الشركات الأميركية تواصل التبرع لحفل تنصيب ترامب

25 ديسمبر 2024
حفل تنصيب ترامب في 2017، واشنطن 20 يناير2017 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد أحداث الكابيتول 2021، تعهدت الشركات بإعادة النظر في مساهماتها السياسية، لكنها بدأت الآن في دعم حفل تنصيب ترامب المقبل، مما يعكس تحولًا في استراتيجياتها.
- حددت وول ستريت جورنال 11 شركة تدعم حفل التنصيب، منها "فورد" و"تويوتا"، حيث تسعى لاستعادة علاقاتها مع ترامب، مع توقع جمع أكثر من 107 ملايين دولار.
- يُنظر إلى دعم الشركات لحفل التنصيب كاعتذار عن نبذها السابق، حيث تسعى لضمان مصالحها في ظل الإدارة الجديدة، مع تحول استراتيجي في مواقفها السياسية.

قبل أربع سنوات، نددت عشرات الشركات باقتحام مبنى الكابيتول الأميركي وتعهدت بوقف دعمها لأولئك الذين عارضوا نتائج انتخابات 2020، وفي مقدمتهم الرئيس الخاسر وقتها دونالد ترامب. أما الآن، فإنّ العديد من تلك الشركات يصطف لتقديم التمويل لحفل تنصيب ترامب المقررة إقامته في العشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل.

وحددت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية 11 شركة وجمعية تجارية على الأقل تدعم حفل التنصيب، والذي يُتوقع أن يكون الأكثر ربحية على الإطلاق، وذلك بعد أن تعهدت تلك الشركات في السابق بتعليق أو إعادة النظر في تبرعات لجان العمل السياسي الخاصة بها، في أعقاب أحداث السادس من يناير/ كانون الثاني 2021.

وتساهم شركات مثل "فورد"، و"إنتويت"، و"تويوتا"، وجمعية مصنعي الأدوية الأميركية بمليون دولار لكل منها في تكلفة حفل التنصيب. ومن بين المانحين الكبار الآخرين الذين كانوا قد قدموا تعهدات سلبية في أعقاب أحداث السادس من يناير "غولدمان ساكس"، و"جنرال موتورز"، و"بنك أوف أميركا"، و"إيه تي آند تي"، و"ستانلي بلاك آند ديكر". وبالنسبة لبعض هذه الشركات، مثل "غولدمان ساكس" و"إنتويت" و"تويوتا" وPhRMA، تعد هذه المرة الأولى منذ عقد على الأقل التي تدعم فيها صندوقاً لحفل تنصيب رئيس أميركي منتخب، رغم شجبها المعلن لأحداث اقتحام الكابيتول.

كتب ترامب على منصة "تروث سوشال" الأسبوع الماضي: "الجميع يريد أن يكون صديقي!!!"

وبعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في عام 2021، احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية، وعدت عشرات الشركات بإعادة التفكير في مساهماتها السياسية، فأوقف البعض جميع أشكال التبرعات، وعلقها آخرون لأي مشرّع صوت ضد التصديق على نتائج المجمع الانتخابي لعام 2020، بينما وعد البعض بأخذ النزاهة في الاعتبار في قراراتهم المستقبلية للتبرع.

ومع ذلك، ومع تسارع مسؤولي الشركات نحو بناء علاقات مع الرئيس المنتخب الجديد، الذي ستكون لسياساته تأثيرات شاملة على عالم الأعمال، يبدو أن أغلب هذه التعهدات أصبح شيئاً من الماضي.

ولم يعلق معظم الشركات على سبب تقديمها التبرعات، على الرغم من أن بعضها أشار إلى أنها دعمت حفلات التنصيب لعقود بغض النظر عن الحزب الحاكم. وأشارت "تويوتا" إلى بيان أصدرته عام 2022 ذكّرت فيه بأنها استأنفت تبرعات لجان العمل السياسي، "لكنها لن تدعم أولئك الذين يحرّضون على العنف". وقال متحدث باسم PhRMA إن الشركة أعلنت في ذلك الوقت عن "توقف عن التبرعات" ثم أضافت لاحقاً معايير جديدة لتوجيه مساهماتها.

وتوافد مسؤولو الشركات التنفيذية على منتجع مارآلاغو في فلوريدا، مقر إقامة ترامب، منذ الانتخابات، للقاء الرئيس المنتخب وفريقه، على أمل أن يؤدي بناء علاقة مع الإدارة المقبلة إلى تسهيل تحقيق أهدافهم. وخلال الأسابيع الأخيرة، التقى ترامب مع رؤساء تنفيذيين من شركات مثل "ميتا بلاتفورمز"، و"أمازون"، و"غوغل"، و"فايزر"، و"إيلي ليلي"، وآخرين، بينما فشلت شركات عدة في الحصول على تلك الفرصة.

