- المزارعون يواجهون خسائر فادحة، مع تضرر كبير للأراضي والمحاصيل، وتراكم الديون، مما يدفعهم للمطالبة بتعويضات من الحكومة المؤقتة والمنظمات.
- الدفاع المدني والمجالس المحلية يسعون للحصول على دعم من المنظمات الدولية والحكومة المؤقتة لمساعدة المتضررين، مع تأثر أكثر من 15 مخيمًا وخسائر في المساكن والمواشي.
ألحقت العاصفة المطرية التي ضربت العديد من مناطق الشمال السوري خلال اليومين الماضيين أضراراً بالغة، ليس بمخيمات اللاجئين وحسب، بل أيضاً بالمحاصيل الزراعية في ريفي حلب وإدلب.
ووفق الدفاع المدني السوري، فقد لحقت أضرار بأكثر من 200 دونم من الأراضي المزروعة بالخضراوات في شمال غرب سورية.
وأشارت المنظمة إلى أنّ الأضرار طاولت الأراضي المزروعة بالخضراوات الصيفية، كالخيار والكوسا والبندورة في منطقة بحوري حتى بير الطيب غربيّ معرة مصرين بريف إدلب، من جراء الهطولات المطرية الغزيرة والسيول الناتجة منها.
وشملت الأضرار مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في مناطق راعل وصندرة وشويرين والكفرة وتركمان بارح وبوزدبة وكدريش وتلعار وبحورته والجكة في ريف حلب الشمالي والشرقي، حيث تركزت هناك في محاصيل الكمون والعدس والشعير واليانسون، كذلك لحقت أضرار بمحاصيل القمح.
ويقول مالك الخلف، وهو مزارع في مورين بريف إدلب لـ"العربي الجديد" إن لديه 8 دونمات تضررت محاصيلها بشكل كامل نتيجة العاصفة المطرية والرعدية والبرد، كان قد زرعها بالخضراوات مثل الخيار والبندورة والفليفلة والكوسا.
وقدّر خلف مساحة الأراضي المتضررة في بلدة مورين وحدها بأكثر من 600 دونم.
وأضاف أنه استدان ستة آلاف دولار في بداية الموسم، وكان يأمل أن يتمكن من سدادها، وتحقيق بعض الربح مع نهاية الموسم، لكن كل ذلك ذهب سدىً الآن. وطالب الخلف الحكومة المؤقتة والمنظمات بالتعويض عليه وعلى بقية المزارعين في المنطقة، لأن أوضاعهم باتت صعبة للغاية.
من جهته، قال علي السيد، وهو نازح من ريف حماة ومقيم بمعرة مصرين، بريف إدلب إنه كان يزرع بندورة وخضراوات بشكل عام، لكن العاصفة أتلفت محصوله بنحو كامل أو جزئي، وحتى أشجار الزيتون تضررت.
وأضاف في حديثه مع "العربي الجديد" أن أحد المهندسين نصح المزارعين في المنطقة بشراء بعض الأسمدة التي تساعد على تعافي المزروعات، لكن أسعارها مرتفعة جداً، حسب تأكيده.
ويقول رئيس المجلس المحلي في بلدة مورين، عبد الغني صطوف، إن 600 دونم مزروعة بالخضراوات تضررت كلها تقريباً، إضافة الى نحو ألف دونم من أشجار الزيتون، تأثرت كثيراً بسبب البرد. وأكد أن المجلس سيحاول مخاطبة المنظمات الدولية والمعنيين في الحكومة المؤقتة لمساعدة المزارعين المتضررين.
وقال المهندس الزراعي سامر عادل يوسف من منطقة زردنا بريف إدلب، إن الحالة الجوية مستمرة، وقد تأثرت بها العديد من المناطق في ريف حلب الشمالي وريف إدلب، حيث تشكلت سيول نتيجة الهطولات المطرية القوية، وأغلبها من الخضراوات، إضافة إلى موسم الكمون وحبة البركة، وتقدَّر الخسائر بآلاف الدولارات.
وأشار في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن المزارعين في منطقة معرة مصرين وما حولها، أكدوا له تضرر أكثر من 1300 دونم، وأن هذا يشمل فقط تلك المزروعة بالخضراوات الصيفية.
وأوضح أن معظم المحاصيل الزراعية مكشوفة، ولا تحتاج إلى بيوت بلاستيكية، مضيفاً أننا "كنا نعمل في الشتاء بنظام النفق بما يشبه البيوت البلاستيكية، وتظل مغطاة طوال فترة الصقيع المتوقعة، لكن الآن وفق حالة الطقس المفترضة في هذه الفترة الزمنية من السنة، لم تكن هناك حاجة لتغطيتها".
وكان الدفاع المدني قد أعلن تضرر أكثر من 15 مخيماً تضم نحو 716 خيمة ومسكناً مؤقتاً، وأكثر من 30 منزلاً سكنياً للمدنيين، ونفوق عدد من المواشي، نتيجة العاصفة المطرية وتشكل السيول، وهطول حبات البرد.