سبق الحزن تباشير عيد الفطر في السودان، الذي أدت الأحداث المستجدة فيه إلى شلل كامل في العديد من أسواقه، لا سيما في العاصمة الخرطوم، حيث توقفت الحياة تماماً وغابت عنها مظاهر الفرح والبهجة.
تعطلت المصالح والعجلة الاقتصادية بعدما خلت ولاية الخرطوم من غالبية مواطنيها الذين غادروها قاصدين ولايات آمنة، في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والافتقار إلى خدمات المياه والكهرباء.
تغيرت كل ملامح العاصمة، فأغلقت البيوت والمنازل والمتاجر أبوابها، وسط حركة نزوح وهجرة كثيفة، واختفت كل ملامح فرحة العيد التي كانت تميز هذه المناسبة في السابق.
وتتخوف الأسر من أيام أكثر اضطراباً، وهمها الأول تخزين المواد الغذائية والمحافظة على ما تبقى من غاز الطهو ومصادر الكهرباء.
وتستمر عمليات إغلاق المتاجر وتحويل معظم البضائع إلى مناطق آمنة نتيجة توسّع رقعة اشتعال الحرائق في المتاجر والمخازن والأسواق، إضافة إلى عمليات النهب والسلب بالنسبة للمتاجر والأسواق الرئيسية والفرعية في الأحياء.
تقول السيدة حليمة إبراهيم إنه ليس هنالك عيد في السودان هذا العام، وتسأل في تصريح لـ"العربي الجديد": "كيف يفرح السودانيون وبلدهم يعيش ظروفاً غير إنسانية وحرباً بين أبنائه، فيما الأسر فقدت أبناءها وتناثرت الجثث على الطرقات؟".