شهدت أسواق مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، منذ مطلع الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ازدحاماً كبيراً في محلات الألبسة والحلويات والمعجنات والمواد الغذائية، تحضيراً لأيام عيد الفطر، في ظل واقع معيشي قد لا يمكّن السكان من شراء تلك المستلزمات واقتنائها.
تقول المعلمة زهراء اليوسف (45 عاماً) من الرقة لـ"العربي الجديد": "لم أستطع شراء جميع ملابس أطفالي للعيد من المحلات، واتجهت نحو البسطات وعروض الأرصفة، إذ الأسعار في المحلات تفوق مقدرتي ومقدرة زوجي الذي هوالآخر يعمل موظفاً في قطاع الكهرباء، وراتبي وراتبه بعد الزيادة لا يكفيان لمصروف باقي الشهر ودفع إيجار المنزل ومستلزمات الطعام".
وتشير اليوسف إلى أن ارتفاع أسعار الملابس، وبخاصة ملابس الأطفال، قد دفع العوائل إلى قصد الأسواق الشعبية حيث الأسعار ضمن المعقول، 120 ألف ليرة لكساء طفل دون الـ10 أعوام كمعدل وسطي، بينما في المحلات كالتي في سوق الأماسي وسوق تل أبيض وسوق 23 شباط قد تتعدى الأسعار 350 ألف ليرة. (الدولار يساوي 7500 ليرة سورية).
أما سناء الأحمد، فقد بينت لـ"العربي الجديد"، أن معظم السكان في الرقة لا يستطيعون شراء حلويات جاهزة من المحلات للعيد، وتضيف قائلة إن الحلويات "نقوم بصناعتها في المنزل بالرغم من ارتفاع سعر الطحين والسكر والسميد، لكنه أمر توارثناه جيلاً بعد جيل، وهو ما لا نستغني عنه، وإن غلا ثمنه، فالعيد هو بتلك الطقوس التي نقوم بها، في مدينتنا".
وتتابع: "أنا وأخواتي ووالدتي وصديقاتي نجتمع قبيل العيد بعد الإفطار، ونصنع عدة أشكال وأنواع من الكليج، المعمول بتمر، الكرابيج، الكعك المالح، الغريبة، وهي أنواع حلويات تستخدم للضيافة أيام العيد، ولا ينبغي أن يخلو بيت منها".
سالم العبدالله، وهو تاجر بقطاع الحوالات في شارع الوادي، يقول في حديثه مع "العربي الجديد": "لدي خمسة أبناء وابنة، ومنذ يومين وأنا ووالدتهم نزور الأسواق لشراء لباس العيد، والأسعار تعتبر مقبولة نوعاً ما في المحلات للطبقة الميسورة الحال، ومقارنة بسعر الصرف لليرة السورية أمام الدولار، ألاحظ أنها جيدة، حيث لا يتعدى سعر البنطال 10 دولارات، والقميص 5 دولارات، والأحذية 7 دولارات".
ويؤكد أنه "يوجد عدد كبير من الناس لا يمتلكون القدرة الشرائية، فهناك الكثير من السكان ينزلون إلى الاسواق للفرجة ومعاينة البضائع في المحلات، ويشترون من البسطات فيما بعد".
بدوره، يقول أبو سعيد (55 عاماً)، وهو تاجر للملابس المستعملة بالرقة: "يتجه أغلب السكان لشراء الألبسة من البالة لكونها تنافس المنتجات المحلية الجديدة القادمة من تركيا وشمال العراق، حيث المصانع، وليست بأقل جودة منها، فأغلب الألبسة البالية أوروبية وأجنبية، لكن النظرة الدونية لمسمى "البالة" قد أفقدت الملبوسات زهوتها وقيمتها".
ويقول الناشط عيسى السطم من مبادرة صنائع المعروف لــ"العربي الجديد: "نتجه في هذه الفترة إلى كفاية العوائل (أرامل، أيتام) من لباس العيد للأطفال، حيث استُهدِف ما يقارب 200-250 عائلة من المسجلين في سجلاتنا بالتعاون مع مبادرة "إبشر – صندوق أهل الخير" ومبادرة من الشيخ صالح السلوم، وتجار الرقة لكفاية الأطفال الأيتام والنازحين والعائدين من مخيم الهول".