جمع الأموال لم يعد متعلقًا بجمع المال بقدر ما هو وسيلة لاستخلاص اعتذار من الشركات الأميركية الكبرى عن نبذها لترامب

وقال منظمو حفل التنصيب إنهم في طريقهم لجمع أكثر من 107 ملايين دولار، وهو الرقم الذي جمعه ترامب في حفل تنصيبه الأول، في حين جمعت حملة تنصيب الرئيس بايدن 61 مليون دولار فقط. وحصل صندوق تنصيب ترامب لعام 2017 على تبرعات بقيمة مليون دولار أو أكثر من 18 شركة، ويُتوقع أن يتجاوز صندوق هذا العام ذلك الرقم، وفقاً لما أوردته "وول ستريت جورنال" أشخاص مطلعين على جهود جمع الأموال.

وسيحصل المانحون الذين يقدمون مليون دولار أو يجمعون مليوني دولار من الآخرين على ست تذاكر لحضور سلسلة من الفعاليات التي تُقام في الأيام التي تسبق حفل تنصيب ترامب المنتظر، بما في ذلك حضور حفل استقبال مع الوزراء المعينين، وعشاء على ضوء الشموع مع دونالد وميلانيا ترامب، وحفل رسمي بربطات سوداء.

تبرعات تنصيب ترامب تعدّ اعتذاراً من الشركات الأميركية

وصرّح مساعدو ترامب بأنّ "جمع الأموال لم يعد متعلقاً بجمع المال بقدر ما هو وسيلة لاستخلاص اعتذار من الشركات الأميركية الكبرى عن نبذها لترامب". وأشار أحد مساعدي ترامب إلى أن مليارديرات التكنولوجيا يقومون بـ"رحلات حج" إلى مارآلاغو ويقدمون شيكات بمليون دولار، وكأن ذلك سيصلح العلاقات السابقة.

وفي حين أن العديد من الشركات التي أوقفت التبرعات بعد أحداث السادس من يناير قد استأنفت تقديم التبرعات، بما في ذلك للمشرعين الذين اعترضوا على نتائج انتخابات 2020، فإن التدافع لتمويل حفل تنصيب ترامب يعد مؤشراً على مدى تغير موقف الشركات الأميركية قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

مليارديرات التكنولوجيا يقومون بـ"رحلات حج" إلى مارآلاغو ويقدمون شيكات بمليون دولار، وكأن ذلك سيصلح العلاقات السابقة

وقال ممثل لإحدى الشركات التي غيرت موقفها وقدمت التبرعات لحفل التنصيب: "الناس يريدون المضي قدماً ونسيان ما حدث. كانت نتائج الانتخابات واضحة جداً". وقدم مستشارون نصائح للشركات بأن دعم حفل تنصيب ترامب سيكون في مصلحتها لضمان لقاء مع ترامب. وقال كيفين مادين، وهو استراتيجي جمهوري، إن الشركات التي لا تشارك في المناقشات السياسية ستجد نفسها على الهامش. وأضاف: "هناك الكثير من العمل الذي سيُنجز في 2025 و2026، والعملية تبدأ الآن".

بدوره، بدا ترامب مرحباً بهذا التقرب، إذ كتب على منصة "تروث سوشال" الأسبوع الماضي: "الجميع يريد أن يكون صديقي!!!". ونصح بعض الاستراتيجيين الجمهوريين الشركات بمسح مواقعها الإلكترونية وسياساتها من اللغة التي كانت تميل إلى الديمقراطيين، بما في ذلك التعهدات التي قدمتها بعد أحداث السادس من يناير. واختفت بعض البيانات الصحافية لتلك الشركات من الإنترنت، مثل الرسالة التي كتبها المدير التنفيذي السابق لشركة "ستانلي بلاك آند ديكر"، والتي نددت باقتحام مبنى الكابيتول ووعدت بالدفاع عن الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة.

ويساهم العديد من الشركات التي تقدم التبرعات لحفل تنصيب ترامب في قطاعات ستتأثر بشكل كبير بسياسات الإدارة الجديدة، بما في ذلك شركات السيارات مثل "تويوتا"، وشركات الأدوية التي تشعر بالقلق من تعيين روبرت ف. كينيدي الابن وزيرًا للصحة والخدمات الإنسانية، وشركات التكنولوجيا الكبرى التي اتهمها حلفاء ترامب بممارسات احتكارية.

وتجاوزت بعض الشركات بشكل كبير مساهماتها السابقة، إذ تبرعت شركة "تشارتر كوميونيكيشنز"، التي قدمت 350 ألف دولار لصندوق بايدن، و250 ألف دولار لصندوق تنصيب ترامب في 2017، بمليون دولار هذا العام. وواجه صندوق تنصيب ترامب لعام 2017 تحقيقاً من المدعين الفيدراليين في مانهاتن، إذ جرى تحقيق في إساءة استخدام الأموال التي جمعت، تحسباً لأن يكون بعض المتبرعين قد قدموا الأموال مقابل الحصول على امتيازات أو تنازلات سياسية.

المساهمون