يجد معظم العراقيين في إيران متنفساً للسفر والسياحة، لما توفره من أسعار مناسبة للسياح وطبيعة جغرافية تخفف من حر فصل الصيف اللاهب في العراق، إضافة إلى قرب المسافة بين البلدين، فضلاً عن سهولة التنقل بين مناطقها والتسهيلات التي تقدمها الهيئات السياحية للوافدين من العراق.
وكشف المجلس العالمي للسفر والسياحة في إيران أن الوافدين العراقيين إلى إيران خلال هذا العام تصدروا القائمة بمعدل 55 في المائة من إجمالي السياح، فيما بلغت نسبة السياح من أذربيجان وتركيا 6 في المائة، وباكستان بنسبة 5 في المائة، والكويت 2 في المائة.
وقال الخبير الاقتصادي، كريم الحلو، إن الوجهات التي كانت محل اهتمام العراقيين للسفر إليها بهدف السياحة هي مصر ولبنان وسورية وإيران وتركيا، بسبب الأجواء المعتدلة التي تتميز بها بعض مناطق في تلك البلدان والمسافة الجغرافية التي تبعدها عن العراق.
وأضاف الحلو في حديثه مع "العربي الجديد"، أن سهولة النقل والفرص المتاحة للسفر وإمكانية الحصول على التأشيرة في المطارات والمنافذ الحدودية، بالإضافة إلى فقدان العراق للخدمات اللازمة المقدمة للمواطنين في فصل الصيف وتحديداً مشكلة الكهرباء وقطع إيران لإمدادات الغاز، كل هذا دفع الكثير من العراقيين للتوجه إلى دول الجوار بهدف السياحة والبحث عن وسائل الراحة والترفيه لأطفالهم مع حلول العطلة الصيفية.
وأوضح أن إيران تعتبر أرخص من بقية البلدان من ناحية تكاليف السفر والإقامة والطعام والتبضع فضلاً عن الخدمات العلاجية، مما يجعلها وجهة سعر سهلة لأصحاب الدخل المحدود. وبيّن الحلو أن ما دفع إيران لتقديم تلك التسهيلات، هي الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وحالة التضخم الاقتصادي وانهيار العملة المحلية قياساً بالعملات الأجنبية، وحاجتها للعملة الصعبة.
وأفاد بأن ملايين الدولارات تخرج من العراق الى إيران لغرض السياحة فضلاً عن المنافذ الأخرى المتعلقة بالمبادلات التجارية وعمليات التصدير للسلع والبضائع، حيث وجدت إيران في العراق سوقاً لتصريف بضائعها الرديئة.
وقال محمود عبد كاظم، وهو أحد العاملين في قطاع السياحة والنقل إلى إيران، خلال حديثه مع "العربي الجديد" إن الدخول إلى إيران سهل قياساً بالبلدان الأخرى، لكن الصعوبة تكمن في حصول الشركات على وثائق الترخيص والعمل.
وأشار الباحث الاقتصادي، أحمد صباح لـ"العربي الجديد"، إلى أن 4 الى 5 مليارات دولار سنوياً تذهب إلى إيران بهدف السياحة العلاجية والدينية والترفيهية، بالإضافة إلى المبالغ المتحصلة لإيران من إيرادات الغاز. وأضاف أن قطع إيران لإمدادات الغاز وتحويل مجاري الأنهار عن العراق، له علاقة ببقاء العراق ضعيف خدمياً وعدم توافر الكهرباء يجبر معظم العراقيين على قضاء العطلة الصيفية في إيران.
وشدد صباح على أهمية تطوير القطاعات السياحية ليتمكن المواطن العراقي من قضاء أوقاته داخل البلد والحفاظ على العملة الصعبة.