصة تتولى توزيع الوقود في مناطق شمال سورية وتتحكم في توزيع المحروقات، واتهموها بالتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى ما وصفوه بـ"احتكار المحروقات في حراقات ترحين".

وأشاروا إلى أن هذه الحراقات تعتمد على المازوت والوقود القادم عبر معبر الحمران من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وكان سائقو الشاحنات وأصحاب محطات الوقود قد شاركوا في وقفة احتجاجية مماثلة في العاشر من الشهر الجاري.

وفي ختام الوقفة، طالب المحتجون الفصائل المسيطرة بالتدخل العاجل لحل الأزمة، محذرين من تفاقم الأوضاع الإنسانية في حال استمرار الاحتكار وارتفاع الأسعار. وقال حسين عوينة، صاحب إحدى محطات الوقود المشاركة في الوقفة الاحتجاجية لـ"العربي الجديد" إن الوقفة جاءت اعتراضاً على الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات الذي أصبح لا يُحتمل.

وأضاف عوينة: "في العاشر من الشهر الجاري قمنا بوقفة احتجاجية مماثلة، واستجابت الجهات المعنية حينها لمطالبنا وأرسلت كميات من المازوت بالسعر السابق. لكن أمس، ارتفع سعر المازوت مجدداً، مما دفعنا اليوم إلى تنظيم وقفة جديدة لأن الأوضاع باتت خارج نطاق الاحتمال".

وأضاف عوينة: "برميل الوقود يتم استلامه من مناطق سيطرة "قسد" بأسعار منخفضة، ومع ذلك نواجه ارتفاعاً كبيراً في السوق بسبب احتكار شركة الجوهرة للمحروقات. مطالبنا واضحة؛ إنشاء سوق حرة للمحروقات في منطقة حراقات ترحين، بحيث لا تكون السوق تحت سيطرة أحد، كما كان الحال سابقاً، بدلاً من إجبارنا على شراء المحروقات حصراً من شركة الجوهرة".

وأشار عوينة إلى أن الأسعار كانت تتراوح بين 85 و90 دولاراً للبرميل قبل نحو شهر ونصف، لكنها الآن قفزت إلى ما بين 140 و150 دولاراً، ما زاد الأعباء على الجميع وأدى إلى فقدان العديد من أصحاب محطات الوقود وأصحاب البسطات مصادر رزقهم.

المساهمون