السعودية تعلن تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية ديسمبر.. وروسيا على خطاها

05 سبتمبر 2023
قرار السعودية بالخفض الطوعي سيُراجَع شهرياً (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

قالت وكالة الأنباء السعودية، اليوم الثلاثاء، إنّ المملكة العربية السعودية ستمدد خفضها الطوعي لإنتاج النفط البالغ مليون برميل يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023.

وأضافت أنّ قرار الخفض الطوعي سيُراجَع شهرياً للنظر في زيادة الخفض أو تعزيز الإنتاج.

وأشارت إلى أنّ الخفض الطوعي الإضافي للمملكة، يهدف إلى تعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول "أوبك+" لدعم استقرار أسواق النفط وتوازنها.

من جهتها، أبقت روسيا خفض صادراتها النفطية بمعدل 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية 2023، وفق ما أعلن، اليوم الثلاثاء، نائب رئيس الوزراء الروسي ألسكندر نوفاك، وذلك في موازاة إعلان السعودية تمديد خفض إنتاجها بمعدل مليون برميل يومياً.

وقال نوفاك على حساب "تليغرام" للحكومة الروسية، بحسب ما نقلته "فرانس برس"، إنّ "روسيا ستمدد الخفض الطوعي... لشحنات النفط للأسواق العالمية بمعدل 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية ديسمبر 2023".

ويشكل تراجع الطلب على النفط مخاطر على الرياض، التي شهدت تراجع احتياطياتها الأجنبية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009، وفق ما أوردته في وقت سابق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

وأقرت السعودية خفضاً إضافياً على إمدادات النفط في يوليو/تموز الماضي، فضلاً عن التخفيضات التي أجريت بالفعل مع الشركاء في تحالف "أوبك+" وتمتد لنهاية 2024، فيما تجري مراجعتها على أساس شهري.

ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر فوق 88 دولاراً للبرميل في لندن، الشهر الماضي، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين، حيث تواجه الصين، أكبر مستورد، أزمات تراوح من البطالة بين الشباب إلى الاضطرابات في سوق العقارات وبنوك الظل.

وفي حين أنّ معظم دول التحالف لم تتمكن من مساعدة السعوديين في إجراء تخفيضات أعمق في الإمدادات، فقد انضمت موسكو إليها متأخرةً.

وتعهدت روسيا في البداية بكبح الصادرات بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أغسطس/آب، ثم قالت إنها ستقلص هذا التخفيض تدريجياً في سبتمبر/أيلول إلى 300 ألف برميل يومياً.

ومن المقرر أن يجتمع تحالف "أوبك+" الذي يضم 23 دولة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لمراجعة سياسة الإنتاج لعام 2024.

إنتاج النفط الأميركي يبلغ الذروة خلال العام الجاري

في غضون ذلك، يتجه النفط الأميركي إلى بلوغ ذروة الإنتاج خلال العام الجاري عند 12.8 مليون برميل يومياً، حسب ما ذكرت نشرة "أويل برايس" الأميركية في تقرير، مساء أمس الاثنين.

وبحسب بيانات من شركات النفط الصخري، تراجع نشاط الحفر في مكامن رئيسية للزيت الصخري خلال الربع الثاني المنتهي في يوليو/تموز الماضي.

وأبلغ جميع مقدمي خدمات حقول النفط الرئيسيين في تقاريرعن تباطؤ الأعمال في أميركا، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة "ليبرتي إنيرجي" كريس رايت: "خلال الربع الثاني، شهدنا انخفاضاً في نشاط التكسير الهيدروليكي"، وهو العملية الجيولوجية التي تستخدم في استخلاص النفط من الصخور.

وفي وقت سابق من هذا العام، قالت إدارة معلومات الطاقة، إنّ إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيصل إلى مستوى شبه قياسي يبلغ 12.8 مليون برميل يومياً هذا العام. وأظهرت أحدث البيانات الواقعية لشهر يونيو/حزيران، أنّ هذا المستوى قد تم الوصول إليه بالفعل.

ووفق تقرير "أويل برايس" الأميركية، تقوم شركات التنقيب والإنتاج الأميركية بحفر عدد أقل من الآبار وتحتفظ بحد أقصى لاستثماراتها لزيادة الإنتاج بدلاً من حفر آبار جديدة. وانخفضت أسعار النفط بشكل كبير خلال العام الماضي، ما خلق ارتباكاً لشركات النفط الصخري التي تعاني من الديون وارتفاع كلفة الإنتاج مقارنة بكلفة النفط التقليدي.

ويرى محللون أن طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة قد انتهت، وأن أي نمو مستقبلي في الإنتاج سيكون بمعدلات بطيئة. ولكن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ترى أن إنتاج النفط سينمو أكثر إلى 13.1 مليون برميل يومياً في عام 2024، وهو ما سيكون رقماً قياسياً آخر.

وتعتبر إدارة معلومات الطاقة بمثابة الجهة التي تراقب توجهات الطاقة لصالح الحكومة الأميركية، وتصدر بيانات النفط والغاز في الولايات المتحدة.

في ذات الصدد، كتب محلل الطاقة في "رويترز" جون كيمب: "عندما يصل سعر النفط إلى ذروته، يستغرق الأمر حوالى خمسة أشهر حتى تتمكن أنشطة الحفر من اللحاق بالركب، ويستغرق الأمر أيضاً 12 شهراً حتى يتكيف الإنتاج بعد الذروة.

ووفقاً لكيمب، بلغت أسعار النفط ذروتها في يونيو/حزيران من العام الماضي، ما يعني أنّ إنتاج الولايات المتحدة من النفط يجب أن يصل إلى ذروته في الوقت الحالي.

المساهمون